الجارالله الخرافي: القطار ماشي بنا أو بدوننا لذا علينا أن نكون في أوائل الركب
«من الكويت نبدأ...» كرّم عبدالعزيز الغانم وعباس المناور وهيف الحجرف
| كتب باسم عبدالرحمن |
1 يناير 1970
11:58 م
كرم المؤتمر الوطني الثالث عشر «من الكويت نبدأ وإلى الكويت ننتهي» الليلة قبل الماضية، ثلاث شخصيات كويتية هي، عبدالعزيز ثنيان الغانم وعباس المناور وهيف الحجرف، وذلك في اليوم الثاني لفعالياته، في مكتبة البابطين للشعر العربي، برعاية سمو الشيخ ناصر المحمد.
وتقدم الحضور في اليوم الثاني للمؤتمر رئيس غرفة التجارة والصناعة علي ثنيان الغانم، وأمير قبيلة العوازم الشيخ فلاح بن جامع. واستهل رئيس المؤتمر يوسف الياسين الحفل بكلمة، رأى فيها ان «لا مشكلة ان يكون لكل مواطن انتماء، كبدوي او حضري سني او شيعي، لكن بعد كلمة انا كويتي، فهذه المسميات ان قدمت على المواطنة اصبحنا في مشكلة»، مشدداً على ان «الوطن هو رقم واحد في حياتنا ومن بعده تأتي التصنيفات الاخرى».
وقال الياسين ان «ايام الاعمام علي ثنيان الغانم وفلاح بن عيد بن جامع، والدكتور عبدالمحسن الجارالله الخرافي، لم تكن هناك تصنيفات او اختلافات طبقية او فئوية، مثلما شهدناها اليوم، ولكن باذن الله سنعيد النفس الوطني بمشاركة ابناء الكويت ومباركة أبائنا وأعمامنا حتى لا نضيع بوصلتنا».
وفي كلمته ضمن محور «ابنائي الشباب»، اعتبر الشيخ بن جامع، ان «من لا وطن له لا كرامة له بين الامم»، مذكرا «الشباب بأهمية الوطن حينما فقدناه في 2 اغسطس». وأوصى «اهل الكويت على اختلاف فئاتهم بأن يكون ولاؤهم الاول والاخير للوطن، لتفويت الفرصة على الاعداء المتربصين بالكويت، وسط حالة من عدم الاستقرار تضرب المنطقة».
واضاف «الله الله في الكويت... فالدين والميول السياسي امر موجود بيننا، والاخطاء موجودة ومن لا يعمل لا يخطئ، لكن نتمنى من الشعب خاصة الشباب عدم الانجرار وراء التيارات السياسية التي لم نرَ منها خيرا، بسبب التضليل». واستكمل الدكتور عبدالمحسن الجارالله الخرافي الحديث في «محور ابنائي الشباب» بتأكيده ان «الشباب لهم اهمية كبيرة في المجتمع، فلا يستهينوا بدورهم في بناء المجتمع، لأنهم رجال الغد وعليهم تجهيز انفسهم لتحمل المسؤولية من الآن، فالقطار ماشي على الدرب بنا او بدوننا، لذا فعلينا ان نكون في اوائل الركب وفي مقدمه».
واعتبر ان «السر في الابداع ونجاح المشاريع هو التخصص بها، فالتخصص يؤدي للابداع والتركيز يؤدي للانجاز، ورسالتي للشباب بضرورة اختيار مشروع اليوم والبدء فيه وسينجح باذن الله».
بدوره، حذر وزير الصحة الاسبق الدكتور عبدالرحمن العوضي شباب الكويت من المستقبل، لان الحياة المرفهة لن تستمر كما اليوم والامس، مطالبا اياهم بالابداع ومواجهة التحديات المقبلة، لاننا مقبلون على سنوات صعبة، في ظل انخفاض اسعار البترول، والاطماع التي تحيط بدولتنا، لان امثال صدام موجودون.
واشار الى اننا «نعيش في عصور التحدي العلمي والفكري، وسنوات الرفاهية نحو الانحدار، فاما ان نخلق شباباً يقبل التحدي، او يفوتنا القطار ونبكي على الاطلال».
واخيرا، دعت فتوح المطوع الجميع الى «التوكل على الله وأن نكون صفا واحدا نحمي ديرتنا»، مضيفة: «نبي شبابنا يعرفون قيمة الوطن، لاننا بلا وطن ايتام، حيث فقدناه مرة ولا نريد ان تحدث مرة اخرى».
