الرئيس التنفيذي لـ «الديار المتحدة» أكد تفوّق بعض الجهات المحلية على نظيراتها الخليجية
عطعوط لـ «الراي»: الكويت متقدّمة في مواجهة القرصنة الإلكترونية
| كتبت ديالا نحلي |
1 يناير 1970
10:03 م
• «الديار المتحدة» تعمل مع «المعلومات المدنية» على مشروع البطاقة الذكية
• تحويل جميع محطات وقود أبوظبي والإمارات الشمالية إلى «ذكية» خلال عام
• من الصعب جداً صناعة التكنولوجيا في المنطقة ... تأسيس شركة تستوردها «ولا أسهل»
أكد الرئيس التنفيذي لشركة الديار المتحدة في الكويت بشار عطعوط، أن الكويت تعد من أوائل الدول في المنطقة في مكافحة القرصنة الإلكترونية، نظراً لاعتماد الشركات والمؤسسات الموجودة فيها على أرقى المعايير والأنظمة المتطورة، لافتاً إلى أن الدليل على ذلك أنه في 2012 وقع هجوم إلكتروني على الشركات النفطية في الخليج، غير أنه لم يطل أي شركة كويتية.
وقال عطعوط في مقابلة له مع «الراي»، إن قطاع صناعة التكنولوجيا مهمل بشكل كبير في العالم العربي، على الرغم من كونه يوفر فرصاً خيالية للمنطقة بأسرها، منوهاً إلى أنه من الصعب جداً تأسيس قطاع صناعة سيارات في أي دولة عربية، ولكن من السهل جداً تأسيس قطاع تكنولوجي كونه لا يتطلب إلا رأسمالا بشريا واستخداما للعقل فقط.
وأضاف أن القطاع العام الكويتي يتميز بتطور العديد من إداراته، على غرار الهيئة العامة للمعلومات المدنية التي تمتلك تقنيات تتفوق فيها على العديد من الدول الخليجية، وكذلك الحال بالنسبة لشركة نفط الكويت، مشدداً على ضرورة إيجاد توازن بين القطاعين العام والخاص من أجل المحافظة على التطور، إذ ان هناك قطاعات معينة تعتبر سباقة على مستوى المنطقة، بينما تحتاج جهات أخرى إلى الكثير من التطور.
وهنا نص المقابلة
• متى تأسست الشركة؟
- تأسست «الديار المتحدة» عام 1980 على يد رجل الأعمال الكويتي عبد الرحيم معروف، وكانت بدايتها كسواها من شركات التكنولوجيا متواضعة جداً، حتّى ان مكتبنا كان في منزل المؤسس في منطقة الدعية.
وانصب تركيزنا في البداية على القطاع النفطي من خلال توفير حلول لشركات النفط، وبدأنا نتوسع إلى القطاعات الأخرى، وعملنا في ذلك الوقت كان تحدياً نظراً للواقع التكنولوجي في المنطقة في تلك الحقبة، فهذا القطاع كان انتقائياً جداً وقلة فقط كانت مؤهلة للعمل في هذا المجال، هذا الواقع فضلاً عن ارتفاع كلفة الدخول إلى قطاع التكنولوجيا وفر لنا فرصاً عديدة للعمل.
• ما القطاعات التي تعملون بها حالياً؟
- نعمل اليوم في جميع القطاعات، ولكن هناك قطاعات مميزة نمتلك خبرة واسعة فيها، كالقطاع الحكومي القوي جداً في الخليج والقطاع النفطي والاتصالات والنقل وقطاع الأعمال وغيرها، ولدينا أخصائيون في كل قطاع نعمل فيه على غرار مهندسي البترول والجيولوجيين وغيرهم.
• إلام تهدف شراكتكم مع «مايكروسوفت»؟
- بدأت شراكتنا مع «مايكروسوفت» عام 1995، وأتت لتساهم «مايكروسوفت» في مساعدتنا كحليف استراتيجي بتحقيق أهدافنا وتوفير حرية الاختيار للعملاء وحلول فعالة بكلفة منخفضة.
• ماذا عن التصنيف الذي حصلت عليه «الديار المتحدة» من «مايكروسوفت»؟
- لابد هنا من الإشارة إلى ان شركة الديار المتحدة حصلت على تصنيف «شركاء مايكروسوفت الأكثر كفاءة» «الذهبي»وهي الشركة الكويتية الوحيدة في مجال التكنولوجيا والمعلومات والاتصالات في المنطقة التي تحصل على هذا التقدير، الذي يعد دليلاً واضحاً على فرص الأعمال الحيوية التي نوفرها في الكويت وعموم المنطقة.
