الجيش اللبناني يكشف مخططاً لاستهداف مراكز له بانتحاريين

1 يناير 1970 12:19 ص
تعكس التطورات الجارية منذ انفجار برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت استنفاراً واسعاً على صعيد عمل الأجهزة الأمنية والجيش اللبناني من خلال الحملات الواسعة التي تتواصل لاجتثاث خلايا الارهابيين والمتورّطين في شبكة التفجير، والتي حققت في أسبوعٍ إنجازات مهمة ولافتة، وخصوصاً من خلال عمليات الدهم والتوقيفات والمصادرة التي تتولاها شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي.

واذ تجاوز عدد الموقوفين في هذه الشبكات الـ 16 موقوفاً وربما أكثر من المخططين والمموّلين ومزوّدي الانتحاريين بالأحزمة الناسفة وناقليهم، فإن المعطيات الأمنية تشير الى ان عمليات التعقُّب والدهم، التي وصلت الى الجميزة والحمراء (بيروت) الى جانب طرابلس وصيدا ومناطق بقاعية، تتواصل بوتيرة غير مسبوقة نظراً الى وجود معلومات لدى الأجهزة عن متورّطين آخرين أساسيين في الإعداد لخلايا الانتحاريين ومخططات التفجير التي تَكشّفت من خلال التحقيقات مع الموقوفين، والتي نقلت تقارير ان وزير الداخلية نهاد المشنوق وضع رئيس البرلمان نبيه بري في أجوائها، وكان «من بين أهدافها استهداف مصالح روسية وغربية، وربما اغتيالات أيضاً لإشعال الفتنة ونسْف الاستقرار، بدءاً من التفجير الارهابي في برج البراجنة وصولاً إلى أهداف كانت أُعدت بعناية لهجمات إرهابية بين الميلاد ورأس السنة». وفيما انشغل لبنان ليل اول من امس بإضاءة صخرة الروشة بألوان العلمين اللبناني والفرنسي تضامناً مع ضحايا تفجيرات برج البراجنة وباريس، أفادت المعلومات انه رغم توجيه ضربة قاسية جداً للخلايا الارهابية من خلال التوقيفات والمصادرات الكبيرة لمخازن المواد المتفجرة في طرابلس اخيراً، فان ذلك لا يعني الاسترخاء، باعتبار ان هذه الحملة كشفت خطورة تغلغل الخلايا الارهابية في الداخل والامكانات التي تمكّنت من توفيرها، وهو الأمر الذي يوجب ان تظل الحملات الاستباقية في أعلى مستوياتها وجهوزيتها تحسباً لمزيد من الاحتمالات والاستهدافات.

وكان لافتاً في هذا السياق ما كشفته عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه امس عن توقيف القاصر عثمان اسماعيل المعروف بعثمان التكريتي (مواليد عام 2000) الخميس الماضي «كونه واحداً من مجموعة مرتبطة عبر الواتساب بالإرهابي الموقوف عبد الرحمن الكيلاني»، لافتة الى انه «ثبت بعد توقيف عدد من أفراد هذه المجموعة، أنها كانت تخطط لاستهداف مراكز عسكرية وعسكريين والقيام بعمليات إرهابية بواسطة انتحاريين بينهم العديد من القاصرين».

وأشار بيان قيادة الجيش الى «ان الموقوف إسماعيل اعترف خلال التحقيق الذي أجري معه في حضور مندوب قضائي عن محكمة الأحداث، بأنه قابل أحد أفراد المجموعة المشار إليها ويدعى عمر القاسم (أوقف لاحقا) وحصل نقاش بينهما حول مدى استعداد إسماعيل لتنفيذ عملية انتحارية، وقد أبدى الأخير استعداده لذلك، لكنه ادعى أنه اضطر الى التظاهر بالقبول خشية تعرض تنظيم (داعش) له في حال رفض القيام بهذه العملية».