أكد في احتفالية يوم الشرطة العربية أن الوزارة حققت خطوات في ذلك «رغم شراسة التنظيمات الإرهابية وعدم وجود وازع من دين أو ضمير»
محمد الخالد: مطالبون باليقظة أكثر من أي وقت مضى لحماية الكويت من «المقاتلين الأجانب» والسلاح والمخدرات
| كتب منصور الشمري |
1 يناير 1970
11:12 م
• المواطن صاحب دور محوري وشريك رئيسي في صيانة أمن الكويت واستقرارها
• مسؤولية الآباء كبيرة لحفظ أبنائهم من تسرب أفكار الإرهابيين إلى عقولهم عبر وسائل التواصل
• اخترنا العيش نسيجاً اجتماعياً بجسد واحد لا مكان بيننا لأصحاب النعرات الطائفية ودعاة الفرقة
• قدر رجال الشرطة أن يكونوا في الصف الأول ذوداً عن الوطن ويواجهوا الأخطار بصدورهم
• الانتصار على الإرهاب يبدأ من الانتصار في المعركة الفكرية ودحض عقيدة المتطرفين وإبراز فسادها
• دليل يقظتنا الضربات الاستباقية للإرهاب وكشف الأسلحة التي لا يعلم إلا الله مدى ضررها للوطن
أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد أن «الفترة الحالية تشهد تفاقم جريمة الإرهاب وتعدد المنظمات الإرهابية وتعاظم مصادر تمويلها من استيلائها على مقدرات بعض الدول واستغلال عائداتها في تمويل أعمالهم الإجرامية، حيث أدى الانهيار الأمني في بعض الدول إلى استفحال ظاهرة انتقال المقاتلين الأجانب وتجارة السلاح والمخدرات وظهور الجرائم المنظمة العابرة للحدود» مشددا على أن «كل هذه المعطيات تفرض علينا أكثر من أي وقت مضى اليقظة التامة ومضاعفة الجهد للتصدي لهذه الظواهر التي تهدد مجتمعاتنا».
وقال الخالد، خلال رعايته احتفال يوم الشرطة العربية «الأوبريت الأمني» بفندق الريجنسي صباح أمس، أن وزارة الداخلية «خطت خطوات في مواجهتها ورغم شراسة التنظيمات الإرهابية وعدم وجود وازع من دين أو ضمير لدى أفرادها فان ذلك لم يثننا إطلاقا عن نهجنا في الالتزام بالقانون دون تجاوز والحفاظ على حقوق الانسان وصيانة الأعراض وتقاليدنا الاجتماعية كما أننا لم ننسَ دورنا في النهوض بمسؤولياتنا نحو تقديم الخدمات التي تناط بنا على أكمل وجه وبأسلوب سهل وميسور لجميع المواطنين والمقيمين على أرض هذا البلد الحبيب».
وأضاف أن التعاون الأمني أصبح من أهم ركائز العمل العربي المشترك، حيث تم توقيع العديد من الاتفاقيات في سبيل مكافحة الجريمة بصفة عامة، مشيرا إلى أنه أعدت خطط مرحلية إستراتيجية لمكافحة الإرهاب وتجارة المخدرات وغيرها من المجالات والتي يتم متابعتها وتقييمها سنويا عند اجتماع البيت العربي الأمني.
وحول المناسبة، قال إنها «مناسبة متجددة وعزيزة على قلوبنا نستذكر فيها دور رجال الشرطة في أداء رسالتهم النبيلة في حفظ الأوطان والسهر على أمن المواطنين، مبينا أنه في 18 ديسمبر عام 1972 تلاقت إرادة قادة الشرطة والأمن العرب على بدء مسيرة العمل الأمني المشترك، والتي مر ما يزيد على 40 عاما على بدء هذه المسيرة الحافلة بالعطاء والزاخرة بالتعاون والتنسيق حيث تحققت خلالها إنجازات عظيمة وأنشئت أجهزة عديدة في كافة المجالات الأمنية». وأشار إلى أن هذه الاحتفالية تأتي في ظل ظروف إقليمية وعربية غاية في الصعوبة إذ يعلم الجميع ما تشهده العديد من الدول العربية من اضطرابات سياسية وصراعات طائفية مقيتة أدت إلى تدمير مقدراتها،موكدا أنها بلا شك تؤثر على الحالة الأمنية لجميع الدول المجاورة ولسنا بمناى عن آثارها وتداعياتها.
