«جنة بورغاس» هدية «رمسيس» للصيف المقبل... (1من 3)

كابليشكوفو... «هنا الكويت»

1 يناير 1970 05:10 م
كابليشكوفو... قصيدة كونية مدونة من الماء والهواء والتراب، كتبت على صفحات أساطير الوجود، تحمل بين دفتيها صور التاريخ وأحداثه التي احتفظت بها من خلال تسجيل روحي أضيء بمصباح فكري في مجرى الحياة والعدم.

كابليشكوفو... جسر التواصل بين الحضارات المتمايزة واللغات المتعددة والثقافات المختلفة منذ المجتمعات في بداية تشكلاتها الأولى وحتى هذه اللحظة، فخلق التزاوج الحضاري فيها بين الألسن والألوان من خلال منطق الأخذ والعطاء، الاقتباس والإبداع، الاستيعاب والإنتاج،تصورات مختلفة ورؤى لعالم توحد فيه المقيمون فيه والقادمون إليه.

كابليشكوفو... قادمة من أزمان سحيقة في القدم مثلها مثل أمها بورغاس وجدتها بلغاريا لكنها بثوب عرس اليوم فهي دائما منسوجة من ألق تحت قدميها سندس الغيم منصهر في بوتقة أحلامه الزمرّديّة تنهل من النبع المتدفق من أعماق روحها، التي تسكنها الحكايات من كل مكان وزمان، ألحان منبثقة من أرواح تعيش بخلودها كل الأزمان.

كابليشكوفو...منتزه الإنسانية العابق بألحان الشمس والمطر التي تنبت أرضها فاكهة كل الخلائق وعلى صفحات بحرها يعبق رذاذ إلهامه على شفاه الطيور التي أعشاشها في سقوف الغيوم عقد لازوردي تتدفق الأنوار من ثناياها عنان السماء، كالأمواج المتلاطمة على شطآن السحاب لترتسم ملامحها في الآفاق شعاعا من عين الشمس في ساعة تألقها تروي ظمأ الفيافي وكأنها تقول عن نفسها كما قال الشاعر: أنا من رسم حدود الأرض والسموات...وسكب الزيت في قناديل الشموس...وأنا من جعل اليوم صباحا ومساء...وزيّن السماء بأيقونة قوس قزح...وأنا من أنبت السنابل في المروج ...ولقّح الشذى في عروق الأزهار والورود

كابليشكوفو... يضْرِبُ مَوْجُ البحر زهورها، فتَحْمِلُ شذاها الرِّيَاح عطورا وأنغاما من موسيقا الفرح التي تعزف على جبالها، فتسمعها مرة رَنِين مَعْدَنٍ في الصَّمْت ومَرَّات هَمْس عَصَافِيرِها المتعددة الألوان حِينَمَا يَلْمَسُهَا بِالَّلهَبِ العبقري جِنِيُّ القَمَر الذي يغلق بابها في آخِرِ اللَّيْلِ مكان الحلم الذي يراه الشعراء، خَيْط فضي مِنْ بَرِيقٍ بدرها يربط بَيْنَ الصَّدَى والصَّوْتِ بَيْنَ الأشجار المثمرة و الثمار النَّاضِجِة، بين همسات البشر ومواويل الشعر، بين عذوبة النسيم وعبق الندى، في سيمفونية تعزف ألحانها وكأنها تحتفي بهندسة الكون لاسيما عندما يودع القمر الدنيا خلف الجبال فتبثّ الرياحُ لواعجَها للبحارِ تهزّ غصونَ الغيومِ لينهمرَ الغيثُ.

كابليشكوفو... طعم السكر المخبوء في كل عناقيد العنب، و موكب الخضرة الممتد إلى ما لا نهاية، ونورس الشعر الذي يرتدي ثوبا منسوجا من البلور يتلألأ كهالة من نور تنشر البهجة فوق الصخور، أغنية تعشقها الرياح في سفوح الجبال.

