الفريق أجرى 10 عمليات جراحية أمس لأطفال ونساء وشباب
اللاجئون السوريون في تركيا: «الشفاء» الكويتي خفّف آلام الإصابات التي لحقت بنا
1 يناير 1970
08:47 ص
كونا- أعرب عدد من اللاجئين السوريين عن شكرهم وتقديرهم لفريق الشفاء الكويتي على جهوده في تقديم العلاج والرعاية الطبية للمرضى بمستشفى الأمل ببلدة الريحانية في مدينة هاطاي جنوبي تركيا، مؤكدين أن ما قدمه خفف آلام الإصابات التي تعرضوا لها نتيجة قصف النظام لقراهم قبل أن ينزحوا. وقال اللاجئ السوري محمد درويش ان الفريق الكويتي يمتلك الحماس والرغبة الكبيرة ولديه اهتمام
بالغ في تقديم المساعدات الطبية للاجئين.
واوضح ان ابنته شام التي تبلغ من العمر اربعة أعوام تعاني من تشوه خلقي منذ الولادة نتيجة لإصابتها بفيروس وهي جنين مبينا ان الحالة تعد نادرة ويوجد مثلها نحو 300 مريض في العالم. واضاف درويش ان ابنته ايضا تعاني من
خلل في السمع ونقص بالنمو وان الفريق الكويتي طلب اجراء فحص بالرنين المغناطيسي لمعاينة عظامها حتى يتم اللجوء الى العملية الجراحية.
من جهته، اعرب اللاجئ السوري علي القدرو عن فرحته الكبيرة وشعوره الطيب بوجود فريق الشفاء الكويتي متطلعا الى ايجاد علاج لابنه صفوان الذي تعرض لحروق بالوجه. وقال ان منزله تعرض للقصف ما ادى الى احتراقه واصابة ابنه بتشوهات في الوجه مشيرا الى انه قطع مسافة بعيدة للوصول الى مستشفى الامل ولقاء الفريق الطبي الكويتي.
بدورها، قالت اللاجئة السورية ريم جنيد ان الشعب الكويتي قدم مساعدات كثيرة للاجئين في تركيا معربة عن سعادتها بوجود فريق الشفاء الكويتي لمعالجة المصابين السوريين. وقالت انها تعرضت هي وطفلاها عدنان وفاطمة لشظايا جراء انفجار وقع قرب منزلها قبل سنتين مشيرة الى ان ابنها عدنان لا يزال يعاني من وجود شظية بالرأس ويخضع للعلاج في مدينة (غازي عنتاب) جنوبي تركيا.
واضافت ان الفريق الكويتي اجرى فحصا طبيا على فاطمة والتي
تعاني ايضا من وجود شظايا بالجبهة وقرر اجراء عملية جراحية لإزالتها.
وأوضحت انها تعاني ايضا من اصابة في كفها الأيمن وتخضع للعلاج الذي يتطلب دواء لا تستطيع تأمينه بسبب الظروف المعيشية المتردية مناشدة المنظمات والجمعيات الانسانية توفير الادوية والعلاج للمصابين السوريين في دول الجوار.
من جانبها، اعربت لاجئة سورية عن شكرها وتمنياتها بالتوفيق لفريق الشفاء الكويتي الذي قالت انه «يتمتع بسمعة طيبة بين اللاجئين السوريين».
وبينت ان لديها حفيدين بحاجة الى اجراء عمليتين جراحيتين هما أحمد الراضي الذي يعاني من الفتق والثاني خالد الراضي الذي يحتاج إلى عملية لإصلاح مجرى العين. وينظم فريق الشفاء الكويتي رحلة الى هاطاي تحمل شعار «شفاء الجروح» لمعالجة الجرحى والمصابين السوريين في تركيا برعاية من بيت الزكاة الكويتي وبالتعاون مع منظمتي «انتربلاست» الالمانية و«ليب» الأميركية العالمية.
