وقل رب زدني علماً / ارتق بنفسك...!
| ناصر الغيث |
1 يناير 1970
06:03 م
من المؤكد أن كل إنسان يحب لنفسه الخير والسعادة في الدنيا والآخرة، ويحب كذلك أن يكون محبوباً من الناس لأنه على اتصال بهم دوما فلا يريد أن يكدر صفو حياته معهم بالمشاكل والتناحر وغيرها من منغصات الحياة، يريد أن يذهب إلى سريره للنوم خالي الذهن من جرحني فلان بكلمة فسوف أجرحه بكلمات أكبر منها، فعل لي فلان فعلا فسوف أنتقم منه في أقرب فرصة، هواجس تدور في ذهنه لا تنتهي ان لم تتكاثر، أرفق بنفسك أيها المسكين، فهو مقدر لك أن تكون هذه الاحداث من قبل خالقك، ألا تعلم بأنك في اختبار؟ فكيف يكون الاختبار اذا لم تواجه المشاكل والهموم والمصاعب؟ لسنا في الجنة يا أخي، نحن هنا في دارابتلاء (ليبلوكم أيكم احسن عملا) الملك آية 2، نعم هذا هو الهدف الحقيقي من خلق الإنسان.. الامتحان ليس إلا، وإلا كيف يقيم الله سبحانه وتعالى أداءك في الآخرة ؟ وعلى أي أساس، هذا تمحيص لك ولغيرك، والنتيجة عنده سبحانه وتعالى معروفة قبل الخلق، ولكن لتكون أعمالنا حجة علينا يوم القيامة، وهو الحكم العدل، أعطاك فرصة في الحياة الدنيا ووهب لك المال والولد والدين، حتى الدين هبة من الله سبحانه وتعالى انظر حولك، واشكر ربك، تعرف ما أعني.
أخي: لاتتعامل مع المشاكل بعصبية زائدة، اعطها قدرها من الأهمية فقط ترح نفسك، وانظر إلى آخر المطاف وهو الموت، وقل لنفسك هذا آخر المطاف في الحياة الدنيا، فما قبله يعتبر هينا مهما صعبا، فما دمت حيا فكل مشكلة لها حل ولوبعد حين، واسع إلى حلها، وسوف يعينك الله سبحانه وتعالى عليها إن كنت صادقا معه، كن مع الله يكن معك، خذ هذا المبدأ ولن تخيب بإذن الله سبحانه وتعالى، وهناك بعض النصائح لعل فيها الفائدة المرجوة، إذا أردت أن تقضي أوقات فراغك فاختر الاشخاص المناسبين كأن يكونوا من أصحاب الصلاح لكي تستفيد من المناقشات الدائرة بينكم، وتفيد بنفس الوقت حتى لايذهب الوقت هباء منثورا وتخرج منه بفائدة، ولا تجلس في مجلس فيه نميمة أواغتياب للناس، لكي لا تتحمل الأوزار يوم القيامة، وحاول مواجهة مشاكلك وجهاً لوجه، فلا تأخذ أنصاف الحلول، بل اجزم وتوكل على الله سبحانه وتعالى فلن يخيب رجاءك إن كنت على الحق، كن صادقا مع نفسك خصوصا في المسائل الشرعية، واتخذ من كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه نبراساً وقائداً فلن تخيب أبدا، كن طبيعيا في كل الأحوال ولا تتلون حسب الظروف والأحداث فتدخل النفاق الى حياتك، تعلم من أخطائك السابقة لكي لاتقع في المشاكل مستقبلا، اصنع سعادتك بنفسك فإذا كنت تنتظر شخصا آخر ليجعلك سعيدا فأنت تفوت على نفسك الكثير، وابتسم لأنك قادر على الابتسام، كن سعيدا لما أنت عليه الآن، حاول أن تجدد أصدقاءك لتستفيد وتفيد واحرص على مصاحبة أهل التقوى والصلاح، واجعل لك نموذجا من الناس لتقتدي به، ونصيحتي لك أقولها بصراحة،هل في البشر قاطبة، أفضل من رسولنا وقدوتنا وسيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - ولايهمك كلام الغرب أو الشرق عن قدوات لهم، فإن ما عندنا ليس عندهم، واربط أعمالك في الدنيا بثواب الآخرة، فكل ما تقوم به من خير في الدنيا له في الجنة صدى وأكثر من قراءة القرآن الكريم مع تدبر معانيه، ولا تنسى أدعية الصباح والمساء، وأكثر من الذكر فإن الله مع الذاكرين.