حوار / «أصعد السلّم (درجة درجة) ... وصنعت اسماً لنفسي دون منّة من أحد»
وسام حنا لـ «الراي»: يجلس في بيته ... مَن يفكر بالبطولة الفردية
| بيروت - من هيام بنوت |
1 يناير 1970
03:34 م
• التمثيل ليس مجرّد هواية بالنسبة إليّ ... بل هو مهنتي
• لم أفكر يوماً في البطولة الأولى ... ما يهمّني هو الدور الجميل
• المحسوبيات موجودة و«كل حدا محسوب على حدا» إلا أنا ... أعمل مع الجميع
• الممثلون الذين شاركوا نادين نسيب نجيم وسيرين عبد النور أعمالهما يرون أنفسهم أبطالاً أكثر منهما
تحوّل وسام حنا إلى «جوكر» في الدراما اللبنانية والمشتركة، فهو يكاد لا ينتهي من تصوير مسلسل حتى ينتقل إلى آخر، ما جعله الممثل الأكثر طلباً عند المنتجين والمخرجين.
حنا الذي انتهى من تصوير المسلسل اللبناني - السوري المشترك «سمرا»، والذي سيُعرض في بداية 2016، سيباشر قريباً تصوير مسلسل «الحرام»، وهو عمل درامي محلي للمنتج إيلي معلوف، يتوقع أن يُعرض مطلع السنة الجديدة أيضاً على قناة «ال بي سي». وفي حديثه إلى «الراي»، رفض حنا التعليق على بعض المشاكل والحساسيات التي تحصل بين الفنانين، مشيراً إلى أنه يعيش مصالحة مع الذات ومع الآخرين، خصوصاً أن مثل هذه المواضيع حساسة ويمكن أن تتسبب بالأذى.
وأكد أنه يلعب الأدوار التي يرفضها الآخرون لأنهم يخافون منها، مشيراً إلى أن شخصية «مرهج» التي لعبها في مسلسل «سمرا»، لا يمكن لأي ممثل أن يلعبها، ومدللأً بأن أكثر من ممثل قرأ الدور وخاف منه، وموضحاً أنه لم يفكر يوماً بأدوار البطولة الأولى،
لأن أكثر ما يهمه هو الدور الجميل، قائلا: «أنا لا أزال في بداية الطريق، وحرام فكر بهيدا الموضوع»، لأنني أؤذي نفسي لو فعلت ذلك، ومشيراً إلى أنه صنع اسما بنفسه ومن دون منّة من أحد، وإلى تفاصيل ما دار معه من حوار:
• مَن يتابع أخبارك على مواقع التواصل الاجتماعي يلاحظ أنك دائم الانشغال وتنتقل من مسلسل إلى آخر، وهذا يؤكد مثابرتك على تحقيق أهدافك في مجال الفن؟
- مجال التمثيل ليس مجرّد هواية بالنسبة إليّ، بل هو مهنتي. مَن يعرفني، يعرف أنني عندما أصمم على أمر ما أمضي به حتى النهاية. إلى ذلك، فإن مهنتنا تختلف من مشروع إلى آخر، فهي تكون أحياناً مهنة جدية، وأحياناً أخرى تتحول إلى تسلية، وأنا أحاول أن أشارك في مشاريع جدية كي أتمكن من الوصول خلال فترة قصيرة، إلى الهدف الذي أصبو إليه.
• وما هذا الهدف؟
- الوصول بمهنة التمثيل إلى طريق الاحتراف.
• وماذا تسمي التمثيل الذي يُقدّم حالياً، وهل هذا يعني أن مهنة التمثيل في لبنان لا علاقة لها بالاحتراف؟
- بل نحن على طريق الاحتراف. أنا أقصد بالاحتراف بلوغ أجر معيّن واحترام الممثل وإعطاءه كامل حقوقه.
• ولكن هناك فنانين، ينقلون صورة مختلفة عن المهنة والأجور ويقولون «إنها تطعم كافيار»؟
- هذا الكلام يقتصر على وضع فنانيْن أو ثلاثة لا غير، وأنا أتحدث عن وضع مهنة التمثيل ككل. نحن نريد مهنة تحترم الكبير كما الصغير، وتحترم كبارها الذين قدموا الكثير لهذا الوطن.
