أشار أن أغلب ضحايا هجماتها هم من المسلمين السنة

الرويعي: «داعش» منظمة إرهابية وليست دولة إسلامية ولا تمت للمسلمين بصلة

1 يناير 1970 01:31 م
عبر رئيس وفد مجلس الأمة الكويتي في منتدى «المجموعة البرلمانية الخاصة» لحلف شمال الأطلسي «ناتو» الدكتور عودة الرويعي عن رفض نعت تنظيم داعش بـ «الدولة الإسلامية» أو اعتباره جزءا من حرب طائفية بين المسلمين، مطالبا بالجدية والصراحة في كشف شرايين تمويله ومواجهة خطابه الإعلامي.

واستهل الرويعي مداخلته حول «داعش» ومصادره الفكرية وأيديولجيته والهجمات الإرهابية الأخيرة، بنقل تحيات سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد للمجتمعين والحكومة الإيطالية المضيفة والتعازي في ضحايا الإرهاب سواء في باريس أو مالي أو الدول العربية مثل الكويت التي نالتها يد الإجرام.

وتحدث عن خطورة الربط المستمر بين «داعش» والإسلام، مشددا على ضرورة أن يقتصر توصيف «داعش» والحديث عنه كمنظمة إرهابية فهو ليس دولة ولا يمت للإسلام ولا المسلمين بصلة مشددا أيضا على ضرورة النظر الى امتداد الفكر الأيديولوجي لهذا التنظيم بوضوح وصراحة ودقة بعيدة عن الروايات المرسلة التي لا نعرف حقيقتها.

وشدد على ضرورة أن يلتزم الحوار الجاد حول هذا التحدي الخطير «الحقائق» مطالبا القائمين على المنتدى والمشاركين من باحثين وخبراء وغيرهم «أن يقدموا ما لديهم من دلائل ملموسة تقوم على حقائق ومعلومات سواء استخباراتية أو عسكرية أو حتى بحثية.

ودعا الى كشف حقيقة هذا التنظيم الذي صار يستهدف بجرائمه كل الدول ولا يفرق فيها بين كبير وصغير ولا بين الأطفال والنساء أو المسنين دون تمييز لهوية أو عقيدة ضحاياه ممن يخالفون فكره الشاذ أيا كانوا.

ورد النائب الكويتي على ما ذهب اليه البعض في مداخلاتهم باعتبار أن ظاهرة»داعش«تنضوي على صراع سني شيعي رافضا هذا الطرح المغلوط مؤكدا أن المسلمين السنة والشيعة أخوة وشركاء في أوطانهم يعيشون سويا منذ القدم ويرفضون هذا التأويل المغرض.

ودعا من يروج لهذا الطرح أن ينظر الى الواقع وما يقترفه من جرائم لا تفرق فيها بين شيعي أو سني ليرى أن أغلب ضحايا»داعش«هم من المسلمين السنة.

كما دحض ادعاءات الربط بين جرائم»داعش«وشاكلتها بتدمير الأثار والمتاحف على أساس ديني مؤكدا أن التراث الثقافي والموروث الحضاري المتراكم منذ أقدم العصور ظل موجودا ومصانا في الأراضي والبلاد العربية والإسلامية منذ فجر الإسلام قبل 14 قرنا وهو ما يدل أيضا على أن»داعش«ليس من الإسلام بشيء.

وفي كلمته أمام منتدى»المجموعة الفرعية الخاصة بالمتوسط والشرق الأوسط«المنبثقة عن الجمعية البرلمانية لحلف الناتو شدد الرويعي على أهمية تعقب مصادر تمويل التنظيم الإرهابي وقطعها كشرط أساسي للقضاء عليه.

وأكد كذلك أهمية الجانب الإعلامي والتربوي خاصة في العالم العربي والإسلامي في إظهار حقيقة الإسلام السمحة والمسلمين والتعبير عنها، محذرا في المقابل من سلوك الإعلام الغربي المستمر في التشهير بالمسلمين والإسلام والذي يعد خطأ جسيما يصب في صالح التنظيم.

وقال الرويعي إن هذه المسألة تحتاج الى معالجة جادة وواضحة حتى لا يتم تقديم صورة مشوهة عن الإسلام والمسلمين وقرن أعمال»داعش" بالإسلام بدلا من توضيح حقيقة أن هذا التنظيم الإرهابي هو في الأساس ضد المسلمين والإسلام ويلزم مواجهة رسالته الإعلامية التحريضية برسالة إعلامية واعية ومسؤولة من قبل الجميع.

وحول أزمة اللاجئين السوريين ودور المجتمع الدولي الإنساني تجاههم أوضح أن الكويت كانت سباقة في الانتباه الى هذا الجانب الإنساني وفي المسارعة بتقديم كل أشكال الدعم الى الشعب السوري الشقيق مذكرا بمبادرات سمو الأمير وتنظيم ثلاثة مؤتمرات ناجحة للمانحين استحقت تقدير المجتمع الدولي.