حوار / «الهروب من الظل» أوقعها في «نيران» انتقادٍ قاسٍ لا تجد له مبرراً!

هند البلوشي لـ «الراي»: إذا أنا لا أصلُح للكتابة... «عيل منو يصلح»؟!

1 يناير 1970 07:08 ص
• بعض الناس لا يفصلون بين الممثل والشخصية الدرامية التي يؤديها!

• سعيدة بمشاركتي في «ساق البامبو» مع القديرة سعاد عبدالله

• شخصية فتوح في «أمنا رويحة الجنة» جلبت لي كراهية الجمهور!

• «حياة ثانية»... مسلسل جديد سيجمعني مع هدى حسين
من الصعب أن تسعى فنانة إلى «الهروب من الظل»... فإذا بها تقع ضحيةً لـ «نيران» انتقادية يشعلها حولها «البعض» بشراسةٍ قاسية... لكن الأكثر صعوبة أن تحاول البحث عن سبب لهذا الهجوم فلا تجد!

هذا بالضبط ما كشفت الفنانة هند البلوشي عن تعرضها له، شاكيةً من أنها فوجئت بسيل من الانتقاد «غير المبرر، على إثر إصدارها كتاباً قبل أيام يحمل عنوان«الهروب من الظل»، وانطلق توزيعه ضمن فعاليات معرض الكتاب الدولي الأربعين!

البلوشي باحت إلى«الراي»، في هذا الحوار، بأنها ليست غريبةً عن عالم الكتابة، بل لها تجارب سابقة في الصحافة والمسرح والأغاني، ولافتةً إلى أنها في الأصل معلمة لغة عربية، بالغةً قمة التعبير عن غضبها بالقول:«إذا لم أكن أنا أصلح للكتابة فمن يكون؟!».

وكشفت البلوشي عن أن هذا الهجوم ليس الأول من نوعه، فقد سبق أن تعرضت لهجوم مماثل عندما جسدت شخصية»فتوح«الشريرة في مسلسل»أمنا رويحة الجنة«الذي عُرض على»الراي«الفضائية في رمضان الماضي، ومن فرط إتقانها للدور صدق الناس أنها شريرة في واقع حياتها، فانهالوا عليها سباً وتجريحاً، مردفةً:»ومع ذلك تحملتُ الهجوم العنيف، واعتبرت أنه نتيجة نجاحي في إقناع الناس بالشخصية«!

البلوشي تحدثت أيضاً عن النصف المملوء من الكأس، مشيرةً إلى أنها اتفقت على عملين دراميين كبيرين يجري الإعداد لهما، أولهما مع القديرة سعاد عبدالله، وهو مأخوذ عن الرواية الشهيرة»ساق البامبو«لسعود السنعوسي، والآخر بصحبة هدى حسين، وهو مسلسل يحمل عنوان»حياة ثانية«، معربةً عن سعادتها بالمشاركة فيهما.

هند البلوشي تطرقت، مع«الراي»، إلى نقاط أخرى تأتي تفاصيلها في هذه السطور:

• قدَّمتِ، في الأيام الأخيرة، أول كتاب لك في معرض الكويت الدولي الأربعين للكتاب... ماذا عن هذه التجربة؟

- نعم... وهو كتاب يضم بين دفتيه مجموعة روايات قصصية، وحمل عنوان»الهروب من الظل«، وبصراحة أنا أعتبرها تجربة جميلة استمتعت بها للغاية.

• هل هذه هي تجربتك الأولى في الكتابة الأدبية؟

- كلّا، بل سبقتها تجارب عدة، فأنا لا أعتبر نفسي جديدةً أو غريبةً في عالم الكتابة، فأنا أولاً كنتُ صحافيةً قبل أن أقتحم مجال التمثيل، كما أنني خضتُ عالم الكتابة من مسالك متعددة، إذ صُغتُ خواطر عدة، وكتبتُ مسرحيات لوزارة التربية، وأوبريت»حبيبتي الكويت«، كما قدمتُ إلى زوجي الملحن مجموعةً من الأغاني منها»هقيتك«، وفي آخر المطاف لا تنسَ أنني في الأصل معلمة لغة عربية، وأدرس لنيل الماجستير.

