الغانم: فجعنا بالرحيل المفاجئ الذي ترك في نفوسنا غصة وحزنا بالغين ولا مناص من حكم الله

الفضل قال «إصلاحا»... ثم رحل

1 يناير 1970 05:07 م
الحكومة: لم يبخل على الكويت يوماً برؤيته الثاقبة دفاعاً عن مصلحة الوطن

المجلس: كان حتى آخر دقيقة نشطاً ولم يعقه المرض عن المساهمة بإخلاص في عمله
فقدت الكويت صباح أمس النائب نبيل الفضل أثناء تأديته واجبه الوطني في قاعة عبدالله السالم أثناء انعقاد جلسة المجلس العادية إثر أزمة صحية ألمت به.

وأعرب مجلس الأمة في بيان عن الحزن البالغ لهذا الرحيل المفاجئ مستدركا إننا مؤمنون بأنه لا راد لقضاء الله وقدره وأنه حين تأتي منية المرء فإنه لا يستقدم ساعة ولا يستأخر.

وذكر البيان أن الراحل نبيل الفضل كان حتى آخر دقيقة من عمره نائبا مثابرا نشطا برغم ظروفه الصحية الاستثنائية وكان مشبعا على الدوام بروح التفاؤل ولم يعقه المرض عن مواظبته على حضور الجلسات واللجان والمساهمة بكل إخلاص وتفان في أداء عمله التشريعي والرقابي.

ونص البيان على أن المجلس برحيل الفضل سيفتقد أخا وصديقا عزيزا ونائبا نشطا ومخلصا ساهم إلى جانب إخوانه الأعضاء في أداء أمانته التشريعية والرقابية بكل جد واجتهاد، سائلا الله جلت قدرته أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم ذويه ومحبيه الكثر جميل الصبر والسلوان«.

وكان رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم قد نعى النائب الفضل ببيان ألقاه من على منصة الرئاسة عقب استئناف الجلسة هذا نصه:»بسم الله الرحمن الرحيم

يقول المولى عز وجل (كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون اجوركم يوم القيامة) ويقول عز وجل (إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير).

فارق هذه الدنيا الزائلة قبل قليل وخلال انعقاد الجلسة العادية لمجلس الامة النائب الفاضل نبيل الفضل وهو يؤدي واجبه الوطني كممثل للأمة ونائب ومشرع، لقد فجعنا بهذا الرحيل المفاجئ الذي ترك في نفوسنا غصة وحزنا بالغين ولكن لا مناص من حكم الله فحين تأتي ساعة المرء لا يستقدم ساعة ولا يستأخر.

رحم الله فقيدنا الغالي برحمته الواسعة وأسكنه فسيح جناته وألهم ذويه ومحبيه الصبر والسلوان

وبدورها نعت الحكومة في بيان لها وزع خلال الجلسة النائب الراحل وجاء في البيان:«بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره تلقينا النبأ الأليم بوفاة عضو مجلس الامة نبيل نوري الفضل طيب الله ثراه وتنعى الحكومة بكل حزن وأسى المغفور له بإذن الله تعالى الذي انتقل إلى جوار ربه بعد رحلة حافلة بالعطاء من أجل وطنه الكويت وهو في محراب قاعة عبدالله السالم».

وأضاف البيان أن النائب الفضل «لم يبخل رحمه الله على الكويت يوما برؤيته الثاقبة دفاعا عن مصلحة الوطن مخلصا في النصيحة صادقا في المشورة نزيها في الرأي نسأل المولى تعالى أن يتغمد فقيد الكويت برحمته وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم أسرته ومحبيه وأهل الكويت جميعا الصبر والسلوان».

ومن جهته، أكد نائب رئيس مجلس الأمة مبارك بنيه الخرينج على أن المغفور له بإذن الله تعالى النائب الراحل نبيل الفضل كان من أنشط النواب التزاما وحضورا ونشاطا برلمانيا من خلال تفاعله الدائم مع العمل البرلماني وقيامه بدوره البرلماني كاملا سواء تشريعيا أو رقابيا.

واعتبر الخرينج وفاة الفضل خسارة كبيرة للوطن ولمجلس الأمة لما عرف عنه وطنيته وحبه للكويت وأهلها وبوفاته خسرت الكويت ابنا بارا بها مدافعا شرسا عن الكويت ونظامها السياسي وعاملا من أجل رفعتها واستقرارها.

