ولي رأي
«بس يا هرم»
| مبارك مزيد المعوشرجي |
1 يناير 1970
11:20 ص
أنا لن أكلف نفسي بالعناء للرد على كل ناكرٍ للجميل ناعقٍ زاعقٍ يحقد على العرب والعروبة لأمر في نفسه من بلطجية القلم وفتوات الميكرفونات في إعلام مشبوه يسعى لابتزاز دولتي الكويت وجمهورية مصر العربية، فدور المصريين في بناء الكويت الحديثة كالشمس، ومواقف الكويت مع مصر في الشدة والرخاء لا تعد ولا تحصى، ولا ينكر هذين الأمرين إلا من تأثروا بسينما السبكي وقصص حياة أبناء العشوائيات، ولكني سأرد على من يدعوون بأن الخليجيين كافة والكويتيين خاصة بدو جهلة رحل يعيشون في خيام بالية يمتهنون رعاية الأغنام (ورعاية الأغنام هي عمل الأنبياء).
أرد عليهم بالقول إن الكويت وقبل أكثر من ثلاثة قرون كانت دولة متكاملة البنيان مستقلة ومستقرة فيها ميناء بحري ومركز تجاري، وكانت مصدراً لتصدير كل حاجات دول الجوار والتي كانت ترد من الصين والهند والدول الآسيوية الأخرى. ينقل هذه البضائع أسطول بحري قوامه أكثر من ثمانمئة سفينة صنعت بأيدٍ كويتية جلبت أخشابها من الهند، وتقوم هذه السفن بنقل خيرات العراق إلى الهند ثم تعود منها محملة بالأقمشة والبهارات والعطور، والعديد العديد من المنتجات الهندية التي توزعها على الدول الواقعة على سواحل بحر العرب والخليج العربي، كما كان لديها قوافل من آلاف الجمال تخرج من منطقة الشامية في الكويت لتصل إلى أقصى الشام وتركيا مروراً بطرق مؤمنة ومحمية من هجمات اللصوص وقُطاع الطرق نقلت بضائع كثيرة لدول الشام وتركيا وطريق كان يسمى طريق الحرير وتسعى دول الآن لإعادة بنائه، كما كان لديها أسطول آخر في الغوص بحثاً على اللؤلؤ الذي كانت أسعاره مرتفعة آنذاك ويُباع في بورصات الهند وأوروبا.
وأدوار أخرى كثيرة جعلت الكويت منذ ذاك الحين وطناً وملجأ لكل من ترك بلاده هرباً من المجاعات والحروب سعياً إلى الأمن والأمان، في ذاك الوقت كانت دول من يعانون الآن تحت استعمار غربي قاسٍ وإقطاع يذيق شعوبها الأمرين بالصيات والعصي وهم إما عمال في المصانع أو فلاحون في الحقول لديهم يعملون بأجور زهيدة.
وأختم بالقول إن الامية اختفت في الكويت تقريباً بينما علت باطراد في تلك الدول بسبب الفقر وسوء الإدارة.
****
إضاءة:
خالص العزاء للزميل عبدالله فهمي لوفاة المغفور لها بإذن الله والدته، تغمدها الله بواسع رحمته وألهم ذويها الصبر والسلوان.