• إذن - في رأيكِ - ما السر وراء الهجوم الذي استهدفكِ بعد نشر كتابك؟

- هل تصدق؟ أنا لا أجد ولا أعرف مبرراً لهذا الهجوم الغريب وغير المنطقي ولا المنصف. إنهم يزعمون أنني لا أنفع للكتابة، والأمر المذهل أن هؤلاء الذين هاجموني لم يقرأوا الكتاب بعد، ولذلك أنا أسأل هؤلاء الذين يهاجمونني: إذا كنتُ أنا بعد كل هذه الخبرات في الكتابة لا أصلح...»عيل، منو يصلح«؟ لكن ردي على هؤلاء دائماً أن»القافلة تسير...«!!

• ألا تعتقدين أن جوابك ينطوي على شيء من الغرور يا أم جاسم؟

- من صجك... ولماذا الغرور؟! أنا تعرضتُ لهجوم شرس، وأستغرب كيف يحكمون على كتابي قبل أن يقرأوه، وكما قلتُ سلفاً، هل يحق لهم - بعد كل ما قدمتُه في الكتابة المسرحية والخواطر والقصص والأغاني - أن يقولوا عني:»كل من هبّ ودبّ«؟... ما هذا الكلام؟ وأنا أسأل هؤلاء المهاجمين، من خلال»الراي«: هل تجدونني غير مؤهلة مثلاً؟ وهل اطلعتم على الكتاب، واكتشفتم أنه يفتقر إلى مقومات الكتابة الأدبية؟... الحقيقة أنا لا أعلم هؤلاء ماذا يريدون!

• طيب، هل لديكِ توثيق لكتاباتكِ السابقة؟

- نعم... جميع مسرحياتي منسوبةٌ إلى اسمي من ناحية تأليف النص، وكذلك النصوص الغنائية، وكذلك أعمالي التي قدمتُها إلى وزارة التربية، موثقة أيضاً.

• هل تقصدين أن ما تتعرضين له هو»نقد من أجل النقد«، ليس إلا؟

- هذا النقد لا يهدف إلا إلى التشويش، من باب»لم يجدوا في الورد عيباً، فشكوا من حُمرته«، فبعض الناس يتكلمون كثيراً بالحق وبالباطل ما دام الكلام»ببلاش«!

• دعكِ من هؤلاء، وحدثينا عن الأصداء الإيجابية لـ»الهروب من الظل«؟

- نسخ الطبعة الأولى شارفت على الانتهاء، وفقاً لما أبلغني به الناشر قبل ساعات، وهذا أمر أسعدني للغاية، ونحن نعتزم إصدار الطبعة الثانية، وأتت لي رسائل من أساتذة توجيه في وزارة التربية، وللأمانة هناك أكثر من مخرج في الديرة وخارجها، يريدون أن أرسل إليهم نسخة من الكتاب، ويوم توقيع كتابي كان حافلاً بالحضور، وتلقيتُ دعوة لندوة في جامعة الكويت الشهر المقبل.

• وماذا عن»أبو ظبي«؟

- جاءتني دعوة توقيع»الهروب من الظل«في أبو ظبي قريباً.

• وهل يصلح»الهروب من الظل«أن يتحول إلى مسلسل؟

- نعم، بلا شك، فهو يحتوي على مجموعة من القصص التي تتضمن أحداثاً ومادة درامية تجعلها صالحةً لتحويلها إلى شاشة التليفزيون.

• فلننتقل من الدب إلى الفن. ماذا عن الجديد لديكِ؟

- هناك اتفاقات مبدئية على أكثر من مسلسل.