ونعى النائب عبداله المعيوف الراحل بالقول:«نم قرير العين يا صديقي، هنيئاً لك هذه النهاية، هي نهاية مشوارك، ولكن المشوار مستمر وصوتك باق ورسالتك مستمرة».

وأضاف:«أرثيك ودموعي تسبقني وكلماتي وقفت حائرة في تأبينك، لقد ترجلت شامخا، وهكذا هي الأشجار تموت واقفة».

وقال: «ما أروعها من نهاية، رحلت عنا وأنت مرفوع الرأس، لقد أبيت إلا أن تكون مدافعا عن الحق ولم تخش لومة لائم، لم تراوغ، ولم تهادن، وأبيت إلا أن تنهي حياتك في بيت الأمة مدافعا عن الكويت وشعبها وأميرها، هل أرثيك أو أرثي أسرتك أم أرثي نفسي برحيلك؟ بل أرثي الوطن،أرثي الكويت، فإلى رحمة الله يا بوبراك، نم قرير العين وهنيئا لك هذا الرحيل».

وبدوره، تقدم النائب الدكتور أحمد مطيع العازمي بأحر التعازي وصادق المواساة لأسرة وذوي النائب المرحوم، سائلا المولى عز وجل أن يسكنه فسيح جناته ويتغمده بواسع رحماته.

وأعرب مطيع عن شديد ألمه قائلا: «مرت علينا تلك اللحظات العصيبة التي فارق خلالها الحياة وهو بيننا كأنها سنين، وأصابنا بالغ الألم وعظيم الحزن والأسى وفجعنا برحيل الزميل النائب نبيل الفضل أبو براك ولكننا مؤمنون بقضاء الله وقدره، لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا،»إنا لله وإنا إليه راجعون«».

وختم مطيع عزاءه بالثناء على المرحوم بأنه كان مخلصا لوطنه مدافعا عنه وله مواقف طيبة لن ينساها التاريخ، داعيا الله عز وجل له بالرحمة والمغفرة ولأهله الصبر والسلوان.

ونعى النائب عبدالله العدواني زميله الفضل واصفا اياه بالمثابر والمجتهد داعيا الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته وأن يلهم أهله الصبر والسلوان

وقال العدواني إن الزميل الفضل كان مثالا يحتذى به في العمل البرلماني فقد كان حريصا على أداء مهامه وواجباته الوظيفية الدستورية والقانونية.

ودعا العدواني الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يلهم اهله الصبر والسلوان.

وتقدم النائب ماضي الهاجري بخالص العزاء الى أسرة الفقيد ومحبيه وإلى زملائه نواب مجلس الأمة رئيساً وأعضاء داعيا الله أن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.

وأضاف الهاجري إن النائب الفقيد تميز بنشاطه الكبير في مجلس الأمة من خلال حضوره اجتماعات اللجان والجلسات العامة، مستذكرا أن آخر كلماته في القاعة كانت الحث على الالتزام بالحضور وانعقاد الجلسة في موعدها، كما أنه توفى داخل قاعة عبدالله السالم حينما كان يؤدي واجبه الوطني.

وقال النائب فيصل الدويسان إن الكويت فقدت ابنها البار الذي مهما كان حجم الخلاف معه إلا أنه لا يستطيع هذا المختلف معه إلا أن يؤكد أنه كان يخاف على وطنه من الفرقة والطائفية والفئوية، مردفا بأن جل همه كان وحدة وأمن الكويت ودخل لهذا السبب معارك طاحنة مع أصحاب الأفكار السوداء وكان دائما ما يخرج منتصرا منها.

أما النائب الدكتور يوسف الزلزلة فقال:«إنا لله وإنا إليه راجعون، فقدت اليوم أخا حبيبا و صديقا رائعا وزميلا لم أر منه إلا الخير في محبة الكويت وأهلها» مضيفا أنه يشعر حقيقة أن الفقيد سيترك فراغا كبيرا في مجلس الأمة وبين محبيه، مردفا بالقول:«رحم الله المرحوم نبيل الفضل وأسكنه جنانه الواسعة ونسأل الله الصبر والسلوان لمحبيه وأهله الكرام».

وقال النائب عبدالله التميمي إننا فجعنا بفقد الزميل العزيز وا?‌نسان الصادق في مشاعره ونسأل الله له الرحمة والغفران ولذويه الصبر والسلوان.

وأضاف: «هذه صدمة لنا كنواب زاملنا المرحوم، ولكن نقول في هذه الوفاة وا?‌مر الإلهي أنه ?‌ اعتراض على قضاء الله وقدره، ويبقى أننا خسرنا رجلا صاحب مواقف ومتسامحا وصادقا في مشاعره، وربما العفوية التي يمتلكها سببت له ا?‌خت?‌ف مع الكثيرين.

