نافذة... الأمل / معرض الكتاب... الصغار قبل الكبار!

1 يناير 1970 01:37 ص
«ما الهدية»؟!

كان هذا هو السؤال الأول للطفل ضاري عندما دخل ورشتي «مبدع الغد» في ركن مراقبة ثقافة الطفل في معرض الكويت الأربعين للكتاب.

حقيقة كان السؤال محبطاً لي، ومخيفاً أيضاً، فربما لا تنال الهدية إعجاب ضاري فيخرج من الورشة!

رغم قلقلي ابتسمت لضاري وأخبرته أنها ليست هدية واحدة بل هدايا للمشاركين الفاعلين في الورشة، من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، بالإضافة إلى أعداد من مجلة «كونا الصغير»، وهنا بدأ الحماس والشغف يلمعان في عينيه، وصار فعلاً تجاوبه إيجابياً في الورشة بل دفع زملاءه إلى المنافسة الشريفة والمشاركة بحماسة والبحث عن التميز. إن أبناءنا مفعمون بالإمكانيات والقدرات التي تحتاج الى فك شيفرتها والغوص فيها لينطلق مارد ابداعهم.

«ركن مراقبة ثقافة الطفل»، كان ثرياً بالأنشطة، التي تشبع ذائقة الأطفال وميولهم هذا العام، كالقصص التفاعلية مع الأجهزة الذكية «قصص ناصر»، وهي قصص هادفة بها العديد من السلوكيات والقيم الجميلة، يتفاعل الطفل معها باللمس ومساعدة الشخصيات في الاهتمام بنظافتهم أو اختيار ملابسهم، فالطفل ليس متلقياً فقط بل فاعلاً ومتفاعلاً أيضاً، أما الجانب الآخر من الفاعليات المتميزة المختصة بالأطفال فتمثلت بربطهم بتراثهم وهويتهم، وقد اهتمت بهذا الجانب اثنتان من أعلام أدب الطفل في الكويت، الأستاذة أمل عبدالله والأستاذة بزة الباطني، اللتان برعتا في هذا المجال لجهة الأداء الدرامي المميز في السرد الذي يجذب الاطفال إلى الحكايات التراثية.

وكم أسعدني الاهتمام بأدب الطفل والندوات التي قدمت من قبل كوكبة من مبدعي أدب الطفل ورواده، مثل ندوة «أدب الطفل.. رؤية مستقبلية» التي شارك فيها كل من د. كافية رمضان، د. هيثم الخواجة، أ. وفاء المزغني، أ. أمل فرح، وأدارتها الاعلامية أ. أمل عبدالله، وبحضور حشد من المثقفين والأدباء. وهم أثاروا فيها أفكاراً عدة حول عوائق أدب الطفل، والجهود المبذولة لتقديمه بجودة عالية، والنظرة التفاؤلية لتطويره.

إن التنوع في ثقافة الطفل من سمات الثراء، وهذا ما تستحق الشكر والتقدير عليه مراقِبة ثقافة الطفل في المجلس الأستاذة مريم سالمين وفريق عملها المجتهد المتواجد في الركن خلال الفترة الصباحية والمسائية في المعرض، لتحفيز الأطفال على الإقدام والمشاركة. أما شعار المعرض هذا العام، «عندما نقرأ تفتح لنا أفاق أرحب»، فيدفع القارئ إلى أبواب المعرفة وبحورها، وقد تجلت أحرفه عملياً في فاعلياته، فكان زاخماً بالأنشطة والحضور، بالندوات الأدبية، والأمسيات الشعرية، والحلقات الثقافية، ولقاءات مع مبدعين وباحثين من الكويت، والدول العربية. إن معرض الكويت الأربعين للكتاب، تظاهرة ثقافية مهمة على الخريطة الثقافية للعالم العربي، فمنذ أن انطلق وهو يتميز في كل عام عن سابقه، بالأنشطة والفاعليات المتجددة. إننا في أشد الحاجة إلى نشر الثقافة ودعمها بشتى الطرق، في عالم يجوبه العنف، وتكثر فيه الأفكار المتطرفة التي تعيدنا إلى قرون الظلام، فلنسعَ جاهدين لاستكمال مسيرة التنوير التي قادتها الكويت منذ منتصف القرن الماضي، فالكويت رائدة في نشر الأدب والثقافة، من خلال إصدارتها المتنوعة المدعومة التي تعم الوطن العربي، وتساهم في صنع نهضة حقيقية تقودنا إلى طريق النور.

«سُئلت عمن سيقود الجنس البشري؟ فأجبتُ... الذين يعرفون كيف يقرؤون» (فولتير).

* كاتبة كويتية

Amal.randy@yahoo.com