أكاديميان كويتيان: اللغة العربية تواجه تحديات تتطلب سياسة واضحة لتعزيزها قوميا

1 يناير 1970 05:05 ص
أكد أكاديميان كويتيان اليوم الأحد أن اللغة العربية تواجه تحديات قد تعصف بها ما لم يكن هناك سياسة واضحة لتعزيزها على الصعيد القومي وتفعيل القوانين والفعاليات الداعمة لها بالإضافة إلى ضرورة تعزيز جهود الشباب في الإنتاج ودعمهم ماديا ومعنويا.

جاء ذلك خلال ندوة أقامتها مكتبة الكويت الوطنية بعنوان «التحديات التي تواجه اللغة العربية في عصر التقنية» بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية الذي يصادف 18 ديسمبر من كل عام وحاضر فيها استاذ النحو والصرف في جامعة الملك سعود الدكتورة وسمية المنصور واستاذ اللغة العربية بجامعة الكويت الدكتور يحيى علي أحمد وأدارتها الدكتورة كافية رمضان.

واستهلت الدكتورة المنصور الندوة بكلمة عرفت خلالها ماهية اللغة وتعريفاتها، مشيرة إلى أن التعبير سمة كل المخلوقات وخاصة الإنسان الذي امتاز بها باعتبارها أرقى أدواته في التواصل لكونها مرآة الفكر.

واستعرضت المنصور التحديات الثقافية التي تعصف باللغة والقيم، مؤكدة خطورة الاقتداء اللغوي خاصة في ظل مظاهر التغير الذي فرضته العولمة باستحقاقاتها السياسية والاقتصادية وغيرها.

وأوضحت أن خلخلة المرجعيات اللغوية والهيمنة اللغوية من التحديات الخارجية التي تواجهها اللغة العربية، لافتة إلى أن التغيرات الاجتماعية تؤثر على اللغة خاصة في عصر الفضاء المفتوح الذي يزيد من التحديات الثقافية على اللغة.

وذكرت أن التحديات الحضارية أوجدت ما يسمى بلغة «العربيزي» في ظل انتشار غرف «الدردشة» مبينة أن بدايات البث التلفزيوني كانت محفزة للنشاط اللغوي في الاتجاه الصحيح إلا أن كثرة المواد التي يتم بثها أفسدت هذا الالتزام اللغوى.

وشددت المنصور على ضرورة تعزيز جهود الشباب في الإنتاج ودعمهم ماديا ومعنويا وضرورة تفاعل مؤسسات الدولة الرسمية والخاصة مع ما يطرحونه وفتح قنوات الحوار المتصل في علاقة تبادلية إضافة الى إعادة رسم المناهج التربوية بحيث تتواءم مع المتغيرات الحضارية والثقافية الاجتماعية.

ودعت الى عقد مسابقات يكرم فيها أصحاب القنوات المؤثرة مع متابعة قياس الرأي العام دوريا ودراسة مسببات الفشل مثلما تدرس مسببات النجاح، بالاضافة إلى نشر التوعية المجتمعية واستثمار الوعظ الديني.

من جانبه قال الدكتور يحيى أحمد إن اللغة تمثل كيان الأمة ورمز هويتها وأنها الرابط الذي يجمع بين الأفراد الذين يتكلمونها أو يعرفونها، مشيرا إلى أنها لا تتفاعل بمعزل عن البيئة التي تستعمل فيها.

وأشار إلى التحديات التي تواجه اللغة العربية ومنها انتشار المكتبات الإلكترونية والرقمية في عصر ثورة المعلومات ووجود البدائل الإعلامية، لافتا الى عزلة اللغة العربية عن الاستعمال العام أدى إلى إحلال اللغة العامية مكانها.

وذكر أن ذلك أدى إلى عدم تمكن الطلبة من التعبير عن أفكارهم بلغة عربية سليمة وبطلاقة تلقائية، لافتا إلى أهمية إقامة بناء جديد لقواعد اللغة العربية يتواءم مع احتياجات المتعلمين من غير أهل الاختصاص.

وشدد أحمد على أهمية البناء الجديد للغة وذلك لوجود مظاهر واضحة من الضعف في تعلم قواعدها بالإضافة إلى الجوانب الإملائية فيها والجهل بالقواعد الصرفية وطغيان وتأثير العامية التي تعد من أهم التحديات التي تواجه اللغة العربية.

ودعا الى ضرورة أن تكون هناك سياسة لتعزيز اللغة العربية على الصعيد القومي وتفعيل القوانين والفعاليات الداعمة للغة.