كابليشكوفو...سحرها هز شرايين المدى فطاف بالكون على أجنحة الفجر صدى يحمل الشجن عطراً وندى في توهج الأحلام التي تضيء كالفسفور فتراه العيون مثل الماس الذي يعانق الأفق على شاطئها كمرايا الصمت في الفيافي والوديان والجبال

وسحر كابليشكوفو لم يأثر قلوب القادمين إليها من ألمانيا وروسيا وإنكلترا وأوكرانيا والسويد والنمسا وغيرهم من دول الشرق والغرب لقضاء أوقات مفعمة بالصحة والعافية لكونها واحدة من أنقى الأماكن في العالم، بل فتن العديد من أبناء الأسر الكويتية الذين قرروا شراء بيوت تكون بمثابة منازلهم الصيفية، لدرجة أنها باتت معروفة لكل أبناء المنطقة التي تمتد بحدود بلغاريا على البحر الأسود بـ «كويت بلغاريا».

ويشير رئيس مجلس إدارة شركة رمسيس للسياحة والسفر خلف الفيلكاوي إلى أن أبناء الكويت في كابليشكوفو سموا المناطق بأسماء أشهر من يقطنها من أبناء عائلات الصباح والغانم والفهد والعبدالرزاق والفيلكاوي والزاير والمطوع والجاسم والرفاعي والبصارة والكندري والعيدان ومال الله والشرقاوي والتناك وغيرها.

وعبقرية المكان في كابليشكوفو، هو وراء الاختيار لأنها ملتقى طرق، لتوسطها كل مدن منطقة بورغاس الجوهرةٍ التي تحبس الأنفاس، وتسلب الألباب، وتملأ أعين الناظرين سحراً وجمالاً، من روعة الطبيعة، فهي تعد واحدة من أجمل الربوع المتناقضة في أوروبا تختزل بين طيّاتها روعة الجبال وجمال البحار وسحر الصحراء وتعدد التضاريس وتنوع الثقافات.

وبورغاس أيقونة البحر الأسود، تلمع سفوح جبالها على وقع أمواج البحر التي تعانقه على طول شواطئ التي تعتبر واحة منشودة لكل من يرغب بأن يمتع نظره بمشاهدة الطبيعة، أو من يبحث عن الإثارة والتشويق من خلال ممارسة الرياضات المائية.

و تتنوع شواطئ بورغاس الساحرة ما بين صخرية ورملية، في ظل وجود العديد من الجلاميد الصخرية العملاقة، وعدة جزر كبيرة وصغيرة، تجسد تحفة فنيةً للطبيعة البحرية الخلابة متجسدةً بأروع صورها، الأمر الذي يجعلها مقصداً يلبي جميع أذواق المصطافين الباحثين عن سحر الطبيعة، أو المتعة والمرح، أو الراحة والاسترخاء.

ومن أجل هذا كان اختيار شركة رمسيس للسياحة والسفر برئاسة خلف الفيلكاوي ومديرها العام أحمد مصطفى أبوشنب ومدير السياحة في أوروبا الشرقية باسل عبدالكريم لمنطقة بورغاس التي تبلغ مساحتها 7.748 كيلومتر مربع ومدنها سليفن و يامبل لتكون من ضمن برامجها للصيف المقبل 2016.

وتبعد بورغاس نحو 133 كم عن مدينة فارنا الساحلية كما تبعد نحو 340 كم عن العاصمة صوفيا وتنتشر الجبال على أراضيها من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، منحدرةً نحو السواحل لتبدع لوحةً رائعةً من الشواطئ الصخرية الحادة والنائية على ضفاف البحر.

وتضجُّ بورغاس بالحياة، أسواقها وطرقاتها وسهولها والناس... كلها تحاكي البرق والعينة ورائحة التراب وسنا الحقول والحصاد.