ولفت إلى أن نبيل الفضل كانت المعادلة الوطنية بالنسبة له هي المعادلة ا?‌صعب، و?‌بد أن يضحي من أجلها كل كويتي، كما ضحى نبيل بنفسه حتى جاءت إرادة الله سبحانه بأن تأتيه المنية وهو تحت قبة عبدالله السالم، مشيرا إلى أن الفضل كان يتحدى كل من يريد أن يتآمر على الكويت أو يحاول أن يشق الصف الوطني.

ونعى النائب فيصل الكندري المرحوم بإذن الله قائلا:»لقد عرفناه نائباً محباً للكويت حريصاً على التعاون مع زملائه ملتزماً بالقانون متفانياً بالعمل «،مشيراً إلى أن الفضل كان طيب القلب محبوباً من أصدقائه.

وتقدم الكندري بخالص العزاء لأهله ومحبيه سائلاً المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويغفر له ويسكنه فسيح جناته ويمد أهله بالصبر والسلوان.

وأعرب النائب سعد الخنفور عن خالص تعازيه وصادق المواساة من أسرة المغفور له، داعيا المولى العلي القدير أن يرحم الفقيد بواسع رحمته وأن يلهم أهله الصبر والسلوان.. وإنا لله وإنا إليه راجعون

ووصف النائب عسكر العنزي رحيل الفضل بأنه يعد خسارة كبيرة للكويت ولمجلس الأمة فقد كان يرحمه الله محبا لوطنه ومن أكثر النواب نشاطا والتزاما بحضور الجلسات واجتماعات اللجان، ورضاء بقضاء الله وقدره نعزي الشعب الكويتي ورئيس مجلس الامة والزملاء النواب وأسرة الفقيد برحيله حيث ترجل في عز عطائه وهو داخل قاعة عبدالله السالم.

«الراي» ترصد اللحظات الحرجة التي شهدها مجلس الامة أمس



في التاسعة و15 دقيقة تحدّث الفقيد بحيوية وفي العاشرة لفظ أنفاسه الأخيرة



عقد المجلس جلسته أمس في التاسعة صباحاً، وكانت الأجواء النيابية والحكومية هادئة بلا نقاشات حادة أو مداخلات ساخنة، اذ بدأ حراك الجلسة يتجه ناحية التنظيم على صعيد الالتزام النيابي بالحضور والتأخير والغياب.

وكان الراحل الذي دخل القاعة بحيوية ونشاط من أوائل المتحدثين في التاسعة و15 دقيقة تقريباً موجها حديثه الى رئاسة المجلس شاكرا اياها على النهج الذي خطته أخيرا في ضبط عملية الالتزام بحضور النواب اللجان البرلمانية ودخول الجلسات البرلمانية فيما طالب أيضا ان يكون للرئاسة دور في منع ظاهرة توقيع الوزراء للمعاملات النيابية في القاعة .

وقال بشكل واضح:«اتمنى ان يمتد الاصلاح الى منع الوزراء من استقبال معاملات النواب في الجلسة»، متمنيا على «رئيسي السلطتين دعم هذه الخطوة».

وعقب هذه الكلمة جلس الفضل على مقعده، ثم تنقل يتبادل أطراف الحديث مع سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك بحضور الشيخ صباح الخالد وعدد غير قليل من النواب والوزراء.

وعلى مشارف الساعة العاشرة صباحا وبينما كان النائب عبدالله التميمي حدثت جلبة بالقرب من مقعد الراحل الذي كان الى جواره الشيخ سلمان الحمود والنائب خليل عبدالله انتبه لها الاعضاء لتتعالى الاصوات تنادي بطلب الطبيب .

وعلى وقع الاجواء المشحونة بالتوتر والارتباك ومنظر احتضان زميله النائب خليل عبدالله له تجمع من كان في القاعة حول مقعده لينزل الرئيس مرزوق الغانم الى الراحل وسط محاولات الانعاش التي استمرت طويلاً فيما أومأ الطبيب بيده ناحية الأمين العام مبينا عدم جدوى محاولات الاسعاف لتخلى القاعة وتعلن وفاة الراحل رسميا في العاشرة والنصف تقريبا.

وبعد ان سادت أجواء الحزن في المجلس عاد الغانم لاستئناف الجلسة في الحادية عشرة و27 دقيقة ليتلو البيان الرسمي معلنا وفاة النائب نبيل الفضل.