وكان الفريق قد أجرى أمس 10 عمليات جراحية للاجئين سوريين بمستشفى الأمل في مدينة هاطاي. وقال منسق الفريق الدكتور طلال الفضالة ان العمليات خضع لها عدد من الأطفال والنساء والشباب.
واوضح ان العمليات شهدت تدخلات جراحية بين متوسطة الى شديدة وتشمل نقل عضل وترقيع جلد واصلاح شفة ارنبية وعمليتي اصلاح انف مشيرا الى ان الحالات الصحية للمرضى جيدة.
واضاف الفضالة ان الفريق الجراحي المكون من خمسة اطباء سيجري غدا سبع عمليات وبعد غد خمس عمليات لحالات صعبة موضحا ان العدد الاجمالي مع امكانية توفر العلاج في نهاية المهمة الانسانية سيصل الى اكثر 30 عملية يتخللها اكثر من 70 تدخلا جراحيا.
ولفت الى ان اصابات الأطفال تركزت على اصابات بشظايا وحروق عميقة ادت الى تشوهات كاملة في الجفون العليا ومنطقة الاذنين وايضا في الشفة العليا والسفلى والرقبة.
واكد الفضالة ان عملية الاصلاح لتلك التشوهات مهمة جدا لأن الطفل لا يستطيع اغماض عينيه ولا يستطيع ايضا اغلاق فمه لذا ينبغي اجراء العملية لإراحة الطفل.
وذكر ان عمليات الحالات الصعبة والمعرضة للبتر ستخضع لإجراء زراعة عضل تأخذ من المنطقة الجانبية للظهر لكي يتمكن الفريق من انقاذ اليد أو الساق من البتر مع اجراء تنظيفات للجروح. وبين ان العمليات استغرقت نحو 14 ساعة.
«الكويت محظوظة بوجود نخبة من الأطباء الماهرين»
شهادة عالمية بأداء الفريق في معالجة اللاجئين
كونا- أشاد طبيبان عالميان بمستوى الاداء العالي لفريق الشفاء الكويتي الانساني خلال أداء مهامه الطبية بمستشفى الأمل ببلدة الريحانية في مدينة هاطاي جنوبي تركيا.
وقال عضو الفريق من اليونان الدكتور لونيس ليباكيس ان «دولة الكويت محظوظة بوجود هذه النخبة من الأطباء الماهرين».
واوضح ليباكيس والذي يمثل أيضا منظمة (ليب) الأميركية العالمية ان اللاجئين السوريين لديهم الكثير من المعاناة الصحية نتيجة التفجيرات وعمليات القصف خاصة في صفوف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و6 أعوام. وأكد على أهمية وجود الفرق الطبية لتقديم المساعدات وعلاج حالات التشوهات خاصة في الوجه نتيجة الحروق معربا عن اعتقاده بأن «الانسان قد يتعرض لنفس المأساة في بلده».
واعتبر ليباكيس ان تقديم العون للناس يعد بمثابة المساعدة للشخص ذاته، مشيرا ان بداية رحلة الفريق الاغاثية الطبية للاجئين السوريين كانت جيدة وسيبدأ الفريق اليوم إجراء العمليات الجراحية لأكثر من عشرين حالة.
ودعا الى تنظيم هذه المهمة الانسانية بشكل منتظم لتخفيف آلام ومعاناة الشعب السوري المنكوب، مؤكدا استعداده للمشاركة بشكل تطوعي في اي كارثة تحدث في اي بلد في العالم.
من جانبه، اشاد عضو الفريق من ألمانيا اندريه بورشيه بالتعاون القائم مع فريق الشفاء الكويتي وقال انه لمس مشاعر الحماس وروح التطوع لدى الفريق من خلال حضوره لتقديم المساعة للاجئين السوريين. وقال بورشيه ان هذه التجربة تعد الثالثة مع الفريق الكويتي مشيرا الى مشاركته السابقة في رحلتين مماثلتين الى العاصمة الاردنية عمان تضمنت ايضا اجراء عمليات جراحية للاجئين السوريين هناك.