• ألا تؤمّن لك الأعمال المشتركة الاحتراف الذي تشير إليه؟
- نحن بدأنا الطريق، ولكن لست لوحدي في مجال التمثيل. وإذا كانت أموري تسير في شكل جيد، فهذا لا يعني أن الوضع كله جيّد. لستُ شخصاً أنانياً ويفكر بنفسه فقط، ولن أنجح إلا إذا كان كل الزملاء الذين يحيطون بي، ومن هم أهمّ وأكبر وأصغر مني، ناجحين معي. مَن يفكر في شكل أناني ويعتقد أنه وحده القادر على النجاح، «بيفوت بالحيط بعد فترة»، ولكن عندما يكون هناك أمان في المهنة ويشعر الكل بالراحة، فإن الوضع يختلف تماماً.
• وهل هذا الكلام يعكس ما كتبتَه على «تويتر» عن الخيانة والصداقة، ومَن الشخص الذي غدر بك؟
- الخيانة تحصل دائماً، ولكنني تغيّرتُ ولم أعد أعلّق على القصص الصغيرة التي تحصل بين الممثلين والتي تنتج منها حساسيات، كأن يأخذ ممثل دور ممثل آخر. مَن يستمر بالتعليق على مثل هذه القصص، كما كنتُ أفعل في السابق، فإنه يشعر بالإحباط دائماً، ومع الوقت يجب أن يتعلم كيف يتخطاها ويقتنع بأن هذه أمور موجودة في كل المجالات.
• ومَن الممثل الذي أخذتَ دوره أو الذي أخذ منك دورك؟
- ليس ضرورياً أن أتكلم في هذا الموضوع حالياً. أعيش الخيانة، تحصل دائماً، ولكنني تغيّرتُ ولم أعد أعلّق، حالياً، أعيش فترة مصالحة مع الذات ومع الآخرين، ولم أعد أرغب في أن تحصل خلافات مع أحد. لا أريد التحدث في هذا الموضوع الحساس، لأنه يمكن أن يسبب الأذى.
• اللافت أنك تتواجد في كل عمل جديد، فهل هذا الأمر له علاقة بالعلاقة الجيدة التي تربطك بصنّاع الدراما، أم ان كفاءتك هي التي تفرضك كممثل على المخرجين والمنتجين؟
- من المعروف أن المحسوبيات موجودة في المهنة، و«كل حدا محسوب على حدا»، إلا أنا. فأنا أعمل مع الجميع، لأنني أثبتّ أنني ممثل وأملك قدرات تمثيلية ويمكنني أن ألعب الأدوار التي يرفضها الآخرون لأنهم يخافون منها. في مسلسل «سمرا» مثلاً، أؤدي شخصية «مرهج»، وليس بإمكان أي ممثل أن يلعبه، وهو دور قرأه أكثر من ممثل وخاف منه. «مرهج» هو«معّاز» وشخص بسيط ويتكلم بطريقة غريبة.
• ولماذا لم يُخِفك الدور دون سائر الممثلين الذين عُرض عليهم؟
- أنا بطبعي أحب التحدي منذ أن شاركتُ في مسلسل «جذور» ولعبتُ دور «الأزعر»، كما أن دوري في مسلسل «سولو الليل الحزين» صعب جداً.
• ألا تعتقد أن مثل هذه الأدوار تبعدك عن أدوار البطولة الأولى أو أدوار الفتى الأول؟
- لم أفكر يوماً بأدوار البطولة الأولى أو بأدوار الفتى الأول، بل ما يهمّني هو الدور الجميل. أنا لا أزال في بداية الطريق «وحرام فكر بهيدا الموضوع»، لأنني أؤذي نفسي لو فعلت ذلك.
• لكن هناك ممثلين يلعبون أدوار البطولة الأولى منذ أول عمل؟
- هذا صحيح، ولكنني أصعد السلّم «درجة درجة»، وقد نجحت بصناعة اسم لنفسي في المهنة دون منة من أحد، وأجد أنني تقدمتُ كثيراً خلال فترة زمنية بسيطة جداً.