حلّ «الحق» ... فلاذ عبدالله بالصمت والرويعي بالشجن والمعيوف بالبكاء



| كتب فرحان الفحيمان |

كادت كلمات النائب خليل عبدالله أن تتفطر من الحزن لا سيما وأن ألمه كان مضاعفاً، فهو من رأى الفضل ينازع الموت، وحاول أن يسعفه قدر الإمكان، وان كان الراحل وفق ما نقل عبدالله: «انه توفي على كرسيه وبسكتة قلبية، حاول النائب عبدالله أن يتماسك ويبدي رباطة جأش وبأس، ولكن الدموع كانت تلمع في عينيه، كنت قريباً منه، لاحظت أن وزير الإعلام يستنجد وكأنه لاحظ شيئاً عندما التفت إلى كرسي نبيل الفضل الذي يجلس خلفه مباشرة، أسرعت إلى كرسي الفضل، ووجدته ينازع، وكان في الرمق الأخير وفي لحظات الوداع مع هذه الدنيا الفانية، الحمد لله على كل حال، والفضل توفي وهو يؤدي دوره نائباً ومشرّعاً وفي قاعة عبدالله السالم التي أرست الديموقراطية في هذا البلد المعطاء».

ولاذ عبدالله بأهداب الصمت، وفضل السكوت والاكتفاء بما ذكره، وارتسمت علامات الصدمة على محيا النائب سيف العازمي الذي كان متأثراً وهو خارج من قاعة عبدالله السالم «لا أملك إلا أن أقول رحم الله الراحل الفقيد».

واستحضر النائب الدكتور عودة الرويعي الشعر وهو يؤبّن الفضل «الموت روح فارقت الجسد...»، ولهج الرويعي بالدعاء إلى الله أن يتقبل الفقيد الذي كان مثالاً للنائب النافذ الواثق من مواقفه، ومن كان يختلف معه يحترم ثباته على موقفه.

ورأى الرويعي «ان الشجن سيكون مضاعفاً في جلسة 12/1/2016 عندما يرى النواب مقعد زميلهم خالياً، حقاً ستكون أياما صعبة».

ولم يخف النائب أحمد لاري الحزن على الفضل: «كان مثالاً للنائب الحر المتميز في أدائه، الذي يؤمن بالرأي الآخر، وان اختلف مع الآخرين، ونعزي الشعب الكويتي بوفاته».

وكان النائب عبدالله المعيوف «أكثر النواب تأثراً إذ خرج من قاعة عبدالله السالم متوجهاً إلى المستشفى الأميري حيث نقل الفضل وهو يجهش بالبكاء وكان يحمل معه عقال الفضل».

أما النائب حمدان العازمي فبكلمات عزاء واضحة عليه «لو تكرمتم لن أرد على أي سؤال يتعلق بالاستجواب فإن حدث وفاة الزميل نبيل الفضل طغى على أي شيء آخر».

دخل البرلمان بعد أعوام من الصخب وترجم قناعاته الى قوانين



ترجّل «المتمرّد» عن صهوة الحياة ... متمرّداً



| كتب وليد الهولان |

حضر مبكراً مرتدياً «سديري» داكن ليقيه من لسعات برد ساعات الصباح الأولى حيث يعمل في المبنى المطل على بحر الخليج العربي مباشرةً.

دخل العمل البرلماني بعد أعوام من الصخب والتمرد على الأعراف والتقاليد والتي سطرها مداد حبره على صدر صفحات الصحف لسنوات وأبى ألا تقف حدود هذا «التمرد» داخل زاويته التي عنونها بأنه الثلاثة إذ جمعت بثلاثة لا تساوي ستة أعداد وإنما خمسة.

انتقل بتمرده وصخبه إلى رحاب الرقابة والتشريع ليترجم قناعاته لقوانين وان خالفه حولها كثر، أو حتى الجميع وأن رفضوها فهو لا يأبه ولا يخشى الخروج عن المألوف... والجماعة.

وكما عرفنا بذاته عند اللقاء متمرداً كذلك كان الفراق «متمرداً» أيضا حتى في آخر مداخلاته التي صدح بها في قاعة عبدالله السالم قبل ساعة من الرحيل وآخر الكلمات.

