تقدمت بشكل مذهل إلى المركز الثالث في الهواتف الذكية وتسعى لإنشاء بنى تحتية تخدم المدن والمنازل ومراكز العمل والسيارات

«هواوي»... نحو عالم مترابط كلياً

1 يناير 1970 12:01 ص
مرة جديدة تذهل الصين العالم، لكن هذه المرة ليس من خلال المنتجات الالكترونية المقلدة والرخيصة، بل من خلال تطوير أجهزة هواتف ذكية وتكنولوجيا اتصالات تهدف إلى جعل العالم مترابطا بصورة كلية.

تقود هذه العملية شركة «هواوي» Huawei التي تحولت بسرعة مذهلة إلى أحد ثلاثة عمالقة في العالم لأجهزة الهواتف الذكية. لكن الطموح الصيني لا يقف هنا، إذ تسعى الشركة لتجاوز كل منافسيها، ليس فقط من خلال أجهزة الهواتف الذكية، بل أيضا عبر تحقيق المدن الذكية والمنازل وأماكن العمل الذكية وصولا إلى السيارات التي تقود نفسها، من خلال توفير البنية التحتية لهذه التكنولوجيا الطموحة، سواء في ما يتعلق بمراكز الداتا التي تمتلك القدرة على تخزين الكم الضروري من المعلومات، والتجهيزات القادرة على نقل هذه المعلومات والطاقة اللازمة لذلك كله.

هذه كانت حصيلة زيارة نظمتها الشركة لوفد صحافي من الكويت إلى مقرها الرئيسي في مدينة شينزن الصينية المتاخمة لمدينة هونغ كونغ، وكذلك إلى بعض مقراتها ولا سيما مركز الأبحاث والتطوير في شنغهاي.

«هواوي» هي الشركة ذات الترتيب 228 بين أكبر 500 شركة في العالم وفق تصنيف مجلة «فورتشن غلوبال»، وبلغ إجمالي عائدات المبيعات لديها في النصف الأول من العام 2015 ما قيمته 28.3 مليار دولار.

تنقسم تركيبة الأعمال لدى «هواوي» إلى ثلاثة أقسام، أولها «مجموعة أعمال النقل»، أي نقل المعلومات، ويضم الشبكات اللاسلكية، والطاقة الخاصة بتشغيل الشبكات، وبرامج النقل، والشبكات الرئيسية، وتكنولوجيا المعلومات والشبكات الثابتة. أما القسم الثاني الذي يقع تحت عنوان «مجموعة أعمال المشاريع»، فيشمل البنى التحتية للشبكات، ومراكز المعلومات الخضراء ذات القاعدة السحابية، والتعاون والاتصالات الموحدة لأمن المعلومات. في حين يشمل القسم الثالث الذي يقع تحت عنوان «مجموعة أعمال المستهلك»، أجهزة الهواتف الذكية واتصالات عريضة النطاق والأجهزة المنزلية.

تهدف «هواوي» إلى جعل العالم مترابطا بشكل أفضل، ومن بين أبرز ابتكاراتها وأحدثها هو الجيل 4.5 للاتصالات والذي تتيح تطبيقاته خدمات غير مسبوقة، تقوم على توفير بنى تحتية للمدن والمنازل والسيارات الذكية، وهو ما بدأت بعض الشركات في الكويت استخدامه. وتقدر الشركة بأن الوصول إلى الجيل الخامس يحتاج إلى خمس سنوات أخرى.

وتضع «مجموعة أعمال المستهلك» في الشركة نصب عينها مهمة صنع أفضل الأجهزة النقالة، وأن تصبح منتج أجهزة «اندرويد» النقالة الرقم واحد في العالم. وقد خطت خطوات كبيرة على هذا الصعيد بحيث أصبحت من العلامات التجارية التي تتزايد شهرتها بشكل كبير بين المستهلكين.

حققت «هواوي» نموا كبيرا في مبيعات أجهزة الهواتف الذكية التي كانت بلغت في العام 2010 نحو 4.5 مليار دولار، لترتفع تدريجيا إلى 6.8 مليار في 2011، و7.5 مليار في 2012، و9.4 مليار في 2013، و12.1 مليار في 2014، مع توقع بلوغها 20 مليارا في 2015، بعدما بلغت 9.09 مليار في النصف الأول من العام الحالي.