• هل من بينها مسلسل»ساق البامبو«؟

- صحيح... وأنا سعيدة للغاية بأن هذا المسلسل المأخوذ عن رواية الأديب الكويتي سعود السنعوسي، والتي فاز عنها بالجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) للعام 2013، ستتيح لي أن أكرر تجربة العمل مجدداً مع الفنانة القديرة سعاد عبدالله»أم طلال«، وكذلك مع المخرج محمد القفاص، خصوصاً بعد نجاحنا في مسلسل»أمنا رويحة الجنة«الذي عُرض على»الراي«في رمضان الماضي، والذي سبب لي خوفاً بعد شخصية»فتوح«، بعدها فكرتُ كيف أكمل وأعمل لتحقيق الأفضل. أضف إلى ذلك أنني في»ساق البامبو«سوف أعمل مع فريق العمل نفسه الذي عملت بصحبته في»أمنا رويحة الجنة«، وهذا أمر مريح ومطمئن بالنسبة إليّ.

• وكيف وجدتِ قصة»ساق البامبو«؟

- للأمانة، الكاتب السنعوسي له حس خاص، ويتمتع بأسلوب ممتع، وحافل بالتفاصيل من دون أن يفلت منه خيط الأحداث، وهو يصف الأشخاص والتحولات والبيئة التي تدور فيها الأحداث بطريقة شديدة الخصوصية والعمق، ويكفي أن الرواية حازت جائزة»البوكر«العالمية قبل عامين، وأنا سعيدة بأن أمثل عملاً من كتاباته المتميزة دائماً.

• وهل أنتِ مرتاحة للشخصية التي اختاروكِ لتجسيدها، ولسياق الأحداث؟

- مرتاحة تماماً... لأنهم لم يختاروني للدور إلا لمعرفتهم إمكانياتي، وهذا أمر يسعدني، ويحفزني إلى الاجتهاد بكل ما أستطيع، كي أكون على قدر الثقة.

• وماذا عن سمات شخصيتك في»ساق البامبو«شريرة أم طيبة؟

- أتوقع مو شريرة، بل إنني سأكون هذه المرة طيبة.

• بمناسبة»أمنا رويحة الجنة«، شخصية»فتوح«أثارت ضدكِ غضب الناس، والأمر وصل إلى حد السب من قبل البعض، هل تأثرتِ بالأمر؟

- الله يسامحهم، فقد كنتُ شخصيةً شريرةً في المسلسل، ويبدو أنني أتقنتُ الدور إلى حد أن قطاعاً من الجمهور كرهني بالفعل... فكثير من الناس لم يستطيعوا - حتى الآن - الفصل بين الحياة والتمثيل، ويتعاملون مع الممثل كأنه يعيش في الواقع مثلما يبدو في المسلسل، وعلى الرغم مما تعرضت له من كلام جارح أحياناً، فإنني أعتبره دليلاً على صدق الأداء، والنجاح في الإقناع!

• نجاح مع شتائم أمر صعب ومرفوض خصوصاً أن السب وصل إلى أسرتك وأبنائك؟

- ماذا أعمل... لكن»وناسة«أخذوا من سيئاتي وأعطوني حسنات، لأن السب لا مبرر له، فـ»فتوح«شخصية في المسلسل فقط، وهي من صُنع المؤلف والمخرج، وليست لها أي علاقة بحقيقة شخصيتي أنا في الحياة، لكن بعض الجمهور دعوا على أبنائي الصغار من دون ذنب، وبصراحة كما أخذت نصيبي من الانتقاد، أيضاً تلقيتُ مزيداً من الثناء، خصوصاً أنني كنت حينئذٍ قد عدتُ من خلال الدراما بشكل مختلف.

• هل تحدثيننا عن العمل الآخر؟

- عمل مع الفنانة هدى حسين والمنتج عامر الصباح والمخرج منير الزعبي بعنوان»حياة ثانية«، وأنا تغمرني الفرحة بالعمل إلى جوار هدى حسين، إذ شاركتُها سابقاً في أعمال مسرحية وتلفزيونية، منها مسلسلا»الدخيلة«و«بسمة منال»، كما عملت مع المخرج منير الزعبي منذ كان مخرجاً منفذاً، ثم مخرجاً، وأجد له بصمة مختلفة ومميزة في مجال الدراما.