مدير مخيم الزعتري بالأردن: الكويت أبرز الداعمين لأوضاع اللاجئين السوريين
(كونا)
1 يناير 1970
03:19 م
قال مدير مخيم الزعتري للاجئين السوريين بالأردن العقيد عبدالرحمن العموش إن الكويت أحد أهم وأبرز الداعمين للأوضاع الإنسانية للاجئين السوريين في المخيم والمنطقة.
جاء ذلك في تصريح أدلى به العموش لوكالة الأنباء الكويتية «كونا» ومجموعة من ممثلي وسائل الإعلام الكويتية الزائرين الى الأردن مساء الاثنين بدعوة من منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» للاطلاع على مشاريع مولتها الكويت في مخيم الزعتري المتاخم للحدود الأردنية السورية.
وأضاف أن المخيم الواقع ضمن مساحة تبلغ 15 كيلومترا مربعا ويعيش فيه نحو 80 ألف لاجئ سوري أنشئ بطريقة بدائية عام 2012 قبل أن يتم تحديثه ووضع أكثر من 26 ألف وحدة سكنية متنقلة «كرفان» بالتنسيق مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وشركائها من الدول المانحة وفي مقدمتها الكويت.
وذكر أن الكويت إضافة إلى دورها الرائد في دعم البنى التحتية والمشاريع الأساسية داخل المخيم عززت برنامج الأغذية العالمي بمبلغ 18 مليون دولار لتطوير نظام توزيع الأغذية داخل المخيم من وجبات جاهزة كانت تسلم للأفراد إلى صناديق غذائية أساسية وبطاقات شرائية توزع على الأهالي لمنحها حرية أكبر في الخيارات.
وعن الدور الكويتي في قطاع الصحة أشار الى أن المخيم يضم عشرة مراكز صحية أحدها مركز صحي للأمومة والطفولة مولته الكويت بالكامل وافتتح رسميا في شهر سبتمبر الماضي بالتعاون مع منظمة «يونيسف» كما أن العمل جار لإنشاء مركز طبي كويتي آخر مطلع العام المقبل.
وأوضح أن أهمية مراكز الأمومة والطفولة الطبية تأتي نظرا لمعدل الإنجاب المرتفع «نسبيا» في المخيم والذي يتراوح بين خمسة وثمانية أطفال يولدون يوميا، لافتا الى أن المخيم منذ إنشائه شهد ولادة 49 ألف طفل سوري.
وعلى صعيد قطاع التعليم قال العموش إن التعليم داخل المخيم إلزامي ومجاني بمراحله المختلفة، مشيرا إلى أن المخيم يضم 22 مدرسة منها مدرستان كويتيتان تم افتتاحهما في سبتمبر الماضي ضمن قرية الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بطاقة استيعابية تفوق 2400 طالب وطالبة.
وذكر أن عدد الطلاب والطالبات الذين يرتادون المدارس في المخيم يصل الى 22 ألفا وهو معدل مرتفع باعتبار أن نحو 55 في المئة من إجمالي سكان المخيم أعمارهم دون 18 عاما، مبينا أن المناهج الدراسية الموضوعة هي ذات مناهج وزارة التربية الأردنية في حين يبلغ عدد طاقم هيئة التدريس 600 معلم ومعلمة من الأردنيين فضلا عن معاونيهم من اللاجئين.
وإضافة الى ذلك ذكر أن للكويت دور في دعم قطاع المياه والصرف الصحي داخل المخيم عبر تمويل ودعم إنشاء بئر ارتوازية تخدم نسبة كبيرة من أهالي المخيم بالتعاون مع منظمة «يونيسف».
وبالنسبة الى فرص عمل اللاجئين داخل المخيم قال العموش إن العمل بصورة عامة في الأردن ممنوع إلا بعد الحصول على إذن بالعمل من السلطات الأردنية، لكن توجد نسبة مرتفعة من اللاجئين يعملون مع المنظمات الناشطة داخل المخيم وعددها 47 منظمة متخصصة عالمية.