وبموازاة ذلك، سجلت شحنات الهواتف الذكية إلى الأسواق العالمية نموا كبيرا أيضا، اذ ارتفعت تدريجيا من 3 ملايين هاتف في العام 2009، إلى 20 مليون هاتف في العام 2011، إلى 30 مليون هاتف في العام 2012، إلى 52 مليون هاتف في العام 2013، ثم 75 مليون هاتف في العام 2014، مع استهداف 100 مليون هاتف في العام 2015، علما ان الشحنات بلغت 27.4 مليون هاتف في الربع الثالث من 2015 وحده، بارتفاع نسبته 63 في المئة عن الفترة المماثلة من العام 2014.

وتحتل الشركة المرتبة الثالثة من حيث الحصة السوقية في العالم لأجهزة الهواتف الذكية، بينما تتبوأ المركز الأول في السوق الصينية. وبلغت حصتها من السوق العالمية للهواتف الذكية حتى سبتمبر 2015 نحو 9.7 في المئة، مقابل 28.3 في المئة لشركة «سامسونغ» و11.8في المئة لشركة «أبل».

وفي الدول الأوروبية، بلغت حصة «هواوي» من الهواتف الذكية ذات المواصفات المتوسطة والعالية أي الأجهزة التي تتراوح أسعارها بين 400 و500 يورو ما نسبته 34.8 في المئة في إسبانيا، في حين بلغت 24.6 في المئة في إيطاليا و18.9 في المئة في بلجيكا و18.8 في المئة في البرتغال.

وعلى صعيد الأجهزة ذات المواصفات الممتازة التي تفوق أسعارها الـ 500 يورو، فقد باعت الشركة أكثر من 7 ملايين جهاز من نوع «Mate7» وأكثر من 8 ملايين جهاز من نوع «P7» وأكثر من 4 ملايين جهاز من نوع «P8».

ونمت حصة الشركة من سوق الإعلانات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بنسبة 60 في المئة على أساس سنوي.

وادرجت «هواوي» في العام 2015 مرة أخرى ضمن أكثر مئة علامة تجارية قيمة في العالم بل وتقدمت إلى المركز 88 على قائمة «أفضل العلامات التجارية العالمية 2015». كما أدرجت على قائمة أخرى تعدها مجلة «براندز» ضمن أفضل 100 وبلغت قيمة علامتها التجارية 15.35 مليار دولار حيث جاء ثلثا عائداتها من خارج السوق الصيني، مما يعكس قوة الشركة في السوق العالمي.

وبسرعة كبيرة، خرجت الشركة من مجرد ان تكون علامة بين علامات كثيرة تكتظ بها سوق الهواتف الذكية في العام 2013 إلى علامة تجارية يشار إليها بالبنان، لتحتل المركز الثالث على مستوى العالم في العام 2014.

وتسعى الشركة لأن تكون إحدى أكثر العلامات التجارية المحترمة على مستوى العالم. فما الذي ستفعله للوصول إلى ذلك؟

تعتمد «هواوي» حاليا استراتيجية تقدّم بموجبها النوعية على حساب الكمية، فبعد ان كانت تطرح 75 منتجا في العام 2011، تراجع العدد إلى 70 في 2012، ثم 60 في 2013، ثم 35 في 2014، ثم 20 في 2015، ما يعني ان الشركة وضعت نصب عينيها تطوير نوعية أجهزتها التي تشمل سلسلة «Mate» وسلسة «P» وسلسلة «G plus» وسلسلة «Honor».

ومن أجل تحسين النوعية، تركز الشركة جهودها على الأبحاث والتطوير، إذ إنها تضخ 10في المئة من مدخول المبيعات في الأبحاث والتطوير، وقد استثمرت في قسم الأبحاث والتطوير 1.2 مليار دولار في العام 2014 وحده. وتملك الشركة 16 مركزا للأبحاث والتطوير حول العالم، كما أن 70 في المئة من موظفيها يعملون في هذا القسم.

وأقامت الشركة في العام 2012 مختبرا لتحسين منتجاتها المستقبلية، يشمل اختبارات على الخدمات السحابية والجماليات وتكنولوجيا النانو والشبكات المستقبلية والطاقة الجديدة والمعلومات الضخمة والسيارات غير المأهولة وغيرها.

