«الدقمة» و«المنسق» و«المناصر» مفردات لها مدلولات في دنيا الجهاد
... ويسألونك عن «الانغماسي» ! «الراي» تفُك رموز لغة الجهاديين
| كتب أحمد زكريا |
1 يناير 1970
07:02 ص
• الجهاديون نحتوا لغة خاصة بهم رغم اختلاف لهجاتهم وجنسياتهم
• «المنسق»... الشخص المسؤول عن تنسيق إجراءات الدخول لدولة القتال
• «المهاجرون»... المقاتلون القادمون للدولة من الخارج و«الأنصار» أهلها
ما بين «المهاجر» وصولاً إلى «الانغماسي» ومروراً بـ«قوائم الانتظار» مصطلحات ربما تبدو غريبة للقارئ، لكنها ليست كذلك لأهل الميدان الجهادي، الذين تراكمت لديهم مع سنوات القتال العديدة وأماكنها المختلفة حصيلة من الكلمات تم نحتها لتشكل لغة خاصة بالجهاديين رغم اختلاف لهجاتهم وجنسياتهم.
«الراي» تحدثت مع عدد من المصادر الجهادية محاولة فك طلاسم تلك اللغة ومعرفة مدلولاتها.
عندما يبدأ الشخص في عملية التفكير في السفر من بلده لأي دولة أخرى من أجل القتال فيها، فإنه بذلك يكون في طور التفكير في «النفير»، فإذا ما نجح في الخروج من بلده فإن من يتلقاه على حدود الدولة التي يود القتال فيها يطلق عليه «المنسق» وهو الشخص المسؤول عن ترتيب إجراءات خروج المجاهدين من بلدانهم ودخولهم لحدود الدولة التي سيقاتلون فيها، وعندما يتم الدخول لدولة القتال فيقال «فلان» قد نفر.
وينقسم المقاتلون في أرض القتال إلى قسمين هما «المهاجرون» وهم القادمون من خارج الدولة الدائر فيها القتال، والقسم الآخر هم المقاتلون من أهل تلك الدولة والذين يحملون جنسيتها.
وعندما يقول الجهاديون إن فلاناً نفّذ فهذا يعني أنه قام بعملية فجر فيها نفسه مستهدفاً العدو، أما إذا أطلقوا على شخص ما أنه «دقمة» فهذا يعني أنه شخص جاهز لتفجير نفسه.
أما «الانغماسي» فهو عضو في قوات الاقتحام ( الانغماسيين)، وهم عادة ما ينفذون عمليات شبه مستحيلة ومفاجئة وجريئة، وليس بالضرورة أن يلبسوا أحزمة ناسفة.
وتتوزع المهام بين المقاتلين، فنجد أن فلاناً يكون «إعلامياً» أي أنه مسؤول عن الترويج ونقل أخبار جماعته الجهادية، وآخر «شرعياً» أي أنه مسؤول عن تعليم وتوجيه أفراد المجاهدين، وليس بالضرورة أن يكون شيخ دين أو عالماً شرعياً، وهي وظيفة قريبة مما يطلق عليه في الجيوش النظامية بالتوجيه المعنوي، وأحياناً يكون مسؤولاً عن البت في الأمور الشرعية وإصدار الفتاوى إذا تطلب الأمر.
وإذا قيل عن أحد الجهاديين إنه «أمني»، فهذا يعني أنه يعمل في مجال التحقيق والمراقبة وتقصي الحقائق والمعلومات السرية، وهي تعادل في مفهوم الجيوش النظامية استخبارات الجيش.
وإذا تحدث المجاهدون عن قوائم الانتظار، فهم يعنون بذلك تلك القوائم التي تحوي ترتيب المجاهدين الراغبين في تفجير أنفسهم في العدو، باستخدام السيارات المفخخة أو الأحزمة الناسفة، وقد يطول الانتظار في هذه القوائم ربما لعامين أو أكثر، وهذا حسب ما يرتئيه أمير تلك الجماعة.
ويطلق المجاهدون على المكان الرسمي والمعلن الذي يؤويهم لفظة «المقر» وتطلق كلمة «المضافة» على المكان الذين يستضيف القادمين الجدد لساحات القتال، فيما يسمون السيارة المملوءة بالمتفجرات من أجل التفجير بـ «المجهزة».
وإذا كان ثمة شخص يؤيد جماعة قتالية معينة وليس منضماً لها رسمياً فإنه يندرج تحت باب الـ «مناصر».