رحل الكاتب النائب نبيل الفضل في قاعة عبدالله السالم «متمرداً» حتى على السوابق البرلمانية جالساً على كرسيه في وقت انعقاد الجلسة بعد أن شارك بجزء منها في مداخلة «تمردت» على الأعراف وانتقدت الواقع بعد أن طالب رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم بأن يتخذ قراراً بمنع استقبال الوزراء لمعاملات النواب في الجلسة لينتبهوا لتفاصيلها وما يثار بها.

لم تمض ساعة على مداخلته وأثناء حديث زميله النائب عبدالله التميمي الجالس في الموقع الخلفي لموقع «المتمرد» أحاط وزير الإعلام الشيخ سلمان الحمود والنائب خليل عبدالله به وقد مالت رأسه ناحية كتفه الأيسر وزميله العبدالله ينبه الرئاسة إلى العارض الذي أصاب الفضل.

الرئيس الغانم تنبه لحالته واتجه إلى مقعد الفضل الذي أحاطه كل من تواجد بالقاعة من نواب ووزراء وأصوات تتعالى «الطبيب الطبيب».

تسيد الوجوم على القاعة بعد أن أحضر أطباء المجلس أجهزة الصعق الكهربائي لإنعاش قلبه... لكن الطبيب أوحى بإشارة من يده لأمين سر مجلس الأمة علام الكندري بأنه لا فائدة من محاولات الانعاش، وعندها اعتلى الرئيس الغانم متخلياً عن البرتوكول وبشته الذي خلعه اثناء تواجده بالقرب من الفضل مقررا إخلاء القاعة.

لم يمض وقت طويل حتى تواترت أنباء رحيل النائب الفضل بين أروقة المجلس والاعلان عن ذلك عند السماح للجميع بدخول القاعة ليتقدم النائب خليل عبدالله مثقل الخطى من مقعد الفضل بعد أن غاب صاحبه ليغطيه بعلم البلاد ثم دخل النواب بمعية الوزير عيسى الكندري وتلاهم الوزراء ومن ثم الرئيس الغانم الذي أعلن بصوت تصحبه نبرة حزن نبأ الوفاة... ليترجل المتمرد دائماً عن صهوة الحياة متمرداً.

طيار وصحافي ونائب



الراحل نبيل الفضل من مواليد العام 1949 بدأ حياته المهنية طياراً مدنياً في الخطوط الجوية الكويتية، وعمل في المجال الصحافي ونال عضوية جمعية الصحافيين الكويتية وكتب للعديد من الصحف المحلية إلى جانب ظهوره في المقابلات التلفزيونية والندوات. وحاز النائب الراحل على عضوية مجلس الأمة لدورتي فبراير 2012 وديسمبر 2012 المبطلتين بحكم المحكمة الدستورية.

وعاد الفضل إلى مجلس الأمة في ديسمبر 2013 على خلفية حكم صادر من المحكمة الدستورية التي حسمت الطعون الانتخابية وأقرت بفوزه عن الدائرة الثالثة.

وخلال المجلس الحالي شغل رحمه الله خلال دور الانعقاد الرابع الحالي للمجلس عضوية كل من لجنة الشؤون التشريعية والقانونية البرلمانية ولجنة المرافق العامة البرلمانية ولجنة الشباب والرياضة البرلمانية.

آخر اقتراحاته عربات تقل النواب



تحت تأثير الآلام التي بدا أنها تشكل كثيراً من المعاناة بالنسبة له، اقترح الراحل النائب نبيل الفضل في آخر كتاب رسمي له الى مكتب المجلس تخصيص أربع عربات صغيرة تقل النواب من مبنى مجلس الأمة الحالي الى المكاتب النيابية الجديدة نظراً لبعد المسافة بينهما في ظل ما يشعر به بعض النواب من متاعب نتيجة هذا المشوار الطويل الذي لايتحمله من يعاني من متاعب صحية.

وكان هذا الطلب الذي قدمه الراحل لقي قبولاً وترحيباً من النواب لاسيما النائب خلف دميثير الذي بين أيضا مدى حاجة بعض النواب الى هذه الخدمة التي بدا انها ستتحقق قريباً.

الانتخابات بعد إعلان خلو المقعد



اتفق الخبيران الدستوريان محمد الفيلي ومحمد المقاطع على اجراء الانتخابات التكميلية بعد اعلان خلو المقعد النيابي.

وأعلن المقاطع ان الاجراءات المتبعة في حال وفاة نائب في مجلس الامة تتطلب اعلان خلو المقعد النيابي.

