قبل الجراحة
أبو عماد
| بقلم الدكتور وليد التنيب |
1 يناير 1970
06:23 م
عُرِف عن عماد حبه للعمل ومساعدة الجميع.
عماد استطاع الحصول على مؤهل علمي عال.
سخّر علمه وخبرته للمؤسسة الحكومية التي يعمل فيها.
المكان الذي يوجد فيه عماد لا توجد فيه مشاكل إلا ما ندر.
ولكن الغريب أن الجميع يترقى والجميع يحصل على علاوات، والغالبية لا تستحق هذه الترقيات وهذه العلاوات... إلا عماد، فهو لا يحصل على شيء سوى المديح والثناء من رؤسائه.
لم يحتمل عماد هذا الموضوع.
قرر أن يسأل عن الأسباب.
جاءه الرد...
«لا توجد أسباب ولكنه سبب واحد فقط... أن أباك من المعارضة».
دُهش عماد ورد قائلاً:«إن الذي أعرفه وتعرفه الغالبية، أن المعارضين مناقصاتهم مستثناة ويتم تسهيل حصولهم عليها حتى إن كانوا لا يستحقونها ولا تنطبق عليهم الشروط... وأن أبناءهم وأقرباءهم يعيّنون في أفضل المناصب، حتى وإن كانوا لا يستحقون التعيين ولا يستحقون المنصب... وأن طلباتهم أوامر».
قيل له بكل بساطة «إن أباك كان من القلة القليلة التي مرت على البلد، وكان معارضاً ولم يكن مدسوساً أو مزروعاً»!
استقال عماد من العمل الحكومي، واتجه إلى القطاع الخاص.
أبدع في القطاع الخاص داخل وخارج البلد، وأصبح هو المدير التنفيذي للعديد من المؤسسات ذات الثقل الاقتصادي المؤثر في البلد...
والأغرب أن من يملك هذه المؤسسات الخاصة هو نفسه من رفض ترقية عماد في القطاع الحكومي، وهو من أخبر عماد عن سبب عدم ترقيته.
انظر حولك وتمعّن...
لن تجد صعوبة في معرفة صدق قصة عماد وأنها تتكرر باستمرار.