وتعتمد الشركة في مركز التصاميم ومركز الأبحاث الجمالية أحدث اتجاهات الموضة، ولدى الشركة في مركز لندن للتصاميم ومركز باريس للأبحاث الجمالية أكثر من عشرة مصممين مشهورين من عالم الأزياء والسيارات والصناعة الرقمية وثلاثية الأبعاد.

وتغطي شبكة مبيعات الشركة العالمية أكثر من 170 بلدا ومنطقة حول العالم. كما ان افتتاح أسواق جديدة وتوسيع الحالية يجعل من قسم أعمال المستهلكين في «هواوي» أقرب إلى المستهلكين العالميين. وستكون «هواوي» قد أنشأت 32171 محلا للتجزئة في أنحاء العالم بحلول نهاية العام الحالي، منها 3936 محلا في غرب أوروبا و1540 محلا في شمال شرق أوروبا و4853 محلا في جنوب شرق آسيا و2062 محلا في شمال أفريقيا. ومن المخطط زيادة اجمالي عدد المحلات بنسبة 100في المئة على أساس سنوي.

وقد عبر المستهلكون عن حبهم لمنتجات «هواوي» ذات المواصفات الممتازة، وكان ذلك ظاهرا خلال حفل اطلاق جهاز «P8» عالميا خلال حفل أقيم في لندن، وكذلك في إطلاق جهاز «Mate S» عالميا في برلين في الثاني من سبتمبر 2015.

ومن المناسبات الفارقة في الأشهر الأخيرة إطلاق ساعة «هواوي» الذكية المرتبطة بالهاتف الذكي وكذلك إطلاق جهاز هاتف «Nexus 6» الذي يمثل الشراكة الأولى من نوعها بين «هواوي» وبين شركة «غوغل» العملاقة والتي يستطيع من خلاله مستخدم الجهاز إجراء بحث في موقع «غوغل» من خلال إصدار أوامر شفهية.

ومن اللمسات الجمالية إطلاق نماذج خاصة من ساعات «هواوي» بالتعاون مع مجلة «فوغ» خلال أسبوع الموضة في ميلانو، مصممة من قبل برنابا فورنازيتي.

ماذا بعد؟

تطمح «هواوي» لصنع منتجات مستقبلية بعضها يمكن ارتداؤها، وأخرى تتعلق بالمنازل الذكية والسيارات المتصلة بالانترنت لإيجاد نظام كلي الترابط يشمل الاتصالات والترفيه الشخصي والخدمة الصحية عبر الموبايل والبيوت الذكية والأمن داخل مراكز العمل.

أما بالنسبة لأداء الشركة في الشرق الأوسط، فهي تحتل المركز الثالث في عموم المنطقة، لكنها تأتي في المركز الثاني في إيران بنسبة 20.7 في المئة من السوق كما في أغسطس 2015، والمركز الثالث في السعودية 5 في المئة من السوق والرابع في الإمارات 10 في المئة من السوق. أما في باكستان فتسيطر «هواوي» على 30 في المئة من سوق الهواتف التي تتراوح أسعارها بين 150 و300 دولار و 10 في المئة من سوق الهواتف التي تتراوح أسعارها بين 400 و500 دولار.

وفي الكويت حققت «هواوي» اختراقا كبيرا بسيطرتها على نسبة 18 في المئة من سوق الهواتف الذكية، لكن النسبة ترتفع إلى 44.8 في المئة من سوق الهواتف الذكية التي تتراوح أسعارها بين 300 و 500 دولار والتي بلغت الشحنات المرسلة إلى البلاد منها 111762 هاتفا ذكيا هذه السنة حتى الان، في حين تقف عند 13.7 في المئة للهواتف بين 500 و600 دولار والتي بلغت شحناتها إلى البلاد 25302 هاتف هذه السنة حتى الان.

«هواوي» بالأرقام



9.7 في المئة حصة الشركة من السوق العالمية للهواتف الذكية

228 ترتيب «هواوي» من بين أكبر 500 شركة في العالم

28.3 مليار دولار عائدات المبيعات في النصف الأول من 2015

63 في المئة نسبة ارتفاع شحنات أجهزة الهواتف الذكية خلال الربع الثالث

18 في المئة حصة «هواوي» من السوق الكويتية

15.35 مليار دولار قيمة العلامة التجارية لـ «هواوي»

1.2 مليار دولار استثمار في مجال البحوث والتطوير في 2015