وقال:«بعد وفاة النائب نبيل الفضل يجب أولا الاعلان عن خلو مقعده في مجلس الأمة، وتاليا تبدأ إجراءات الانتخابات التكميلية للدائرة الثالثة التي كان يمثلها الفضل».

وذكر المقاطع لـ «الراي» أن «اعلان الانتخابات يكون من قبل الحكومة وتحديدا يعلنه وزير الداخلية على أن تجرى الانتخابات خلال ستين يوما وبعد شهر من اعلان خلو المقعد».

وفي السياق نفسه، قال الفيلي لـ «الراي» ان«الانتخابات التكميلية تجرى بعد الاعلان عن خلو المقعد موضحا أنه من الممكن اعتبار ما ذكره الرئيس مرزوق الغانم في قاعة عبدالله السالم اعلان خلو المقعد وإن كان الأصل أن مجلس الأمة كمؤسسة يصدر بيانا يعلن فيه خلو المقعد».

وبين أنه في«حال خلو مقعد برلماني قبل ستة أشهر من نهاية الفصل التشريعي تدعى إلى انتخابات تكميلية ويقوم وزير الداخلية بتحديد موعد الانتخابات».

«زمان» لم يقو على الكلام



لم يقو مدير مكتب نبيل الفضل حسين زمان على الكلام وهو يرى المشهد وكان خارج القاعة لحظة سقوط الفضل فحاول الدخول أكثر من مرة حتى سمح له ثم خرج والدموع تملأ عينيه وتوجه الإعلاميون نحوه للتخفيف عنه لأنه كان في أشد حالات الحزن.

«هيبة الموت» نحّت الخلافات



| كتب نواف نايف |

نحّت «هيبة الموت» الخلافات السياسية التي دارت رحاها على مدى سنوات بين النائب نبيل الفضل وقوى المعارضة، وأزاحت معها كل الشوائب والاحقاد التي كانت عالقة في الانفس والاذهان، لتثبت حقيقة «الرحمة والمغفرة التي جبل عليها» الكويتيون.

«اللهم ارحم و اغفر لعبدك نبيل »،غرد بها عدد كبير من أعضاء المعارضة مجتنبين تلك الخلافات، ومستذكرين المحاسن، ومؤكدين ان «في حضرة الموت ينتهي كل شيء».

المواطن خالد الهاملي استذكر موقفا بطوليا للمرحوم «حين رفض تسجيل قضية شروع بالقتل بحقه» مؤكدا انه لن ينسى هذا الموقف الرجولي من المرحوم.

اما الناشط خالد الفضالة فدعا بالرحمة والمغفرة للمرحوم ، فيما عزى النائب السابق علي الراشد «آل الفضل الكرام بوفاة الأخ والزميل نبيل، نسأل الله له الرحمة والمغفرة»، مضيفا:«اختلفنا أو اتفقنا مع اخينا المرحوم نبيل الفضل، الا انه من واجبنا وحق علينا ان نستذكر محاسنه، فرحمك الله ياخوي نبيل وادخلك فسيح جناته».

اما المحامي ثامر الجدعي فقال:«وردني نبأ وفاة النائب نبيل الفضل قبل المثول امام قاضي الجنح فذكرت خبر وفاته وترحمت عليه بالجلسة امام القاضي وطلبت تدوين الحدث بالمحضر»،مضيفا:«ذ كرت للقاضي اني اكثرمحام رفع على نبيل الفضل قضايا، ولكن للموت رهبة ونختلف بالافكار ونتخاصم ولكن من دون ضغائن واحقاد وأسأل الله ان يرحمه ويغفرله».

الوفاة الأولى في تاريخ المجلس



بوفاة الفقيد النائب نبيل الفضل سجّلت قاعة عبدالله السالم الحالة الاولى في تاريخ مجلس الأمة التي تشهد رحيل عضو فيه وأثناء انعقاد الجلسة البرلمانية أيضا.

وكان المجلس شهد على امتداد تاريخه منذ العام 1962 بعض الحالات التي سقط فيها أعضاء نتيجة عارض صحي،لذا كان لسيارة الاسعاف تواجد الزامي امام بوابة المجلس في كل الاوقات وتبقى هي في حالة تأهب دائما استعدادا لأي حالة طارئة.

