ورشة العمل الخاصة ببناء الصرح الكبير بدأت في 17 أبريل 2000
«لؤلؤة الخليج»
| إعداد بلال غملوش |
1 يناير 1970
05:01 ص
• استاد جابر يتّسع لـ 60 ألف متفرّج ... وهو أكبر ملعب في الكويت والسابع عربياً والـ 25 عالمياً
... أخيراً، تحول حلم الرياضيين الى حقيقة، مع الافتتاح «الاسطوري» لاستاد جابر الدولي، الذي عاشته الكويت مساء أمس، برعاية وحضور سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد. استاد جابر أو «لؤلؤة الخليج» تلألأ بمهرجان رياضي عالمي امتع عدد من نجوم العالم بفنهم وسحرهم عشاق «الساحرة المستديرة» الذين ترقبوا هذه الليلة - الحلم بفارغ الصبر، بعد ان تأجل موعد ركلة البداية أكثر من مرة لأسباب مختلفة.
وسبق أن تأجل موعد الافتتاح المرتقب مرتين، في المرة الأولى أعلن وكيل وزارة الأشغال العامة آنذاك عبدالعزيز الكليب في 10 مارس 2005 ان استاد جابر سيفتتح في النصف الثاني من اكتوبر عام 2006، وفي الثانية اعلن رئيس الوزراء آنذاك الشيخ ناصر المحمد في 28 يونيو 2006 ان الأمير الشيخ صباح الأحمد سيفتتح الملعب في نهاية العام 2006. وبعد تأخر دام 9 سنوات، وتحديداً في أول ديسمبر الجاري، زف وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ محمد عبد الله المبارك «بشرة سارة» معلناً عن موعد الافتتاح الرسمي لاستاد جابر في 18 منه، وكانت الليلة المشهودة.
الخطوة الأولى لبناء هذا الصرح الرياضي الكبير بدأت في 17 أبريل 2000، عندما وقع مدير إدارة الهيئة العامة للشباب والرياضة آنذاك (اصبحت أخيراً الهيئة العامة للرياضة) خالد الحمد عقد بناء الاستاد مع المكتب الاستشاري الألماني «فيدل بلانا» على ان يستغرق التنفيذ 14 شهرا كحد اقصى.
وأعرب الحمد خلال التوقيع عن سعادته باسم الحركة الرياضية والجماهير لبدء تنفيذ الرغبة الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد في انشاء استاد رياضي متكامل، وقال: «هذا أكبر دليل على اهتمام الدولة في القطاع الرياضي».
وأضاف: «هذه المبادرة الأبوية الكريمة جاءت امتداداً للرغبة الشعبية في وجود استاد رياضي كبير يرضي طموح الرياضيين، مشيرا الى ان هذا المشروع الذي يحظى باهتمام سمو الأمير يعتبر مفخرة واعتزازا من جميع الرياضيين لاهتمام سموه بهذا القطاع الكبير من المجتمع.
كم أعرب عن فخره لاحتضان الكويت منشآت كبيرة بحجم هذا الاستاد الذي يعتبر احد المفاخر الرياضية أسوة بجميع دول العالم المتقدمة رياضياً.
وكانت بلدية الكويت وافقت في 20 سبتمبر 2000 على تخصيص أرض في منطقة الشدادية بمساحة مليوني متر مربع بدلا من منطقة العارضية لتكون مقرا لاستاد جابر، ولكن في 26 نوفمبر 2000 عاد مكان الملعب إلى العارضية مرة أخرى بين نادي النصر ومستشفى الفروانية على الدائري السادس السريع مقابل منطقة جليب الشيوخ، وزادت مساحة المدينة الرياضية الى 800 ألف متر مربع.
ويتسع استاد جابر 60 ألف متفرج، وهو أكبر استاد في الكويت والسابع عربياً، والـ 25 عالمياً من حيث السعة، منها 58 ألفاً للجمهور و300 مقعد للمعاقين و750 مقعدا لكبار الشخصيات و250 مقعدا للإعلام و600 مقعد للكبائن الخاصة، بالإضافة الى مواقف للسيارات تتسع لـ 6500 سيارة، سيكون 5150 منها للجمهور و600 موقف لكبار الشخصيات و750 موقفا مظللة للعاملين، أما التكلفة النهائية لاستاد فهي 59 مليون دينار كويتي.
ويظهر الاستاد بصورة خارجية على شكل سفينة كويتية شراعية«بوم»بطول 650 مترا في الاتجاه الشمالي والجنوبي، بينما يمتد الاتجاهان الغربي والشرقي بمسافة 610 أمتار.
