أكد أن التحالف سيهزم «داعش» لأنه يفتقد للحاضنة الشعبية
الناطق باسم الحكومة البريطانية إدوين صاموئيل لـ «الراي»: تفجير مسجد الصادق استهدف تسامح المجتمع الكويتي
| إعداد ربيع كلاس |
1 يناير 1970
02:45 ص
• المجتمع الكويتي فريد من نوعه بانفتاحه وشفافيته والجيل الجديد من الكويتيين قدوة للشباب في المنطقة
أعلن الناطق باسم الحكومة البريطانية لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إدوين صاموئيل أن «المجتمع الكويتي فريد من نوعه في المنطقة بما يتميز به من تسامح وانفتاح وشفافية»، موضحاً «أن الجيل الجديد من الكويتيين قدوة للشباب في المنطقة».
وأشار إدوين، خلال استقباله ضيفاً على برنامج «لقاء الراي» الذي يقدمه الزميل محمد السداني في تلفزيون «الراي»، إلى أن «تفجير مسجد الإمام الصادق أزعج بريطانيا ولم تكن تتوقع أن يضرب الإرهابيين هدفاً كهذا في شهر رمضان الكريم»، مؤكداً ان «دول التحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ستنتصر في النهاية على التنظيم، ليس بالقوة العسكرية فحسب، بل لأن التنظيم المتطرف لا يمتلك حاضنة شعبية».
إدوين الذي يزور الكويت كما قال «للقاء الشباب الكويتي والتواصل معه»، تحدث عن موضوعات أخرى في اللقاء التالي:
• الإرهاب الكلمة التي تتردد في أنحاء العالم...ذلك الذي لم يعد منتشراً في المنطقة العربية بل اقتحم اوروبا والغرب...من أنشأه ورعى منظماته؟
- الإرهاب ليس جديداً في المشهد السياسي والامني في أوروبا والعالم، ويسألني الكثيرون إن كان الغرب يقف وراء إنشاء تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) وأرى هذا التساؤل مبالغا فيه كثيراً، لأن الإرهاب ضد مصالحنا وأمننا القومي وقيمنا، خصوصا في بريطانيا، وفي الحقيقة فإن إنهاء نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين قبل أكثر من 10 سنوات خلق فراغاً استغلته التنظيمات الارهابية لنشر العنف والكراهية عبر سورية والعراق والبلدان الأخرى، لكن لا نستطيع القول إن أوروبا أو أي بلد غربي مسؤول عن إنشاء الإرهاب أو«داعش».
• أليست الدول الغربية بتحالفها الكبير ضد «داعش» قادرة على إنهاء ذلك التنظيم العشوائي وهي التي أسقطت من قبل تنظيمات أكبر منه ودولاً كذلك، أم أن هناك حسابات تؤخّر إسقاطه؟
- من الصعب على الدول بجيوشها النظامية التقليدية أن تتعامل مع «داعش» الذي يستخدم طرقاً مختلفة وعشوائية في الحرب، لكننا اليوم بدأنا نستخدم طرقاً متنوعة في قتال التنظيم ووضعنا استراتيجيات جديدة، وفي نهاية المطاف سننتصر على «داعش»، ليس بسبب قوتنا العسكرية فقط، بل لأن التنظيم مرفوض من الحاضنة الشعبية لأن نهجه مسموم.
• هل تتخوف بريطانيا من هجوم إرهابي حتى عزّزت أمن حدودها؟
- الإرهاب يضرب في كل مكان، وشاهدنا قبل أسبوعين كيف شن «داعش» اعتداءات في باريس، لكننا في بريطانيا لا نتعرض لهجمات إرهابية للمرة الأولى، فقد تعاملنا مع حوادث كهذه منذ حقبة الجيش الجمهوري الإيرلندي، ثم تعاملنا مع تهديدات تنظيم «القاعدة» واليوم يأتي «داعش» الذي يعمل لتحقيق هدف يتمثّل في زرع الرعب في قلوب الناس، لكننا في بريطانيا منذ الحرب العالمية الثانية امتلكنا الجلد والصبر والمثابرة ونحن لا نخاف، لكن نقوم بترتيبات أمنيّة معينة في مجال الدفاع الذاتي ولضمان الأمن الداخلي، وتم سن قوانين جديدة لمكافحة التطرّف في بريطانيا.
• هل سيمنح مجلس العموم الموافقة لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لمد الغارات في العراق الى سورية واستهداف «داعش» هناك؟
- كاميرون قدم لمجلس العموم الأسبوع الماضي استراتيجية كاملة لمحاربة «داعش» والإرهاب، وأحد اقتراحات تلك الاستراتيجية يتضمن المسار العسكري وأن الوقت حان لتلعب بريطانيا دورها في محاربة التنظيم في سورية، وكاميرون مقتنع بضرورة المشاركة، لكن في بريطانيا هنالك تقاليد ديموقراطية، وسننتظر إن كان هذا الاقتراح سينال القبول أم لا.
• ما الأهداف المرجوة من زيارتكم الكويت؟
- هذه ليست زيارتي الأولى إلى الكويت، ولقد عشت 3 سنوات في الرياض، وكنت أزور الكويت دورياً، وأتذكر الجو الجميل والشاليهات والأصدقاء الذين قضيت معهم أوقاتاً مميزة فالمجتمع الكويتي مجتمع فريد من نوعه قياساً بالمجتمعات الأخرى في المنطقة، وهناك تقدم في الجدل والشفافية وهناك محاسبة ورقابة، والغاية من زيارتي هذه هي الجيل الكويتي الجديد، فأنا أريد أن أتفهّمه، فهو يمثّل قدوة للشباب في المنطقة خاصة في مجال العلاقات العامة والإعلام والدعاية، ونريد تعزيز العلاقة بين المملكة المتحدة ودولة الكويت، ليس على المستوى الحكومي فقط، بل نحتاج الى التواصل مع الشعب الكويتي وخاصة الجيل الجديد.
• كيف تلقّيتم نبأ تفجير مسجد الإمام الصادق في الكويت والصدمة التي أحدثها بعد امتداد يد الإرهاب الى الكويت؟
- هذا النوع من الأحداث شرس و«مقرف» والشعب والحكومة البريطانيان تعاطفا بشدة لأن المجتمع الكويتي مجتمع اندماج وتسامح وانفتاح، وتفجير مسجد في رمضان الكريم استهدف تسامح المجتمع الكويتي وقيمه، كان شيئا غير معقول ومزعجا لبريطانيا.
• هل تجد أن الكويت دخلت مرحلة متطورة من العلاقات مع بريطانيا في ظل الزيارات المتبادلة وآخرها زيارة رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم ووضعه اللمسات الاخيرة على عدد من الاتفاقيات ومنها الاتفاقية الأمنية؟
- هذه الاتفاقية رمزية الى حد ما فهي تشير الى التقارب بين الدولتين وهذا النوع من التعاون والاتفاقيات حصل في الماضي بين الكويت وبريطانيا والعلاقة بين البلدين قوية وفعّالة لكن علينا أن نظهر للشعبين أثر هذه الاتفاقيات في المستقبل وتطور العلاقات بشكل يخدم البلدين.
• نرحّب بك في الكويت ونشكرك على المقابلة على أمل لقاء آخر مستقبلاً...لديك كلمة أخيرة؟
- عشت....شكراً لكم وإن شاء الله نلتقي في مقبل الأيام.