الكويت تستقبل عدداً من المحرَّرين والمفاوضات جارية لإعادة الجميع
100 مسلّح يخطفون 26 صيّاداً في العراق غالبيتهم قطريون... وبينهم كويتي
| بغداد - من علي الراشدي - الكويت - من خالد الشرقاوي |
1 يناير 1970
06:46 ص
• الجارالله: اتصالات مكثفة لمتابعة الوضع ولا نعرف إن كان المواطن بين المفرج عنهم
خطف نحو مئة مسلح كانوا في عشرات السيارات ذات الدفع الرباعي من نوع «بيك آب»، أمس، 26 شخصاً بينهم كويتي من مجموعة صيد قطرية كانت تخيّم في منطقة صحراوية شاسعة في محافظة المثنى في جنوب العراق قرب الحدود السعودية. وأفادت مصادر في الشرطة أن بين المخطوفين عدداً من أفراد الأسرة الحاكمة في قطر، فيما أعلنت الدوحة إيفاد مساعد وزير خارجيتها إلى العراق لمتابعة القضية.
وفيما اثمرت الاتصالات افراجا عن عدد من المخطوفين وصلوا عن طريق البر الى الكويت، قال نائب وزير الخارجية خالد الجارالله ان الاتصالات مازالت جارية على أعلى المستويات لمتابعة القضية والاطمئنان إلى وضع المواطن الكويتي الذي كان ضمن المجموعة، مبيناً ان لا معلومات ما إذا كان ضمن المفرج عنهم قبل وصولهم البلاد. وكان السفير القطري في الكويت حمد بن علي آل حنزاب توجه الى منطقة العبدلي لاستقبال المفرج عنهم، وقال لـ«الراي» ان توجيهات سياسية كويتية عليا صدرت الى كل القطاعات الامنية والعسكرية بتأمين عبور المفرج عنهم الى الكويت، آملا ان تؤدي الاتصالات الى الافراج عن جميع المخطوفين.
وقال محافظ المثنى فالح حسن سكر الزيادي لـ «الراي» إن «بين المخطوفين 19 قطرياً والسبعة الباقون ليسوا قطريين وإنما كانوا برفقتهم»، مضيفاً أن هناك «أكثر من رواية للمكان الذي توجه إليه الخاطفون بالمخطوفين، إحداها تقول إنهم توجهوا صوب الشريط الحدودي مع السعودية، بينما أفادت رواية أخرى بأنهم توجهوا صوب محافظة ذي قار وكبرى مدنها الناصرية».
وأضاف أن «قوة مسلحة كبيرة كانت تستقل نحو 70 عجلة رباعية الدفع دخلت بعد منتصف ليلة الثلاثاء - الأربعاء، إلى بادية السماوة وبالتحديد إلى منطقة الحنية قرب ناحية بصية» وخطفت الصيادين الذين كانوا يخيمون هناك، موضحاً أن «القطريين حصلوا على موافقات لدخولهم المحافظة من الجهات الرسمية المتمثلة بوزارة الداخلية»، لافتاً إلى أن «حكومة المثنى المحلية سبق وأبلغت وزارة الداخلية بعدم قدرتها على حماية الوفود الخليجية بسبب المساحة الشاسعة».
وأوضح محافظ المثنى أن «بادية السماوة تشكل ثلث مساحة العراق وهي صحراء شاسعة جداً وغالبية مناطقها غير مؤمنة»، مشيراً إلى أن «القوة الأمنية المكلفة بحماية الصيادين أقل بكثير من القوة التي اختطفتهم». وتابع أن «القوة المكلفة بحمايتهم لم تتمكن من الاشتباك مع الخاطفين لكثرة عددهم»، مؤكداً «عدم وقوع أي اشتباك بين القوات الأمنية والخاطفين».
ولفت إلى أن «وزارة الداخلية فتحت تحقيقاً موسعاً في ملابسات العملية للكشف عن الجهة الخاطفة»، مشيراً إلى أن وزير الداخلية العراقي محمد سالم الغبان توجه إلى السماوة للإشراف على التحقيق.
وقال ضابط شرطة إن قوات الأمن بدأت عملية واسعة النطاق للبحث عن القطريين المخطوفين.
وقال مصدر في الشرطة إن ضابطين من جهاز المخابرات العراقي كانا بمرافقة فريق الصيد، خطفا معه.
وأكد مصدر محلي في منطقة بصية أن «هؤلاء الصيادين يتواجدون في المنطقة منذ 25 يومياً لممارسة الصيد بموجب موافقات رسمية». وذكرت مصادر الشرطة أن بينهم عدداً من أفراد الأسرة الحاكمة في قطر.
وذكرت وزارة الداخلية العراقية في بيان أن «الصيادين كانوا يتحركون في منطقة واسعة جداً، ولم يلتزموا بتعليمات وزارة الداخلية بعدم مغادرة المنطقة المؤمنة نحو مناطق غير مؤمنة».
وفي الدوحة، ذكرت وزارة الخارجية في بيان لها أنها «تقوم بمتابعة موضوع اختطاف عدد من المواطنين القطريين الذين دخلوا جنوب العراق في رحلة صيد فور تلقيها نبأ اختطافهم».
وأوضح البيان أن الوزارة «باشرت اتصالاتها مع الحكومة العراقية والجهات المختصة على أعلى المستويات الأمنية والسياسية في العراق للوقوف على تفاصيل حادثة اختطاف المواطنين القطريين والعمل على إطلاق سراحهم في أسرع و قت ممكن»، مؤكدة أن «المواطنين القطريين قد دخلوا الأراضي العراقية بتصريح رسمي من وزارة الداخلية العراقية، وبالتنسيق مع السفارة العراقية في الدوحة».
كما ذكر البيان أنه «تم إيفاد مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية محمد بن عبدالله الرميحي ، وسفير دولة قطر لدى بغداد زايد بن سعيد الخيارين، لمتابعة جميع الإجراءات المتبعة في هذا الشأن مع الحكومة العراقية عن كثب لتأمين سلامة المواطنين القطريين».