وبين الخالد أن «الوزارة حققت مكانة متقدمة في تطبيقات الحكومة الإلكترونية حيث استحقت عليها جائزة أفضل تطبيق بمعرض ومؤتمر الحكومة الإلكترونية بمجلس التعاون لدول الخليج العربية بمملكة البحرين الشقيقة»، موضحا أن «صيانة الأمن والحفاظ على الاستقرار لا يقع على عاتق رجال الشرطة وحدهم وإنما المواطن هو صاحب الدور المحوري الفاعل والشريك الرئيسي مع أجهزة الأمن فهو الحريص على وطنه».
وأثنى على شعور المواطن الكويتي بمسؤوليته عن الأمن وببقاء هذا الشعور حاضراً في وجدان المواطنين في كل وقت وحين وليس مرتبطاً بالأزمات، داعياً أولياء الأمور «للحفاظ على أبنائهم حتى لا تنال أفكار الإرهابيين منهم عند استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي حيث ترحب الوزارة بالتعاون معهم في كل ما يحفظ أبنائنا من الأفكار الهدامة».
وثمن وزير الداخلية دور مؤسسات المجتمع المدني ومحافل العلم للنهوض بمسؤولياتها في مكافحة المخدرات ومحاربة الفكر الضال «فالانتصار على الإرهاب يبدأ من الانتصار في المعركة الفكرية ودحض عقيدة هؤلاء المتطرفين وإبراز فسادها وتوضيح الدين الصحيح لأبنائنا وشبابنا بحيث لا نتركهم لتلقي الأفكار من وسائل التواصل الاجتماعي والتي تعد الوسيلة الأولى حالياً للجماعات الإرهابية للتغرير بشبابنا».
وأكد «أننا اخترنا العيش كنسيج اجتماعي وليس بيننا مكان لأصحاب النعرات الطائفية ودعاة الفرقة وسنبقى جسداً واحداً لا يفرقنا حاقد أو كاره أو راغب في توظيف مذهب ما لأغراض سياسية»، مشيرا إلى أن «قدر ضباط وأفراد قوة الشرطة أن يكونوا دائماً في الصف الأول للذود عن أمن الوطن وأن يواجهوا بصدورهم الأخطار».
وذكر الشيخ محمد الخالد أن «ضباط وأفراد الشرطة نذروا أنفسهم لحماية الوطن والمواطنين وأردا الله أن يكون في عام 2015 شاهداً على يقظتكم في كشف الجرائم الصعبة والضربات الاستباقية للعمليات الإرهابية وحماية البلاد من الهجمة الشرسة لمهربي المخدرات وكشف كميات الأسلحة التي لا يعلم إلا الله مدى ما كانت ستسببه للوطن من أضرار»، شاكرا منتسبي وزارة الداخلية على اختلاف مواقعهم وتخصصاتهم على ما يبذلونه من تضحيات وجهود جبارة للحفاظ على أمن واستقرار الوطن وبتعاون وثيق مع رجال جيشنا البواسل والحرس الوطني ورجال الإطفاء وأجهزة الأمن العربية على ما يظهرونه من تعاون وتنسيق.
من جهته، رفع وكيل وزارة الداخلية الفريق سليمان الفهد نيابة عن جميع منتسبي وزارة الداخلية «تحية حب وتقدير وولاء للقيادة السياسية بهذه المناسبة التي تحتفل فيها الكويت مع الدول العربية، حيث نقف بكل فخر لنعرب عن اعتزازنا بالثقة الغالية والمساندة اللامحدودة لرجال وأجهزة الأمن من حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد».
وأكد الفهد «أننا نعي تماماً معاني وأهداف توجيهات سموه أطال الله في عمره وأدام عليه الصحة والعافية كما يفهمها كل مواطن غيور على المصالح العليا لأمن البلاد من أن لا أحد فوق القانون أياً كان شخصه أو منصبه وأن تطبيق القانون على الجميع دون تفرقة أو محاباة وأن أمن الوطن وسلامة المواطنين هدف أسمى لا تعلو مصلحة أو غاية أخرى».
