تراجيديتها تعيدنا إلى زمن الرومانسيات الجميل واستحضار ذكرياته
قراءة / «يا بعده»... للكاتبة الكويتية علياء الكاظمي ... رواية من واقع الحياة
1 يناير 1970
11:40 ص
اهدتني الكاتبة الكويتية علياء روايتها الأكثر انتشاراً (يا بعده).
والرواية ليست من نسج الخيال بل من واقع مجتمعنا، فقد عاشت الكاتبة تفاصيل تجربة البطلة العاطفية مع جارها المهندس (حمد) الذي تخرج حديثاً من الولايات المتحدة وتقدم لخطبتها رغم رفض والدته لهذه الفتاة بسبب اختلاف العادات والتقاليد فالبطلة (بسمة) من عائلة متحررة نوعاً ما بينما حمد من عائلة محافظة ولكن الحب ينتصر في النهاية وتتم خطوبة الحبيبين بأجواء من السعادة والسلام، لكن قبيل اتمام الزواج يكتشف (حمد) أنه مصاب بسرطان الدم وهنا تواجه البطلة رفضا جماعيا من العائلة بعدم اتمام الزواج فتبدأ معركتها مع الظروف القاسية ومواجهة عائلتها بالكامل على ان تقف الى جانب حمد في محنته وترافقه في رحلة العلاج الى اميركا والضغوط النفسية العاصفة التي تواجهها رغم صغر سنها فهي مازالت طالبة في الجامعة لكن (حمد) يموت في النهاية وتعود بسمة ممزقة الفؤاد واهنة النفس وتواصل مشوارها في الجامعة وتتوظف فيها كمعيدة وترفض كل من يتقدم لها خاطباً لأنها مسكونة بحب زوجها الراحل، ولكن بعد مضي فترة من الزمن تكتشف أن استاذها الجامعي الذي تكن له الاعجاب والاحترام يتقدم اليها ويبدو أنه اعجب بتضحياتها واخلاصها ووقفتها الشهمة مع زوجها الراحل ويتم بذلك زواجها من الدكتور خالد.
الرواية ذات نمط كلاسيكي يضرب على وتر المشاعر والعواطف قد ذكرتني بروايات احسان عبد القدوس والنفس الأنثوي في سرد التفاصيل الدقيقة للعالم النسوي.
وهي تراجيديا جذابة تعيدنا الى زمن الرومانسيات الجميل والبكاء على اطلال الحبيب واستحضار ذكرياته.
وجاء اسلوب الكاتبة سلساً عذباً ينساب مع نسق الأحداث ببساطة تجعلك ممغنطاً بجاذبية السرد التلقائي البعيد عن التكلف والافتعال واستخدمت الكاتبة اللغة البسيطة الواضحة البعيدة عن التعقيد مما يجعل رواياتها مقروءة لجميع الفئات العمرية وخصوصاً الاناث لأنها مفعمة بزخم عاطفي يدغدغ المشاعر ويستثير الوجدان.
الرواية ممتعة جداً تشدك الاحداث المتسارعة وتجعلك تأتي على النهاية بوقت قياسي وبرغم السرعة كانت المشاهد منسجمة مع بعضها وبترتيب زمنى منسق وبحبكة رصينة.
هذا النوع من الروايات يقدم للقارئ دراما ممتعة ولوحة فنية تفيض شاعرية في زمن اغتالت فيه المادة كل عواطفنا.
هي انبعاث حقيقي لروايات احسان عبدالقدوس ويوسف السباعي وهي الروايات الاكثر متعة ورومانسية.
* أديبة روائية كويتية
www.khawlaalqazwini.com