هيئة للمخدرات

1 يناير 1970 07:56 ص
لا أحد يختلف على الجهد الكبير الذي تقوم به وزارة الداخلية و على رأسها السيد الفاضل وزير الداخلية للتصدي لكثير من القضايا التي تخالف القانون و تعبث في أمن البلد ، ومن تلك القضايا المهمة قضية تفشي آفة المخدرات بين أوساط المواطنين و المقيمين و خاصة الشباب ، وانتشار المخدرات بهذه الصورة الكبيرة يجعلنا نقف وقفة جادة و نتحد جميعا لمحاربة هذه الآفة لأن الأمر ليس مقصورا على وزارة الداخلية ، و إن كان هناك قصور في بعض الإدارات المعنية في الوزارة لمواجهة آفة المخدرات ما يجعل جميع الوزارات و المؤسسات الحكومية و الأهلية تتضافر لمحاربة هذه الآفة المدمرة للأوطان و الشعوب ، ومن هذه الوزارات و المؤسسات الحكومية و الأهلية وزارة التربية ، لأنها معنية بتوعية الطلبة من خلال المحاضرات و الكتيبات ، لتبين خطورة المخدرات و أثرها على الفرد و المجتمع، وكذلك وزارة الأوقاف لها دور كبير من خلال توعية المجتمع بإلقاء المحاضرات و الخطب و توضيح مدى خطورة هذه الآفة و إلقاء الدروس و المحاضرات في المساجد و الأماكن الخاصة بالوزارة ، و كذلك وزارة الإعلام لها الدور الفعال و الإيجابي لتوعية المجتمع ، وتبين خطورة هذه الآفة من خلال اللقاءات التلفزيونية باستقطاب المختصين أصحاب الخبرة في مكافحة المخدرات و المشايخ و الدعاة ، و كذلك الإعلانات و الفلاشات ، وعلى جميع المستويات الإعلامية لأنه في ظل التكنولوجيا السريعة لإيصال المعلومات سواء الايجابية أو السلبية و الأفكار الهدامة يجب بالمقابل التصدي لهذه الأفكار السلبية و منها المخدرات و عمل حملة توعية مستمرة ، ولا ننسى دور هيئة الشباب والرياضة لما لها من دور مهم و كبير في توعية الشباب من خلال الدورات و المحاضرات التوعوية و الإعلامية للأندية و الاتحادات و مراكز الشباب و القناة الرياضية ، وكذلك مشاركة جمعيات النفع العام و منها جمعية بشائر الخير المتخصصة بتوعية المجتمع من آفة المخدرات ، كما أن لوزارة الصحة دوراً في توعية المجتمع و توضيح خطورة آفة المخدرات صحيا و اجتماعيا ، و إن كان هناك مركز بيت التمويل لعلاج الإدمان ، ولكن العمل به ليس بالشكل المرجو و هناك قصور بتنفيذ البرنامج العلاجي العلمي الصحيح ، وللأمانة هناك خطوات إيجابية و لكنها ليست بالمستوى الذي يرقى بأهداف المركز و أهمية العمل به ، كما أن لوزارة الشؤون دورا كبيرا في التوعية من خلال مراكز تنمية المجتمع بإقامة المحاضرات و غيرها من المراكز الخاصة بالوزارة ، و لأهمية محاربة هذه الآفة لا ننسى دور جميع الوزارات و المؤسسات الحكومية والأهلية بالتصدي لآفة المخدرات ومنها وزارة الدفاع و الداخلية و الحرس الوطني بإقامة المحاضرات و الدورات لمنتسبيها في المعسكرات و الإدارات و الأقسام ، و أرجو من الله تعالى ومن الحكومة كافة و كذلك مجلس الأمة و المؤسسات الأهلية الاهتمام بهذه الآفة المدمرة للشعوب و الأوطان بإقامة حملة توعوية إعلامية شاملة مستمرة على جميع المستويات و الأصعدة و تسخير جميع الإمكانيات لأنها لا تنقص اهتماما و جهدا عن حملات التبرعات و غيرها من الحملات ، بل هي أهم لأنها ثروة بلد ، كما قال المغفور له بإذن الله الوالد الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح ، و أكد على أهمية الشباب والدنا الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح حفظه الله و رعاه ، وبالتالي الوطن محتاج منا أن نبذل كل الجهد ، و نسخّر جميع الإمكانات لمحاربة هذه الآفة المدمرة ، وأصبح لزاما إنشاء هيئة مستقلة متخصصة لمكافحة المخدرات . و أسأل الله العلي القدير أن يحفظ الكويت أميرا و قيادة و شعبا من كل مكروه .

* ناشط في مجال التوعية بأضرار المخدرات