90 يوماً في المُحيط... والبحارة جاعوا فأكلوا بعضهم

«In The Heart of The Sea»... ميلودراما الفوز بـ«زيت الحيتان»

1 يناير 1970 02:02 ص
فيلم قاس، مؤثر، مرعب، مقزز.

إنه فيلم «In The Heart of The Sea»، الذي استقبلته الصالات اللبنانية كعادتها قبل الصالات الأميركية بيوم واحد. فيلم قوي أسهم في إنجازه مئات الخبراء في المؤثرات الخاصة والمشهدية، صنعوا شريطاً حقيقياً ومشوّقاً لمخرج كبير هو رون هاوارد، تدور 99 بالمئة من أحداثه في مياه المحيط، حيث حفنة من البشر يمضون 90 يوماً بين السماء والماء، مرة تتقاذف سفنهم الرياح وأخرى تهددها الحيتان أو يدمرها حوت عملاق، بدا كأنه قال: برافو للبحار صاحب الخبرة أوين تشايس (كريس هامسوارث)، حين مر هادئاً قرب المركب الصغير بعد تدمير السفينة الكبيرة، وكان تشايس يحمل سهماً حديدياً أصاب بمثله الحوت مرتين وآذاه، لكن الحوت عبر قريباً جداً من البحارة ولم يصطدم بهم، ولم يرد تشايس على الأصوات من حوله لكي يصيب هذا العملاق في مقتل.

تشايس كان مساعداً للقبطان جورج بولارد (بنجامان والكر) الذي بدا ضعيفاً وغبياً ومتواضع الخبرة في شؤون البحر ومشاكله، لذا سادت حالة من عدم الثقة بين الطرفين طوال الرحلة البالغة الخطورة والصعوبة، خصوصاً في ما يتعلق بالقرارات المصيرية المتخذة بعدما تاه الرجال في أي اتجاه يسلكون.

على مدى 121 دقيقة لا تهدأ الحركة أبداً في الشريط، والتصوير يتم من سطح الماء إلى السفينة الرئيسية، بدءاً من قبول رجل عجوز كان شاباً صغيراً حين شارك في الرحلة، ووافق على رواية ما حصل بتجرد هو نيكرسن (برندان غليسون)، إلى وقت عودة عدد قليل من البحارة الأحياء إلى ذويهم في ختام الرحلة المدمرة من دون (زيت الحيتان)، الذي ذهبوا من أجله لزوم الإضاءة المميزة في البيوت، خلال تلك الفترة من القرن الثامن عشر. وقدّم المخرج هاوارد مشهداً لكيفية تقطيع حوت أصابه تشايس بداية الفيلم، وحمله البحارة إلى السفينة وبوشرت عملية تفريغ جوفه، عندما أدخل الأضعف حجماً (الراوي الذي كان شاباً صغيراً يومها نيكرسن) إلى رأس الحوت ثم بطنه، لكي يملأ سطلاً بالزيت من الداخل، في ما هو لا يطيق الرائحة المنبعثة من أحشاء الحوت.

الفيلم صُوِّر في لندن، وشارك فيه 23 مساعد مخرج لـ هاوارد، بينما لم يلحظ أي مرجع ميزانية التصوير الذي أداره أنطوني دود مانتل بحرفية بالغة.