• لا شك أنك فرضتَ نفسك من خلال تواجدك في كل المسلسلات، ولكنني أتحدث تحديداً عن أدوار البطولة الأولى؟
- في الأساس لا توجد أعمال تقوم على البطولة الأولى، ولا يوجد كتّاب يكتبون لهذا النوع من الأعمال، بل هم يكتبون للبطولات الجماعية.
• ولكن هناك أعمالاً تذكر فيها أسماء بعض النجوم بالاسم، ويقال هذا العمل لتيم حسن أو عابد فهد مثلاً؟
- لا يوجد ممثل حمل مسلسلاً على عاتقه باستثناء عادل إمام، وكلنا نلعب بطولات مشتركة. وعندما يشارك في العمل الواحد 3 أو 4 أبطال لا يمكن القول إنه يعتمد على البطولة الأحادية، بل على البطولات المشتركة. مسلسل «عشق النساء» مثلاً، لم يكن فيه بطل واحد بل هو عمل ارتكز على مجموعة خطوط عريضة، فهناك خط جمع بيني وبين نادين نسيب نجيم وخط آخر جمع بين ورد الخال وباسل خياط وخط ثالث بين طوني عيسى وجوي خوري. والمسلسل الذي نصوّره حالياً «سمرا» يقوم أيضاً على مجموعة خطوط. نحن لا نعيش زمن البطولة الفردية، ومن يفكر بالبطولة الفردية يجلس في بيته.
• ولكن الممثلات يقدّمن بطولات فردية؟
- هذا الكلام ليس دقيقاً، لأنه كل أربع سنوات قد يمر عمل يعتمد على بطولة نسائية مطلقة.
• هذا الكلام غير صحيح. لأن نادين نسيب نجيم لعبتْ بطولة مطلقة في «لو» وفي «تشيللو» وسيرين عبد النور في «لعبة الموت»؟
- بل هما كانتا بطلتين في الأعمال التي شاركتا فيها إلى جانب مجموعة من الأبطال.
• ولكن كل واحدة منهما كانت البطلة في مواجهة بطلين من الرجال؟
- ولكن الرجال الذين شاركوا في هذه الأعمال يرون أنفسهم أبطالاً أكثر منهما.
• هل تفكر بخوض تجربة السينما؟
- التجارب السينمائية في لبنان لا تزال محدودة، والممثلون الذين يقدّمون أفلاماً سينمائية هم أنفسهم ويتكررون من فيلم إلى آخر.
• وكيف تفسر ذلك؟
- وأنا مثلك أستغرب الأمر، وهذا هو السبب الذي يحول دون تطّور السينما في لبنان.
• ولكن مَن يقدمون السينما يؤكدون أن أفلامهم تحقق نسبة مشاهدة عالية جداً؟
- عندما نتكلم عن فيلم سينما، لا يمكن أن نتحدث عن 100 ألف مشاهد.
• لكننا في لبنان الذي يبلغ عدد سكانه 4 ملايين شخص فقط؟
- أكثر فيلم سينمائي حقق إيرادات كان «وهلأ لوين» للمخرجة نادين لبكي.
• ألا تهمّك المشاركة في أعمال مصرية؟
- بلى، وأتمنى ذلك، ولكن في مصر هم منغلقون على أنفسهم، وأنا اليوم لا أريد دخولها، في حين أنني أقدّم أدواراً أحبها في لبنان.
• وعلى أي أساس أنت تقول إنهم منغلقون؟
- في مصر لديهم الكفاءات، فلماذا يستعينون بممثلين من الخارج!
• ولكنهم تعاونوا مع قصي خولي وتيم حسن وباسل خياط في أدوار البطولة؟
- وكم تبلغ أعمار تيم وباسل وقصي، ومنذ متى هم في المهنة؟ أنا جديد في المجال وعمري في المهنة لا يتجاوز ثلاث أو أربع سنوات. هم ينتمون إلى مهنة فيها احتراف، وفي مصر يستعينون بالمحترفين، والدولة في سورية تؤمن للممثلين كل وسائل الاحتراف، ونحن نشتغل على أنفسنا كي نصل إلى هذه المرحلة.
