حكاية اسم

نور اللبنانية ... من الإعلانات إلى التمثيل ورحلة ناصعة من الصيت الحسن والحضور اللامع / 1

1 يناير 1970 11:07 ص
لكل اسم حكاية... او فلنقل لكل حكاية اسم، وحينما نحاول تفسير بعض الاسماء ربما نجد اننا في حالة من الحيرة، والدهشة معا، لان الاسم، في احواله قد يعبر او لايعبر عن شخصية صاحبه، وهذه الحيرة، ربما تدفعنا إلى الاقتناع بان اسم شخص ما ينطبق عليه حتى وان كان عكس مزاجه، فلو كان شخص اسمه سعيد، ولكن حياته كلها تعاسة، او اخر اسمه حزين ولكنه فرح دائما، فاننا في هذه الحال سنقول بان الاسم منطبق على هذا الشخص ولكن باسلوب معاكس.
وفي فصول «حكاية اسم» سنقترب من حياة الفنانين والمشاهير، من اجل التعرف على حكايات اسمائهم، والاسباب التي دفعتهم لاختيارها، خصوصا تلك التي جاءت بعد دخولهم عالم الاضواء. | بيروت - من محمد حسن حجازي |
ماريان أصبحت نور.
مع إضافة اللبنانية عليها، ماريان فتاة الاعلان، صاحبة الوجه الجميل والروح الأجمل، لكن لماذا نور؟
لأن الاسم جميل وهذا عجب شريف عرفة والحاضرون فكان ان قبلناه ربحنا وان رفضناه نخسر.
حتى ذويها يتحدثان اليها بـ نور، هما ايضاً ذهبا الى الآخر معها، اما هي فتعتبر ان الاسم آخر همها، طالما انها استطاعت خدمته بكل طاقتها حتى اصبح اهلها يفخرون بما اعطوه لها.
ان تفعل ما عليك فهذا جيد، لكن ان تخترع ما تريد انجازه وتدعمه فهذا افضل.
«والدتي تردد دائماً على مسمعي انني لطالما كنت مشرقة في طفولتي، كنت بريئة، وتصرفاتي تنم عن خصوصية، وكان الضوء يشع من عيني. طبعاً هذا كلام الوالدة التي احبها كثيراً مثل ابي ايضاً».
نور تطل بهذه الاجواء وهي تؤكد في جلساتها كم كان سهلاً عليها الانتقال من اسم الى آخر، والناس تتعود سريعاً هذا الشيء، الى حد انها صارت لا تعرف ماريان جيداً، واذا ما نوديت به لمرة وحيدة فلن ترد، الا بعد عدة مرات بحيث يسمع عقلها الباطني ذلك وتكون جاهزة للرد حينها.
والدتها التي لا تكف عن الحديث عنها بفخر تحكي قصة غريبة في كل شيء، ففي احدى المرات عندما كانت ماريان طفلة راقبتها وهي تدندن حواراً سمعته في احد الافلام المعروضة آنذاك، وراحت تدندن مع الموسيقى التصورية وكانت تتأوه وهي تستذكر حوار الممثلين معاً وليس الدور النسائي كذلك، ثم فجأة رمت كل الحوار جانباً وراحت تخاطب المرآة حيناً والحائط احياناً ثم انبرت تبكي وهي تقول كان لازم مثّل افضل، كان لازم فكر انو بيّ البطلة قتل من كام يوم، لازم ابكي. وانخرطت في حفلة بكاء لا تصدق ولم تكن تعدت الثامنة من عمرها.
هذا يعني ببساطة ان بدايتها الانسانية اشّرت على ما قدمته واستطاعته في وقت لاحق، وكانت واكبتها حالة من الدلع عندما كانت تُنادى بـ مارو، او مرمر، واستاءت مرة من عبارة مرمر زماني، وسألت والدتها وهي بعد في سن يافعة: «مش حلوة ماما هالعبارة، يعني انا بجيب المر». لكن المسألة برمتها كانت تحبُباً وليس اكثر.