وفيما يتعلق بالجانب الأمني داخل المخيم أفاد بأن الأردن يرتبط بحدود برية مع سورية تصل الى 350 كيلومترا ما دفعه الى تأسيس مديرية شؤون اللاجئين لضبط عملية استقبال اللاجئين منذ بداية الأزمة السورية عام 2011 وتسجيلهم لدى السلطات الأردنية والمفوضية السامية ومنحهم بطاقات ووثائق رسمية.
وأوضح أن هذا الإجراء النظامي ساهم كثيرا في استتباب الأمن داخل المخيم ومنح كل شخص هوية تمكن السلطات من التعامل معه وفق القانون الأردني، لافتا الى أن توفير هذه البيئة الآمنة ساهم كثيرا بجلب المساعدات من قبل الدول والمنظمات المانحة وضمان سير العمل الإنساني داخل المخيم.
من جانبه قال المسؤول في قسم المياه والصرف الصحي في «يونيسف» المهندس أحمد الطراونة إن الكويت مولت جزءا من مشاريع المياه والصرف الصحي داخل المخيم الذي يحتاج الى 3500 متر مكعب من مياه الشرب يوميا لتوزيعها على السكان بمعدل 35 لترا من المياه لكل شخص.
وأضاف الطراونة أن مشروع «البئر الثانية» ممول من الكويت من أصل ثلاث آبار وتتفاوت مراحل عمل البئر ذات عمق 400 متر بين تخزين المياه ونقلها عبر صهاريج وتنقية المياه العادمة.
وذكر أن «يونيسف» تعمل حاليا مع شركائها لتخصيص جزء من التمويل الكويتي المقدم لإنشاء شبكة مياه وصرف صحي، معربا عن الشكر والتقدير لجهود الكويت في دعم مشاريع المنظمة وتوفير احتياجات اللاجئين الأساسية.
من جهتها قالت مديرة مدرسة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح 2 سكينة الشديفات إن المدرسة الكويتية ساهمت في حل معضلة رئيسية لكثير من الطلاب والطالبات تمثلت في بعد المسافة بين مساكنهم والمدارس التي كانوا يرتادونها حيث تخدم المدرسة التي افتتحت في سبتمبر الماضي المنطقة المحيطة فيها والتي تضم أكثر من 1200 طالب وطالبة.
وأضافت أن المدرسة الكويتية تضم 12 فصلا بمعدل استيعابي يبلغ 40 طالبا وطالبة لكل فصل، إضافة الى المكاتب الإدارية ومرافق أخرى، لافتة الى أن المدرسة تعتبر من المدارس النموذجية، لكن مع اكتظاظها بالطلبة والمعلمين ظهرت بعض الاحتياجات التي ينبغي سدها لضمان سير العملية التعليمية بكفاءة أبرزها مكاتب وفصول إضافية.
من جهته قال المسؤول الميداني لمركز «مكاني» التربوي التابع لمنظمة «يونيسف» سامي بني خالد إن المنظمة خصصت جزءا من تمويل الكويت لدعم مراكز «مكاني» في مخيم الزعتري البالغ عددها 21 مركزا.
وأضاف أن البرنامج التربوي لمركز «مكاني» شامل ويوفر التعليم البديل «غير الرسمي» والدعم النفسي والاجتماعي والمهارات الحياتية عبر الرياضة والتعليم في المخيم بهدف دعم الأطفال السوريين المستضعفين ممن هم خارج مقاعد الدراسة لظروف الحرب وتتراوح أعمارهم بين ست و18 عاما من خلال نهج مبتكر.
وذكر أن المركز يوفر كذلك دورات تدريبية وتطبيقية للأطفال الراغبين في العمل ممن يرفضون هم أو أولياؤهم الالتحاق بالمدارس مثل دورات الحلاقة والكهرباء وصيانة الهواتف والخياطة، موضحا أن هذه الدورات ومدتها شهرين ونصف الشهر تقريبا مخصصة للأعمار بين 15 و18 عاما.