• هل هناك مشاريع معينة تعملون عليها اليوم؟
- نعمل حالياً على العديد من المشاريع الجديدة على غرار مشروع البطاقة الذكية مع الهيئة العامة للمعلومات المدنية في الكويت، أما في الإمارات فنعمل على مشروع كبير يتضمن تحويل محطات البنزين الإماراتية إلى محطات ذكية تمكن المرء من تعبئة البنزين والدفع من خلال شريحة معبأة مسبقاً، ما سيوفر زيادة في كفاءة المحطات، وتخفيضا في الازدحام وتسهيل التعامل مع الأموال النقدية.
ومن المتوقع أن تعمل جميع محطات أبوظبي والإمارات الشمالية ونحو 50 محطة في دبي بهذا النظام بعد نحو عام من اليوم، كما سيسمح النظام الجديد بالدفع من خلال البطاقة المدنية، وهناك العديد من المشاريع التي نتوقع توقيعها قريباً في الكويت، ولدينا أيضاً مشاريع في السعودية وقطر.
التكنولوجيا في المنطقة
• كيف تقيمون الواقع التكنولوجي في هذه الدول؟
- هناك شقان لهذا الموضوع، الشق الأول يتضمن تبني التكنولوجيا واستيرادها، أما الشق الثاني فهو صناعة التكنولوجيا، في ما يتعلق بصناعة التكنولوجيا للأسف هذا الجانب مهمل جداً في الدول العربية على الرغم من كونه يوفر فرصاً خيالية للمنطقة بأسرها.
ويسمح قطاع التكنولوجيا للمرء بأن يبدأ من الصفر ويقدم إنجازات ضخمة، على عكس القطاعات الأخرى، فعلى سبيل المثال من الصعب جداً تأسيس قطاع صناعة سيارات في أي دولة عربية، ولكن من السهل جداً تأسيس قطاع تكنولوجي كونه لا يتطلب إلا رأسمالا بشريا واستخداما للعقل فقط، ففي الهند مثلاً يوجد مليون مختص في مجال التكنولوجيا.
• ما سبب تأخر القطاع التكنولوجي في المنطقة؟
- هناك أولاً الجانب الثقافي باعتبارنا شعوبا تحب العمل بشكل فردي، فقد ظهر العديد من الشركات التي كانت تمتلك إمكانات جيدة، ولكن مع مرور الوقت انقسمت وأصبحت عدة شركات لأن البعض يجد صعوبة في العمل ضمن فريق.
أما الجزء الثاني فيكمن بالدور الحكومي في تشجيع نمو هذا القطاع في الدول التي تمتلك رأسمالا بشريا كبيرا، فإذا ما أخذنا الهند مثالاً، فإن القطاع التكنولوجي يساهم إلى حدّ كبير في نمو الاقتصاد الهندي.
• كيف يمكن للحكومة تشجيع نمو هذا القطاع؟
- هناك عدة طرق، فالدول الأجنبية مثلاً تقدم العديد من الحوافز لهذه الشركات على غرار تسهيل منح التأشيرات، وخفض الضرائب، وتأمين البنية التحتية المناسبة وتسهيل المعاملات القانونية من أجل تسهيل جذب الاستثمارات.
• هل تعتقد ان البيئة الكويتية مناسبة لمثل هذه الاستثمارات؟
- على مستوى شركتنا لا نواجه العديد من المشاكل في هذا الإطار، فنحن شركة قديمة في السوق المحلي ونمتلك رأسمالا ماليا وبشريا كبيرين ونعمل على العديد من المشاريع، ما يجعلنا مصدر ثقة أمام السلطات، على عكس الشركات الجديدة. وبشكل عام هذه الأمور تشكل عائقاً أمام بناء قطاع يساعد في نمو الاقتصاد، ويساهم في زيادة الدخل القومي الكويتي، ففي الكويت لدينا دور مؤسساتي قوي، ولكن لا يجب ان يقف عقبة أمام فعالية العمل، فالخطوات التي يجب اتخاذها لإتمام أي عمل معروفة، غير ان التحدي يكمن بمساهمتها في عرقلة وإبطاء تنفيذ المشاريع.
• أيهما أكثر تطوراً في الكويت، القطاع الحكومي أو الخاص؟ وأيهما يضمن تطور الدولة؟
- يتميز القطاع العام الكويتي بتطور العديد من إداراته، على غرار الهيئة العامة للمعلومات المدنية التي تمتلك تقنيات تتفوق فيها على العديد من الدول الخليجية، وكذلك الحال بالنسبة لشركة نفط الكويت التي تمتلك محطات شبيهة بتلك التي نعمل عليها في الإمارات منذ 10 سنوات، ولكن من أجل ضمان النجاح والتطور لا بدّ من وجود توازن بين القطاعين.