وعندما عملت في الاعلانات وصالت وجالت فيها كان ماريان مناسباً جداً ليس لأنه يوحي بأن الصبية في الاعلان اجنبية، بل لأن للاسم ايقاعاً وجرساً متميزين، وحين عملت في التمثيل اراد لها عرفة اسماً عربياً فاذا بـ نور الاكثر اختصاراً ومعنى عميقاً وان رأته احياناً شائعاً جداً الى درجة النطق بالاسم في اي مكان عام وسير لعدة اشخاص في وقت من الجنسين.
احد المتخصصين في علم الهيئة قارن ما بين شكل الوجه الطفولة ونور فقال: «الاسم ملائم جداً للصبية، انه يختصر مظهرها وصورتها سواء كتب بالعربية او الاجنبية (NOUR) وفي الثانية له الوقع نفسه فلطالما كانت الحروف القليلة محط انسجام اكثر مع اسماء الفتيات لأنها تناسب نعومتهن ودلعهن وتميزهن عن الشباب.
وحين كتب صحافي مرة عنها وقال انها نوّرت افلام عدد كبير من النجوم ان لم يكن معظمهم اعجبت العبارة نور على اساس انها فعلاً وقفت امام معظم النجوم من جيل الشباب من احمد السقا، الى مصطفى قمر، تامر حسني، احمد عز، احمد حلمي، شريف منير، خالد صالح، محمد سعد، محمد هنيدي، وغيرهم كثير.
ورغم ان معظم النجوم باتوا يضعون كامل التفاصيل حول حضورهم في الافلام، فان نور تفضل اشارة الى وجود الاسم في المكان المحترم والمناسب بما يعني عدم الاستهانة به حين مشاركتها في اي عمل، وها هي تنال اخيرا خطوة تحسدها عليها حتى النجمات المصريات فهي تتقاسم مع الحصان الرابح للشاشتين خالد صالح بطولة مسلسل تلفزيوني نشر انها تقاضت عنه مليون ونصف المليون جنيه، واسمها مع خالد يتصدر جنريك العمل، كل هذا لأنها منذ البداية عملت بصمت، بجد، ولم تنشر عنها اي اشاعة من اي نوع مناقضة بذلك كل الآراء التي لطالما كتبت وأشارت الى ان اي ممثلة محلية ام وافدة لا تستطيع نيل الرضى لأدوار اولى الا اذا تنازلت عاطفياً وهذا ما لم يتجاسر احد على توجيه اي تهمة لها في هذا الاطار.
والرائع في هذا الاطار ما يقوله زملاؤها عنها في المقابلات المنشورة او تلك التي تجري على الشاشات الصغيرة، فدائماً هي الصبية الحلوة التي تمتلك الموهبة وان وصفت غالباً بـ «قطعة السكر» والـ «بت الحلاوة»، فان كل هذا يصب في خانة الاشادة بطلّتها التي تريح العين والقلب.
ذهن متفتح، وكلام يفيض منها من دون اشعار الآخر بأنها ترتّبه بل بعفوية بالغة تشرح ما عندها وتدفع بالافكار سهلة ممتنعة لكي تجتذب الآخرين الى نمط خاص من الادمغة النسائية الجميلة مثل وجوه صاحباتها لتكون جميلة وتتكلم لا ان تصمت كما هي حال المثل الشائع.
شخصيتها الحقيقية افادتها كثيراً في المهنة، فهي قليلة الكلام عن نفسها، وحين تقول شيئاً فانه لا يزيد على كونه يضع النقاط على حروف السؤال تاركة وهذه حالها اعمالها هي التي تتكلم، وتفصح عما يجيش في صدرها وذهنها.
نور... او ماريان. كلاهما صورة جميلة، لفنانة تمتلك حلاوة مضاعفة ما بين المظهر والروح، وهذه نعمة تجيد نجمتنا الحفاظ عليها.