عبدالعزيز الغانم... بصمات واضحة في الاقتصاد الوطني
تناول سعود الغانم نجل الراحل عبدالعزيز ثنيان الغانم، سيرة والده رحمه الله. وقال انه «ولد عام 1930 وقضى سنواته التعليمية الاولى في المدرسة المباركية، ثم انتقل للبصرة في 38 ومنها الى بيروت لاستكمال دراسته ولم يكملها، ومن بعدها اتجه للهند للاشراف على تجارة والده وبعد 7 سنوات استقر في الكويت». وقال الغانم ان والده «بدأ حياته العملية في الكويت مع شركة مملوكة لخاله خليفة احمد الغانم، وفي 62 قام المعفور له الشيخ عبدالله السالم رحمه الله، بناء على تزكية المرحوم يوسف الغانم بتعيين والدي الممثل الشخصي لسمو الامير في مجلس ادارة شركة الزيت الأميركية المستقلة، التي كانت تتمتع بحق التنقيب وانتاج النفط حتى عام 76 عندما قامت الدولة بتأميم النفط». واضاف «له بصمات واضحة في بناء الاقتصاد الوطني، فقام بتأسيس عدد من الشركات في قطاعات اقتصادية مختلفة، منها الشركة الوطنية الالمانية للالكترونيات والخدمات الكهربائية، بالتعاون مع سيمنز الالمانية، وتأسيس المدرسة العالمية الأميركية، اما في قطاع المقاولات فأسس عدداً من الشركات المتخصصة».
واختتم حديثه بان «الوالد كان وما زال سندا لي، ومهما امتدت رحلتي في الحياة لن اوفيه حقه، وادعو الله ان اكون نصف ما كان عليه عند نهاية رحلته، رحمه الله».
عباس المناور... بنى مسجداً في كل بلد سافر إليه
تحدث المحامي عبداللطيف المناور عن مناقب والده رحمه الله. وقال انه «ولد في فريج الرشايدة عام 1930 وكان يوصيني دوما بان التجارة مع الله ابرك من تجارة الدنيا، لكن لا يمنع من التمتع بالدنيا بما يرضي الله، فكان رجلا من الطراز الفريد من نوعه».
واضاف انه «كان يحسن استضافة اصحاب الحاجة ودوما ما كان يوصيني بهم بقوله (يا بوك لو يجيك اجنبي هندي او سوداني او من اي جنسية صاحب حاجة لا ترده، فقد يكون مقامه عند الله افضل مني ومنك)، ووصيته هذه دينا في رقبتي».
واوضح انه «تقلد عدداً من الوظائف منها نفط الكويت ومراقب بالقنصلية الأميركية، وفوضه الشيخ صقر القاسمي بعد صداقته الشديدة معه في التنقيب عن البترول عام 66، وعمل كأول رئيس تحرير لجريدة الايام الامارتية، الى ان تركها في 74 بعد صدور قوانين الامارات الاتحادية. وانتخب في عضوية المجلس التأسيسي في 62، واستمر نائبا من 63 لمدة 34 عاما عن دائرة الفروانية نتيجة لثقة الناخبين فيه».
وقال ان الوالد كان يساعد قدر ما يمكن، دون ان ينتظر جزاء او شكورا «وكل بلد يسافر اليه يبني فيه مسجدا».
ولفت الى انه «قام ببناء مسجد ودار مناسبات في مدينة بعلبك بلبنان، وبعد عدة سنوات حضر مختار بعلبك لوالدي يستأذنه في استضافة الاخوة الشيعة في المسجد، وفي استخدام دار المناسبات، فقال ان (المسجد ودار المناسبات ليس لي بل لله ولا داعي للاستئذان)». وبين انه في عام 86 عندما حل المجلس وعلق العمل بالدستور كان له موقف شجاع كموقفه الرافض لتعليق البرلمان وتقييد الصحافة حريتها، وكان له كما لغيره من المعارضين عودة الحياة البرلمانية بعد التحرير ورفع الرقابة على الصحف. واستذكر المناور انه «عندما وقع الغزو الغاشم كنا في الاردن لقضاء العطلة هناك، وارسل صدام سفير العراق بالاردن ليفاوض والدي على ان يكون ضمن حكومة موقتة للكويت، فابلغهم برفضه وطلب تأجيل الحديث في يوم آخر حتى يتخلص من التفاوض معهم، وفي نفس الليلة لم نبت في الاردن وغادرنا الى السعودية، وابلغنا الشيخ جابر الاحمد رحمه الله وقتها بما حدث، وابلغنا انه علم بالامر، وساهم في مؤتمر جدة بالالتفاف حول حكم آل الصباح».
هيف الحجرف... ظروفه الصعبة لم تثنه عن شق طريق النجاح
حول مآثر الراحل هيف سعد الحجرف، تحدث راكان بدر الحجرف، وقال «لم تكن طفولته سعيدة فكان قامة عظيمة لم تثنه ظروفه الصعبة عن شق طريق النجاح». وقال الحجرف ان «اول ما اصيب به في بداية حياته اليتم، حينما توفيت امه وهو في سن الرابعة من عمره، ويصاب ثانيا حينما فقد عينه بسبب مرض الجدري الذي ألم بالكويت في ثلاثينيات القرن الماضي، ويصاب ثالثا بانحناء عموده الفقري ما تسبب في قصر قامته ورغم هذا كله كان رابط الجأش والعزيمة». واوضح ان «هيف الحجرف رحمه الله نال حظه من التعليم في المدرسة الشمسية بالرياض، وزامله الملك سلمان والامير سلطان رحمه الله وغيرهما من ابناء عبدالعزيز آل سعود، فاجاد الكتابة والقراءة والحساب، ثم عمل تاجرا في العشرينات من القرن الماضي، وبعد ذلك خاض غمار الحياة السياسية مرشحا للمجلس البلدي، ممثلا عن الدائرة الثامنة، وخلال هذه الحقبة ازدهرت الجهراء».