ويعتبر استاد جابر متعدد الأغراض، حيث يتواجد حول الملعب مضمار لألعاب القوى وحوض سباحة وغرف للاجتماعات وخدمات الملعب ومواقع لكل من الشرطة والإسعاف والإطفاء. ويتكون الاستاد من أربعة طوابق، الدور الأول مخصص لكبار الشخصيات إلى جانب مواقف ومهابط للمروحيات، والدور الثاني يتكون من القاعة الأميرية ومداخل للاستراحة الأميرية وغرفة طبيب والقاعة الرئيسية الأميرية المطلة على الملعب، ويوجد به أيضا غرف للمسؤولين والسكرتارية والسجل ومتحف زجاجي لمجسم الملعب وغرف اجتماعات وغرف مطلة على الملعب و54 كابينة تتسع لـ 600 متفرج.
كما يحتوي الدور الثاني على غرف للتلفزيون والصحافة مطلة على الملعب وغرفة للمؤتمرات الصحافية مع ترجمة فورية لثلاثة لغات و100 كرسي للصحافة و5 غرف للتعليق الإذاعي و6 أستوديوات للبث التلفزيوني وغرفة تحكم بالتلفزيون والإذاعة وغرفة أستديو تحليلي وغرفة كنترول وغرفة تحكم بلوحة النتائج والإعلانات وغرف للحراس والشرطة والإسعاف وغرفة مراقبة رئيسية مطلة على الملعب. اما الدور الثالث فيتألف من أربعة مصليات ومتاجر لبيع الملابس الرياضية والوجبات وعدد منصات الكاميرا التلفزيونية، فيما يضم الدور الرابع خدمات السقف والإضاءة المعلقة ولوحتي النتائج.
كما يتواجد تحت أرضية الملعب أنابيب لسحب المياه من على أرض الملعب، ويتم إعادة تكريرها لإعادة استخدامها. كما أضيف شاشة عالية الوضوح تعد الأولى من نوعها في الشرق الأوسط من حيث درجة الوضوح. ويتميز الاستاد بتوافر كاميرات عنكبوتية يمكنها التصوير والتحرك عموديا وأفقيا عبر مساحات الملعب.
وتم وضع حجر الأساس لبناء الاستاد في 12 مارس 2005 تحت رعاية الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، الذي أناب الأمير الشيخ صباح الأحمد عندما كان رئيسا لمجلس الوزراء آنذاك. وقامت اللجنة الدائمة للاحتفال بالعيد الوطني بدراسة الاستعدادات لافتتاح الملعب في 3 نوفمبر 2008، فيما طالب قائد«الأزرق»السابق سعد الحوطيفي 9 أكتوبر 2006 باستقدام منتخب إيطاليا بطل العالم 2006 في إلمانيا لافتتاح الملعب الذي تسلمته«الهيئة»في 24 مايو 2009 من وزارة الأشغال.
وتماشياً مع طريقة دخول الجماهير الى الملاعب الإنكليزية، أعلن رئيس«الهيئة»السابق فيصل الجزاف بأن نظام دخول الجماهير إلى الملعب سيكون عن طريق البطاقة الممغنطة وذلك بعد زيارته الى استادي«الإمارات»و«ويمبلي»، ومن مزايا البطاقة الممغنطة بأنه يمكن ربطها بوزارة الداخلية لتتبع أي شخص مطلوب أمنيا، وستعمل«الهيئة»على تعميم الفكرة على جميع الملاعب الكويتية، بالتعاون مع شركة«فورترس» لتنفيذ الأفكار.
ورافقت عملية تننفيذ مشرع بناء الاستاد، اشاعات عن وجود عيوب او اخطاء في الملعب، بيد ان وزارة الاشغال العامة نفت ذلك، مشيرة الى ان جميع الأمور تسير وفق جدول زمني محدد.
وقال القائم بأعمال مهندس المشروع نبيل مكي ان ما يتردد بين فترة واخرى، عن وجود اخطاء في الاستاد، «لا اساس له من الصحة» سواء عن وجود اخطاء في بناء الاستاد او وجود هبوط او ان المدرجات لا تتحمل اعدادا كبيرة من الجماهير.
واضاف ان «جميع الفحوصات اكدت ان المدرجات تتحمل اكثر من الوزن الذي صممت له وان جميع اجزاء الاستاد سليمة حسب المخطط الموضوع»، مؤكدا ان «تصميم الاستاد يختلف عن جميع الاستادات في المنطقة وهو الوحيد في الشرق الاوسط».
استاد جابر... تحفة معمارية تتباهى بها الرياضة الكويتية.