• بعض الممثلين اللبنانيين يؤكدون أنهم يحرصون على نهوض الدراما اللبنانية ولكنهم في الوقت نفسه يفضّلون عليها الدراما المشتركة لأنها توفّر لهم ما لا تؤمّنه الدراما المحلية. كيف تفسر هذا التناقض بين أقوالهم وأفعالهم؟
- كل بلدان العالم فيها دراما محلية، وهناك مسلسلات أميركية محلية لا يشاهدها إلا الأميركيون، وإلى جانبها هناك مسلسلات عالمية. لا يجوز تنفيذ عمل درامي لبناني محلي بإنتاج معقول وقصة جميلة، كما هي الحال بالنسبة إلى مسلسل «ياسمينا» أو غيره، وتوجيه الانتقادات ليلاً ونهاراً لها ومقارنتها بالدراما المشتركة، لأن إنتاجها محدود، علماً أن الناس أحبوها. يجب الفصل بين الدراما المحلية والدراما المشتركة، وكثيرون يلومونني لأنني أتواجد في كليهما، ويقولون لي أنت شاركتَ في «جذور» و«عشق النساء» وحالياً تشارك في مسلسل «سمرا» ولست مضطراً للمشاركة في إنتاجات محلية محدودة، ولكنني أخالف هذا الرأي تماماً، لأنه يهمني مساعدة الدراما المحلية والتواجد فيها، وفي الوقت نفسه التواجد في الدراما المشتركة، لأنها تؤمّن لي مردوداً مادياً أكبر وتحقق لي انتشاراً أوسع.
• عادةً يفضّل الممثلون الذين يحترفون التمثيل الابتعاد عن المجال الدعائي، ولكن تجربتك مختلفة تماماً لأنك لا تزال تحرص على التواجد في الإعلانات، فما الفارق بينك وبينهم من هذه الناحية؟
- أنا مبتعد أيضاً عن الإعلانات مع أنه تصلني «فرص بلاوي». لكنني وجه دعائي لإحدى ماركات الثياب، وقلائل جداً هم الممثلون الذين تتاح لهم فرصة مماثلة، لأن الفنان هو الذي يشدّ للترويج لأي ماركة، وبعض الفنانين هم الذين يدفعون كي يكونوا وجهاً دعائياً لماركة ما، لأنها تُعتبر إضافة. لماذا أتخلى عن شيء يضيف إليّ، خصوصاً أن الماركة التي أمثل وجهها الدعائي، منتشرة في كل الشرق الأوسط.
• من المعروف أن شقيقتك تطلقت من الفنان عادل كرم، وغالباً ما تنشر صوراً لك مع الصغير شربل، فهل أنت مَن يهتمّ بتربية ابن أختك؟
- بل إن شربل يتنقل للعيش بين بيتي وبيت شقيقتي. نحن عائلة متحابة ومتكاتفة ومتقاربة.
• هل يزعجك كون الولد لا يعيش مع والده ووالدته؟
- لا مشكلة في ذلك. أنا أساعد الأولاد الغرباء شهرياً، فكيف إذا كان الولد ابن أختي.
• وهل أصبح الطفل بصحة جيدة؟
- الحمد لله.
• هل تفكر في الزواج أم إن تجربة شقيقتك الفاشلة شكّلت عندك عقدة؟
- من أجل شربل صرتُ أتمنى أن أصبح أباً، لأنه جعلني أحب الأطفال.
• وهل أنت زعلان من عادل كرم؟
- على الإطلاق.
• وهل توجد قطيعة بين عائلتك وعائلة عادل كرم؟
- على الإطلاق. الطلاق يمكن أن يقع في أي بيت. ولكن يوجد اتفاق وتفاهم بين عادل وشقيقتي، لأن كليهما ناضج. في النهاية، الزواج قسمة ونصيب.
• ما جديدك بعد الانتهاء من تصوير مسلسل «سمرا»؟
- كما هو معروف، فإن مسلسل «سمرا» من إنتاج صادق صبّاح وإخراج رشا شربتجي وكتابة كلوديا مارشليان. العمل لبناني - سوري وأتوقع أن يحقق أصداء إيجابية جداً.
• وهل سيعرض في رمضان المقبل؟
- بل في بداية 2016.
• وما العمل الجديد الذي ستباشر تصويره من بعده؟
- سأشارك في مسلسل «الحرام»، وهو من إنتاج إيلي معلوف وسيُعرض على شاشة «ال بي سي». سنباشر تصويره قريباً على أمل أن يُعرض في بداية السنة الجديدة أيضاً.