أرجوحة

لله درّك يا حمد الدعيج

1 يناير 1970 02:07 م
قبل أيام قلائل كنت أطالع إحدى الصحف الإلكترونية وإذا بي أجد في مستهل عناوينها «حمد الدعيج والعمل الخيري»، فتوقفت طويلاً عند الخبر، لا لعدم معرفتي بالأعمال الخيرية العظيمة التي دأب حمد الدعيج على تقديمها، فكثيراً ما سطرت كتاباتي صفحات عظيمة من مسيرة هذا الرجل الذي يعد رمزاً من رموز الكويت، وعلامة مميزة من علامات الخارجية الكويتية في المملكة الأردنية الشقيقة.. وإنما في الحقيقة ما أستوقفني هو كيف أننا ننشغل بحياتنا وأمورنا الكثيرة ونضيع أحياناً في متاهات الطريق، ويبقى حمد الدعيج دائماً وأبداً ثابت الخُطى يمشي مهرولاً ومسرعاً في طرقات الخير في مختلف المجالات.

لله درك ياحمد فقد أتعبت من سيأتي بعدك سفيراً في الأردن الغالية، فلقد ألفتك الطرقات وتنادت باسمك أروقة الجامعات وعرف فضلك ودورك طلاب العلم من كل حدبٍ وصوب، وأدرتك الجالية الكويتية بالأردن فعالية العمل الدبلوماسي وأثره في توفير الأمن والاستقرار لكل كويتي يعيش على أرض المملكة الهاشمية الحبيبة.

فعاماً بعد عام يسير حمد الدعيج حثيث الخُطى مقتفياً أثر صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه في إغاثة إخواننا من الشعب السوري الشقيق ومحاولة تضميد جراحاتهم وتخفيف معاناتهم، وها هو من جديد لم ولا ينسى دوره الإنساني تجاه اللاجئين السوريين في الأردن، لذا تراهم يعرفونه قلباً وقالباً، وتلهج ألسنتهم بالدعوات للشعب الكويتي وأميرهم وأهل الخير منه، وكأنهم يفتحون لنا باباً موصولاً إلى السماء بدعواتهم العظيمة التي تحفظ الكويت وأميرها وشعبها من كل سوء، وتجعل العمل الخيري والإنساني سبباً في دوام الخير على كويتنا الغالية، ولعل أمطار وغيث الخير هذه العام فيضاً من الحنان المنان بفضل دعوةٍ من دعوات إخواننا السوريين فك الله كربهم وفرج همهم وأعادهم إلى أرضهم وديارهم سالمين غانمين.

لقد انتهيت من قراءة الخبر الصحافي عن «حمد الخير» مقرراً أن أذكره لطلابي في الجامعة كمثال على رجالات الكويت المجتهدين، وكقدوة يجب أن يحتذي بها شبابنا الكويتي في مختلف المجالات، وهو ما يجب أن تقوم به وسائل الإعلام الكويتية من خلال تركيز الضوء على النماذج الكويتية المشرفة لتكون نموذجاً وقدوة للأجيال الصاعدة، فالكويت لم ولن تنضب من أبنائها المخلصين والمكافحين والمجتهدين في كل سبل، فالتركيز وتقديم النماذج الإيجابية من أهم الأدوار التي يجب أن يقدمها الإعلام في المجتمع، بحثاً عن التقدم والتنمية والتطوير.

أما عن قولتي في حمد فلن تكفيها عشرات السطور والصفحات، لأن لديه الكثير من العلامات المشرفة في مختلف المجالات ما بين التخطيط والعمل الجامعي والثقافي والإغاثة ووصولاً إلى دوره الديبلوماسي الرائد بالمملكة الأردنية، لكنني سأحاول أن أضع خطاً واضحاً لطلابي لعلهم يقتفون أثره ويعرفون كيف سار على الدرب وكيف وصل، فأنت حقاً يا حمد مثال حي لمعنى من المعاني الخالدة «ولكل مجتهدٍ نصيب»، وأنت نصيبك في قلوب المحبين رصيد من الدعوات الصادقة التي تأمل لك الخير وتدعو الله أن تستمر خطواتك الطيبة في كل دروب الخير، كعلامة مشرقة للعربي الأصيل، وكرمز من رموز الكويت الخفاقة في سماء الأردن الشقيقة.

***

أرجوحة أخيرة:

يسألني البعض عن تضارب تصريحات المسؤولين في الفترة الأخيرة، وأقول لهم إن رياح التغيير بدأت في التلاعب بالسفن المتهالكة التي لا تستطيع الوصول بالوطن إلى بر الأمان.

وأخيراً:

لا يسعني إلا أن أبارك لأخي وصديقي وزميلي أستاذ التاريخ الدكتور عبدالله الهاجري لحصوله على جائزة الدولة التشجيعية لهذا العام عن عمله (دراسة نقدية في منهجية ومضمون النص التاريخي لأول كتاب تاريخي عن كويتنا الحبيبة لمؤلفة العلامة عبدالعزيز الرشيد) تستأهل يا أبا محمد فنجاحاتك وإنجازاتك وتقدمك العلمي والأخلاقي والأدبي مدرسة يحتذى بها، وفقك الله.

[email protected]