«الطبيب منعني من الجبن »



| كتب فرحان الفحيمان |

قال النائب خليل الصالح لـ«الراي»: «كنت مع المرحوم قبل وفاته ورأيته في الاستراحة يأكل البيض فداعبته أبو براك خف من البيض فرد الطبيب منعني من الجبن ولا يوجد غير البيض ولكن اشعر بألم في البطن». وعلى غير عادته، أصر الفقيد الراحل نبيل الفضل على المشاركة في آخر نقطة نظام، وعندما لاحظ أن رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم لم ينتبه ليده المرفوعة وقف منتصبا ليراه الرئيس، وحين سمح له بالحديث لم يخطر على باله أنه يودع قاعة عبدالله السالم وأن مشاركته ستكون الأخيرة.

افتتاح استاد جابر بعيون نيابية: رسالة إلى العصابة الدولية



أرجأ مجلس الأمة جلساته إلى 12 ينايرعقب وفاة النائب نبيل الفضل عقب جلسة سريعة خيم الحزن فيها على النواب والوزراء .

وكان الرئيس مرزوق الغانم افتتح الجلسة في تمام الساعة 9.00 ثم تلا الأمين العام علام الكندري أسماء الأعضاء المعتذرين عن الجلسة والمتغيبين والمعتذرين عن اجتماعات اللجان وغير الحاضرين في تمام الساعة التاسعة من الجلسة الماضية.

واعترض عدد من النواب على ورود أسمائهم ضمن ذلك بعد أن تلا الأمين العام ما يقارب 20 اسماً بين نواب ووزراء على اعتبار حضوره في هذا التوقيت.

وبعد نقاش وشكر غير نائب لهذه السنّة الحميدة بإعلان أسماء المتغيبين والحضور وقت انعقاد الجلسة واللجان طالب النائب نبيل الفضل ان تمتد هذه السنّة إلى منع النواب من اعطاء الوزراء المعاملات داخل الجلسة وفي القاعة خاصة وان هذه المعاملات تشغل انتباه الوزراء عن متابعة ما يثار في الجلسة.

وتمنى الفضل أن يمتد الاصلاح إلى منع الوزراء من استقبال معاملات النواب بالجلسة وفي قاعة عبدالله السالم متمنياً على رئيس المجلس ورئيس الحكومة دعم هذه الخطوة.

وبدوره، تمنى النائب فيصل الدويسان ان يكون اللقاء بين النواب والوزراء في مكتب الوزراء في مبنى مجلس الأمة الجديد حول المواضيع الجانبية وألا تثار هذه النقاشات داخل القاعة.

ونوه الرئيس الغانم إلى ان قرار منع النواب والوزراء من تسلم المعاملات داخل الجلسة تم منذ بداية دور الانعقاد لكن في الالتزام لا سلطان لي على النائب أو الوزير إلا بالتنبيه.

بدوره، نوه نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد إلى انه قد يكون أكثر الوزراء اعتذاراً عند الحضور لظروفي لكن في الجلسة الماضية كنت متواجداً ومع ذلك تمت تلاوة اسمي ضمن غير الحاضرين فمن يتذكر هذا الأمر ويتحمل مسؤولية التصحيح.

الرئيس الغانم يعقب صحيح والأمانة العامة مسؤولة عن تصحيح هذا الخطأ.

ونوه وزير الإعلام الشيخ سلمان الحمود إلى انه كان في مهمة رسمية خارج البلاد لذلك لم يحضر الجلسة الماضية.

ثم تلا الأمين العام رسالة واردة من سمو أمير البلاد يشكر فيها رئيس واعضاء مجلس الأمة على تهنئته في افتتاح استاد جابر الدولي ورسالة أخرى من لجنة حماية الأموال العامة بتكليف ديوان المحاسبة فحص المستندات المتعلقة ببيع الشركات التابعة للحكومة.

من جانبه، توجه النائب جمال العمر بالشكر للمنظمين ورجال الأمن في تنظيم هذه الفعالية في ظل هذه الظروف الأمنية من أجل وضع بصمة لفرحة أهل الكويت، مشيراً إلى ان هذه الفرحة بافتتاح الاستاد هي الفرحة اليتيمة للشعب الكويتي.

وتابع العمر ان افتتاح الاستاد مناسبة لنزع فتيل الأزمة والخصومة بين أطراف النزاع في الرياضة والكفر بالخصومة.

وبالحديث عن رسالة بيع الشركات نود العلم ان اجراءات البيع للأصول الحكومية تنقصها الشفافية، مشيراً إلى ان تكليف ديوان المحاسبة بفحص أوراق بيع الشركات الحكومية ودراسة جدواها هو المطلوب.

وأضاف:» اذا كان هناك تقاعس من قبل المسؤولين في وزارة المالية فعلينا محاسبتهم عن ذلك وإذا أثبت الفحص وجود خلل فإن علينا ايقاف جميع عمليات بيع أصول الشركات التابعة للحكومة إلى حين وضع مسطرة موحدة للبيع».