أوبريت أمني وكلمات سامية
شهدت الاحتفالية عرض أوبريت أمني من إعداد وتنفيذ وزارة الداخلية، كما شاهد الوزير الفيلم الوثائقي كلمات خالدة بتوجيهات سامية للنطق السامي لسمو الأمير لمنتسبي وزارة الداخلية من عام 2006 /2015 أعقبها مشهد تمثيلي رسالة شعب لرجال الأمن ثم فقرة غنائية يقدمها الأشبال والزهرات عنوانها كثر الله خيركم ثم الفيلم الوثائقي رجال وإنجازات وزارة الداخلية لعام 2014-2015 ثم المشهد التمثيلي شكراً لكم عيون الوطن يعقبها الأوبريت الغنائي كلنا أمن البلد،وجولة للشيخ محمد الخالد داخل المعرض،وختاماً لقاء أبوي للشيخ محمد الخالد لأعضاء الهيئات التدريسية والتعليمية وأبنائه الطلبة من جامعة الكويت والتعليم التطبيقي والتدريب ووزارة التربية وأكاديمية سعد العبدالله للعلوم الأمنية للتحاور معهم والاستماع لهم فالأمن مسؤولية الجميع.
هذي ديرتنا وكلنا فيها سواسية
قال الشيخ محمد الخالد ردا على سؤال عن خطر الارهاب والارهابيين خلال الحلقة النقاشية «اننا يجب ان نكون يدا واحدة متكاتفين ومتعاضدين لمواجهة كل من يريد شرا بهذا البلد والارهاب ليس له مكان بيننا لان مجتمعنا ينبذه ويرفضه بكافة فئاته وانه دخيل علينا من الخارج ولذلك نحن نعمل للاعداد له ومواجهته ومنعه ودحره. هذي ديرتنا ربينا فيها وكلنا فيها سواسية منذ خلقنا وجبلنا على التواصل والتراحم».
اليوم عرس الكويت
تحدث الخالد عن افتتاح استاد جابر اليوم قائلا «هو عرس الكويت وافتتاح استاد جابر هذا الصرح الرياضي العملاق مفخرة للكويت وهي مناسبة حشدنا لها كل الطاقات لإنجاحها من اجل ان تسعد اهل الكويت وتدخل البسمة والفرح والسرور في نفوسهم مشيرا الى ان تشريف سمو الامير لهذه المناسبة اعطاها زخما ومصدرا آخر للفرح».
مجتمعنا تعددي
رد الوزير الخالد على سؤال عن اقتراح لمواجهة التطرف وخلق ثقافة الحوار بالبلاد بالقول «لا شك اننا كوزارة الداخلية ندعم هذا التوجه ونشارك مؤسسات المجتمع المدني بما فيها الجامعات والمعاهد مثل تلك الطروحات، ونحن ندعمها بقوة ونحن لسنا بعيدين عما يدور ويطرح بالجامعة، ولدينا لقاءات مع مؤسسات المجتمع المدني ونحن على اتم الاستعداد للمشاركة بالفعاليات لا سيما وان المجتمع الكويتي تعددي جبل على تقبل الرأي والرأي الآخر منذ نشأته».
المخدرات أخطر من الغزو
أكد الخالد ان «آفة المخدرات اخطر من الغزو لأنها مدمرة للشباب وللمجتمعات واذا ما علمنا ان دول الخليج مستهدفة بسبب شبابها والوفرة المالية فهذا ادعى ان نستعد وان نتعاون مع الاشقاء بالخليج لمواجهة آفة المخدرات، ولن نتهاون من اجل تحصين جبهتنا الداخلية من هذا الخطر».
أبي أنام مرتاحة
قالت طفلة للوزير بالقول «أبي أنام مرتاحة» فرد عليها بالقول «الحافظ الله يا بنيتي، وطيبة اهل الكويت سبب ان الله حافظها من الشرور وانا اعاهدك ان نبذل كرجال امن كل جهدنا من اجل ان ينام اهل الكويت وتنامي بأمن وأمان». فصفق الحضور طويلا.