• هل هذا التوازن موجود في الكويت؟
لا بد من التأكيد أن هذا التوازن موجود في الكويت، ولكن في قطاعات معينة هناك جهات تعتبر سباقة على مستوى المنطقة، بينما تحتاج جهات أخرى إلى الكثير من التطور.
• كيف يمكن الحؤول دون القرصنة الإلكترونية؟
لقد باتت القرصنة الإلكترونية وأمن المعلومات هاجساً عالمياً، فهناك وسائل مختلفة متاحة للقرصنة، ولكن في المقابل هناك العديد من الإجراءات التي يمكن اتخاذها للحماية، والكويت متقدمة جداً في هذا المجال، فعلى سبيل المثال حصل في 2012 هجوم إلكتروني على الشركات النفطية في الخليج، غير أنه لم يطل أي شركة كويتية.
وتتضمن معايير الحماية عدة نقاط بدءاً من تثقيف المجتمع حول أهمية أمن المعلومات، مروراً بالصلاحيات المقدمة للموظفين في الشركات وبرامج الحماية والمراقبة، وصولاً إلى المنهجيات التي يمكن تطبيقها في مكان العمل للمساعدة في موضوع الأمن.
وهنا يمكن الاستعانة بشركات متخصصة، فنحن مثلاً نمتلك مركز دفاع عن أمن المعلومات على مستوى المنطقة، يعمل فيه فريق على مدار الساعة لمراقبة النشاط الحاصل في شبكات عملائنا وتحليلها، كما أننا متصلون بمراكز أمن في خمس مراكز عالمية من بينها المملكة المتحدة والولايات المتحدة والهند، للتعرف على هذه التهديدات وضمان توفير الحماية لعملائنا. وتكمن أهمية الاتصال بشركات متخصصة بأنها تمتلك الموارد اللازمة، وكونها متصلة بمراكز اتصالات عالمية قادرة على إيجاد أي رابط أو علاقة بين نشاط مشبوه وجهة معينة.
الأولى في المنطقة والخامسة عالمياً في تصنيف «شريك مايكروسوفت»
حصلت«الديار»على المرتبة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والخامسة عالمياً في تصنيف«شريك مايكروسوفت الأكثر كفاءة»، متفوقة بذلك على شركات كبرى متعددة الجنسيات من أميركا وأوروبا واليابان.
وأكد عطعوط«نحن فخورون بهذا التقدير الذي حصلنا عليه من (مايكروسوفت) و(ردموند تشانل بارتنر)، ما يعد دليلاً واضحاً على فرص الأعمال الحيوية التي توفرها الكويت وعموم المنطقة. لقد قمنا بتمثيل (مايكروسوفت) بنجاح في مشاريع بارزة، والتعاون مع العملاء لتحويل أعمالهم وشركاتهم لاعتماد أحدث الحلول التقنية، فضلاً عن تلبية احتياجات المشهد المتغير لقطاع الأعمال والتكنولوجيا».
من جهته، قال مدير عام«مايكروسوفت»الكويت شارل نحاس«في إطار التغييرات السريعة لبيئة العمل والبيئة التقنية، وفي عالم تعتبر فيه السحابة والتنقل من أبرز الأولويات، فإن استراتيجية (مايكروسوفت) تقوم على العمل مع شركاء قادرين على تقديم أفضل الخدمات والحلول القائمة على السحابة للعملاء. وتبحث الشركات عن شركاء مميزين يساعدونها في الحصول على مزايا كبيرة من الخدمات القائمة على السحابة وحلول التنقل».
بدوره، قال نائب الرئيس للمشاريع الرئيسية في شركة الديار المتحدة خليل الفيلكاوي«تلتزم الشركة بتزويد عملائها بخدمات متخصصة ومتطورة تقنياً عن طريق توظيف أفضل الكوادر المتخصصة المؤهلة في البلدان التي تعمل فيها». «لقد قامت شركة الديار المتحدة بضخ استثمارات كبيرة لتوفير أفضل الحلول والخدمات العالمية عالية الجودة من خلال موارد مقيمة في المنطقة». وأضاف«تلتزم (الديار المتحدة) بتطوير الكوادر المحلية في منطقة دول الخليج، وتفخر بأن تكون من بين شركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الرائدة في هذا المجال، حيث توظف ما يزيد على 70 من الكوادر الوطنية في الكويت ودول الخليج. كما نقوم بتوفير التدريب اللازم وفق أعلى معايير الجودة وبيئة العمل المناسبة لهذه الكوادر لتطوير مهاراتهم وتمكينهم من المساهمة في بناء (عصر الذكاء الرقمي) في الخليج».