«الإيدز» يلقي رحله في الشرق الأوسط .. و30% من الإصابات في إيران تليها السودان
1 يناير 1970
03:05 م
تتفق منظمات الأمم المتحدة المعنية بمكافحة انتشار فيروس نقص المناعة المكتسب (ايدز) والمنظمات غير الحكومية ذات الصلة على أن منطقة الشرق الاوسط من أقل المناطق التي ينتشر فيها هذا المرض لكنها تحذر في الوقت نفسه من زيادة معدلات الإصابة.
فوفقا لبيانات برنامج الامم المتحدة لمساعدة مرضى (ايدز) فإن عدد المصابين في الشرق الاوسط قد بلغ في المتوسط حتى نهاية عام 2014 نحو 326 ألف نسمة بمن فيهم ايضا 16 الف طفل تقل اعمارهم عن ال14 عاما يولدون لأبوين يحملان الفيروس.
ويشمل هذا العدد 42 ألف حالة اصابة جديدة في عام 2014 وحده مع ظهور15 الف حالة وفاة بسبب الاصابة بالمرض ذاته.
ووفقا لاحصائيات الامم المتحدة فان عدد المرضى المصابين بالفيروس في العالم يقدر بحوالي 37 مليون نسمة حتى نهاية عام 2014 قرابة 16 مليونا منهم يتلقون علاجا للتخفيف من وطأته.
وقال الناطق الاعلامي باسم منظمة (الصندوق العالمي لمكافحة انتشار الايدز والسل والملاريا) ايفو فيليلابيتا في مقابلة مع وكالة الانباء الكويتية «ان 30 في المئة من هذه الاصابات تتركز في ايران تليها السودان بنسبة تصل الى نحو 21 في المئة».
وأشار إلى أن 88 في المئة من الوفيات بسبب الإصابة بالمرض في المنطقة «مسجلة في الجزائر وايران والمغرب والصومال والسودان على التوالي».
واضاف «ان الزيادات الحادة في الوفيات المرتبطة بالإيدز تتعلق في جزء منها بمستويات منخفضة جدا من الحصول على العلاج الذي يوقف تدهور الحالة الصحية للمريض ما يعجل بوفاته».
وذكر فيليلابيتا «ان 13 دولة في منطقة الشرق الأوسط تستفيد من استثمارات الصندوق العالمي وتنفيذ برامج مكافحة فيروس نقص المناعة المكتسب (ايدز) لاسيما وان الصندوق يهدف الى بناء أنظمة مستدامة مخصصة للفئات الضعيفة من السكان الذين لا يستطيعون الوصول الى العلاج لاسباب مالية واجتماعية في آن واحد في اغلب الاحيان».
ولفت الى «ان الصندوق يتولى رعاية 16 ألف شخص في الشرق الاوسط من خلال تزويدهم بـ(مضادات الفيروسات القهقرية) التي تتكون من توليفة تضم ثلاثة أدوية على الأقل لكبح جماح فيروس (إيدز) إلى أقصى حد ممكن ووقفا لتطور الإصابة».
وأضاف أن 1400 من النساء الحوامل المصابات بالفيروس في المنطقة يستفدن أيضاً من العلاج بهذه المضادات لعدم نقل الفيروس من الأم إلى الطفل مع تقديم خدمات الرعاية والدعم الأساسيين لنحو 7800 طفل من الأيتام والشرائح المجتمعية المعرضة للخطر.
وأشار في الوقت ذاته إلى أن الصندوق نجح في التواصل مع 2.3 مليون نسمة عبر برامج الاستشارات التوعوية لتوضيح كيفية الوقاية من الاصابة والتعامل مع المرضى.
وأكد حرص الصندوق كذلك على مكافحة الأمراض المنقولة جنسياً (مثل الزهري او السيلان وغيرها) كنوع من الوقاية المستقبلية حيث يستفيد من هذا البرنامج قرابة 2.9 مليون نسمة في منطقة الشرق الاوسط.
بدورها أشادت ممثلة منظمة الصحة العالمية التابعة للامم المتحدة في الشرق الاوسط الدكتورة غابريلا ريندر بجهود الصندوق في مكافحة انتشار مرض الايدز في الشرق الاوسط وتعاونه مع المنظمة بشكل قوي الا انها حذرت في الوقت نفسه من خطورة ارتفاع معدلات نسبة الاصابة به في دول المنطقة.
واشارت ريندر في مقابلة مماثلة مع إ لى ان «احصائيات الامم المتحدة تؤكد ارتفاعا متواصلا لمعدلات الاصابة بالفيروس في دول المنطقة اذ ان 62 في المئة من المصابين تتراوح اعمارهم بين 15 و49 عاما حتى نهاية عام 2014 بعدما كانت هذه النسبة 52 في المئة في عام 2004».
واضافت الخبيرة الاممية في الوقت ذاته ان «التحسن الملحوظ في معدلات تلقي العلاج في بعض الدول العربية يعود الى جهود جادة في التعامل مع المشكلة بشكل اكثر انفتاحا من غيرها وهو ما جعل عدد من يتلقون العلاج يصل الى اكثر من 38 الف مصاب بنسب مختلفة من دولة لاخرى».
ولفتت الى ان «سلطنة عمان تتفوق على جميع دول المنطقة في تمكين 51 في المئة من المرضى المصابين بتلقي العقاقير التي تعرقل انتشار الفيروس في الجسم تليها لبنان بنسبة 43 في المئة ثم المغرب 25 في المئة فتونس 23 في المئة واليمن ومصر 19 في المئة لكل منهما وهي معدلات اعلى من المتوسط السائد في المنطقة والذي لا تتجاوز نسبته العشرة في المئة».
وقالت «ان اسبابا عدة تكمن وراء عدم ارتفاع نسبة من يحصلون على علاج كبح جماح (ايدز) منها على سبيل المثال خوف المصاب من مجرد الاعلان عن اصابته خشية الوصم المجتمعي أو التعرض لعقوبة جنائية بعد معرفة سبب الاصابة او كلا السببين معا في اغلب الاحيان».
كما لفتت الى ان «التوجه الى المختبر لاجراء فحص تطميني اذا كان الشخص مصابا ام لا خطوة امامها عقبات كثيرة منها قلة الوعي بخطورة المرض واهمية اكتشافه مبكرا والتعرف على كيفية عدم نقله الى آخرين».
واتفقت منظمة الصحة العالمية في الوقت ذاته مع الصندوق العالمي لعلاج مرضى الايدز والسل والملاريا على «أن المغرب من أفضل الدول شرق الأوسطية التي تحرص على تعزيز التعاون في مجال مكافحة انتشار الايدز ونجحت في تكثيف حملات التوعية وبرامج للتعامل مع المصابين وذويهم بالتعاون أيضاً مع منظمات المجتمع المدني».