رسالتي
هل نعيش زمن الرُّويْبِضة؟
| عبدالعزيز صباح الفضلي |
1 يناير 1970
08:52 م
هل نحن بالفعل نعيش زمن الرويبضة؟ ذلك الزمن الذي يكون بين يدي الساعة، يُكذّب فيه الصادق ويُصدّق فيه الكاذب، ويُخوّن فيه الأمين، ويُؤمّن فيه الخائن، وتنطق فيه الرويبضة.
والرويبضة كما شرحها الحديث هو: الرجل التافه يتكلم في شؤون العامة.
كم من شخص نَكِرة اليوم لم يكن له تاريخ، ولا يحمل شهادة، وليس له تميز في أي ميدان، ولم يُعرف له تخصص في مجال، ولم يعرف له إنجاز، وربما أتى بشهادة مزورة، ثم يبدأ يُنَظّر في مستقبل البلاد والعباد!
وقد يأتي آخر فيتحدث عن الشريعة الإسلامية ويُحارب أحكامها، ويطعن في ثوابتها وهو لا يفقه نواقض الوضوء!
وقد يأتي ثالث يهاجم المناهج الدراسية، ويصفها بالإرهاب، ويكون كالببغاء يردد ما يُملى عليه، فإذا ناقشته وجدته طبلة جوفاء!
وقد تسمع عن رابع يهاجم المراكز الشبابية - المعلنة والمشهرة - ويطعن في ما تقدمه للأبناء من برامج وأنشطة، ويقدم سوء الظن على حسنه، مع أن هذه اللجان والمؤسسات أبوابها مفتوحة وليست في سراديب!
وربما أتى خامس ليطعن في المؤسسات الخيرية، وينسب لها دعم الإرهاب، مع أن حساباتها مكشوفة لدى البنك المركزي ووزارة الشؤون!
وقد سمعنا في الفترة الأخيرة من يهاجم المخيمات الربيعية الاجتماعية الدعوية، والتي تقيمها بعض جمعيات النفع العام لتعزيز الترابط بين أبناء المجتمع، ويتهمها بأنها محاضن لتفريخ الإرهاب، مع أن هذه المخيمات حاصلة على تراخيص من البلدية، وموجودة في أماكن معلنة، وأنشطتها متداولة عبر وسائل الإعلام الإلكتروني والمرئي والمسموع، ومع ذلك يأبى البعض - حقداً وخبثاً - إلا أن يشكك بها ويطعن في القائمين عليها!
ليس الخوف من هؤلاء الرويبضة، فهم موجودون في كل زمان، لكن المشكلة تكمن إذا أعطت الحكومة أُذنا صاغية لأمثالهم، فمناهج وزارة التربية وخاصة التربية الإسلامية وُضعت على أيدي متخصصين من أهل الميدان، والمراكز الدعوية مأوى آمن للأبناء والبنات ممن يبحثون عن العلم والترفيه والتدريب في أجواء إيمانية تربوية محافظة.
والمؤسسات الخيرية هي فخر واعتزاز لهذا البلد المعطاء، فبين فترة وأخرى تفوز إحدى المؤسسات بجوائز قيمة على مستوى الخليج أو الوطن العربي والإسلامي، ولعل من آخرها فوز «جمعية الرحمة العالمية» التابعة لجمعية الإصلاح الاجتماعي بجائزة أفضل المبادرات المجتمعية في مجال رعاية الأيتام بدول مجلس التعاون الخليجي لعام 2015 وذلك من خلال مشروع «مجمع الرحمة التنموي في جيبوتي».
وبهذه المناسبة، أدعو مجلس الوزراء ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بإعادة النظر في مسألة إغلاق المراكز الخيرية والدعوية في المناطق السكنية، حيث إن قربها من الناس يُسهّل عليهم الوصول إليها، كما أنه يساعد في تقليل الازدحام حيث لا يضطر الأهالي أو المحتاجون للخروج من مناطقهم.
كما أن هذه المؤسسات يعمل فيها بعض الموظفين الذين يعيلون أسراً، وبإغلاقها تضييقٌ على المئات من العاملين في مصدر رزقهم وعوائلهم.
أكرر الدعوة والأمل بألا تعطي الحكومة أذناً صاغية لأولئك المشككين.
كما نسأل الله تعالى أن يوفق القائمين على المؤسسات الدعوية والخيرية لكل خير، وأن يكفيهم شر أكاذيب وأباطيل الرُويبضة، وأن يُبقي هذا البلد منارة للخير والدعوة، ومأوى وعوناً للفقراء والمحتاجين، داخل البلاد وخارجها.
Twitter: @abdulaziz2002