بدوره، قال النائب صالح عاشور ان الرسالة الأولى من سمو أمير البلاد تثلج الصدر شاكراً القائمين على الافتتاح ورجال الأمن وعلى رأسهم وزير الداخلية وكذلك القائمين على التنظيم من هيئات رياضية.

ونوه عاشور إلى انه تساءل في وقت سابق عن اسباب تأخير افتتاح الاستاد وكانت الاجابة بأن هناك خللاً بالبناء وتم تحسين هذا الخلل بقيمة 8 ملايين متسائلاً من يحاسب عن الملايين التي صرفت لإعادة تأهيل الاستاد .

وشدد عاشور على ان الحكومة محاسبة عن هذا التأخير والملايين التي دفعت لإعادة بناء استاد جابر وستساءل في حال عدم معاقبة المقصرين والمتسببين عن ذلك»... وفي الاثناء علق أحد النواب أن الاتحاد هو المتسبب ويتحمل المسؤولية فعقب عاشور بأن الاتحاد ليس هو المسؤول دائماً بتحمل جزء من المسؤولية.

بدوره، أكد النائب يوسف الزلزلة ان هذا الاستاد يعد أحد المعالم في الكويت، مشيداً بدور وزير الداخلية ورجال الأمن في توفير الأمن والتعامل مع الجمهور.

وبالحديث عن طلب لجنة حماية الأموال العامة حول بيع الشركات أكد الزلزلة ان لدينا مشكلة مع الهيئة العامة للاستثمار وتحديداً حول الأموال الطائلة التي تدار من قبل أشخاص، مشيراً إلى ان وزير المالية لا يحاسب عن أخطاء الهيئة العامة للاستثمار لكن دوره يصوب هذه الأخطاء.

من جهته، أكد النائب عبدالله الطريجي على ان الشعب بافتتاح استاد جابر أوصل رسالة إلى العصابة الدولية لأحمد الفهد وبلاتر وبلاتيني بأن الكويت ستلعب وهذه رسالة الجمهور والشعب.

وبالحديث عن رسالة حماية الأموال العامة نوه الطريجي إلى ان اللجنة اطلعت على تقرير ديوان المحاسبة حول بيع شركات تابعة للدولة الذي تضّمن ملاحظات، مشيراً إلى ان اللجنة غير مقتنعة بمبررات الهيئة العامة للاستثمار للبيع.

واشار الطريجي إلى ان هناك مافيا بالكويت وان كان هناك أكثر من مدير للتأمينات بالكويت والأيام ستثبت ذلك.

ومن جهته، بارك النائب عبدالله التميمي للشعب الكويتي وسمو الأمير هذا الافتتاح الرائع لاستاد جابر، مؤكداً ان هناك جهداً جباراً قامت به الحكومة والوزراء المعنيون من أجل انجاح الافتتاح، مشيداً بدور الشيخ محمد العبدالله وسلمان الحمود وأحمد المنصور وجهدهم بالافتتاح.

وبالحديث عن رسالة حماية الأموال العامة توجه التميمي بالشكر إلى وزير المالية على تعاونه مع اللجنة وإعطاء وقته وجهده لها في شأن مناقشة قضايا الهيئة العامة للاستثمار، مشيراً إلى انه اذا كان وزير المالية متعاوناً فإن رئيس الهيئة العامة للاستثمار غير متعاون وهو يضللك وسيضيّع تعاونك هذا فانتبه يا وزير المالية.

وفي الاثناء فقد النائب نبيل الفضل الوعي وهو جالس على كرسيه في قاعة عبدالله السالم وتحاوطه عدد من النواب والوزراء ورئيس المجلس وتم ايقاف الجلسة واستدعاء طبيب المجلس الذي دخل القاعة مهرولاً.

الرئيس الغانم يخلي القاعة في تمام الساعة 10.10.

واستؤنفت الجلسة عند الساعة 11.27 صباحاً وتلا الرئيس الغانم بياناً بخصوص وفاة النائب نبيل الفضل قائلاً: فارق الدنيا الزائلة النائب الفاضل نبيل الفضل وهو يؤدي واجبه، فجعنا بالرحيل المفاجئ الذي ترك غصة في نفوسنا رحم الله فقيدنا الغالي وألهم محبيه الكثر الصبر وترفع الجلسة إلى 12/‏‏‏1/‏‏‏2016.