لبنان خسر بثّ «عرب سات» من أراضيه... بسبب قناة «الميادين»

1 يناير 1970 10:43 م
شكّل قرار شركة القمر الصناعي «عرب سات» وقف التعاقد على خدمة البثّ التلفزيوني مع وزارة الاتصالات اللبنانية، وبالتالي وقف البثّ من محطة جورة البلوط (المتن الشمالي) لتنتقل الى
عمان (الأردن) ابتداء من 19 الجاري تطوراً بالغ السلبية بدا معه ان لبنان لم ينجح في «السير بين نقاط» الاشتباك السعودي - الايراني ليقف على مشارف خسارةٍ يَتداخل فيها السياسي والمالي والإعلامي.

وجاء قرار «عرب سات» التابعة لـ «المنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات» والمنضوية في كنف «جامعة الدول العربيّة» على خلفية اعتراض كانت وجّهته الشركة لدى السلطات اللبنانية ووزارتيْ الاتصالات والاعلام في شكل خاص، على بث قناة «الميادين» (القريبة من ايران)، مواد إعلاميّة تشكّل تهجماً على السعوديّة ودول عربية اخرى انطلاقاً من مكاتبها الموجودة في بيروت، مطالبة باتخاذ اجراءات عقابية في شأن المحطة، لكن بيروت اختارت سياسةً راوحتْ بين التريث وبين التعاطي مع الامر على قاعدة عدم الرغبة بالتدخل في مسائل تتضمن شروطا تعاقدية بين «عرب سات» و«الميادين» وخصوصاً ان الأخيرة ليست محطة مرخّصة لبنانياً بل هي «محطة إعادة بثّ» وفق القانون اللبناني.

وكان طلب «عرب سات»، التي تَتوزّع ملكيّتها
بين الدول الأعضاء ومنها لبنان، فيما الحصة
الاكبر من أسهمها تعود للمملكة العربية السعودية (مقرها الرئيس في الرياض)، أعقب بحسب
«الميادين» مداخلة ضيف إيراني في أحد البرامج الحوارية السياسية على شاشتها (في سبتمبر الماضي) وإنتقاده لسياسة السعودية خلال موسم الحج على خلفية حادثة التدافع في «منى»، فيما ربطت تقارير اخرى طلب الشركة بلقاء حصري أجرته القناة مع الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح.

وبعدما تلقّت وزارة الاتصالات اللبنانية رسائل من «عرب سات» دعت الى إلغاء بثّ «الميادين»، نُقل عن مصادر «الميادين» ان الشركة ألغت بثّ القناة عن قمر C5، الذي يغطّي إفريقيا ودول المغرب العربي، فيما بقي البثّ عبر مدار «بدر 4» الذي طُلب توقيفه من لبنان.

وفي حين تم التعاطي في القطاع الإعلامي مع التدبير الذي اتخذته «عرب سات» بأنه ذات تأثير محدود على المحطات اللبنانية التي تبث غالبيتها عبر القمر الإصطناعي المصري «نايل سات» باستثناء «تلفزيون لبنان» وقناة «المنار»، وتلفزيون «المستقبل»، اشارت تقارير الى ان بامكان هذه المحطات تأمين استمرارية البث عبر «عرب سات» حتى بعد انتقالها الى عمان ولكن بثّها سيصبح خاضعاً حكما لسلطة الحكومة الأردنيّة وقوانينها. علماً ان قرار «عرب سات» سيعني خسارة وزارة الاتصالات مكتسبات ماليّة تحقّقها من رسوم البثّ الفضائي.

ويذكر أن المدير العام لتلفزيون لبنان طلال مقدسي أوضح لـ «وكالة الأنباء المركزية» انه «منذ تسلمي مهماتي على رأس تلفزيون لبنان، أوجدتُ تعاملاً مبنيا على مهنية مع عرب سات وتواصلاً دائماً واحتراماً متبادلاً». وأضاف «بفضل علاقتي الجيدة وتعاوني الدائم مع عرب سات، أُبلغت من المسؤولين فيها مسبقا بأن الشركة ستقفل محطتها في جورة البلوط، فأجريت اللازم لتأمين استمرارية البث. وعليه، ومنذ 4 نوفمبر، زُودنا بالترددات الجديدة لننتقل الى البث من الاردن وبدأنا العمل بها منذ الجمعة، وأُبلغنا ان البث بالترددات السابقة سينتهي في 19 الجاري».

وكان رئيس مجلس إدارة قناة «الميادين» غسان بن جدو تطرق في مؤتمر صحافي عقده قبل ايام في بيروت إلى ملابسات هذه القضية معتبراً «أن هذا القرار ليس وليد اللحظة بل تم التحضير له منذ ما قبل ولادة القناة منذ 3 أعوام»، ملمحاً إلى «دولة عربية لها نفوذها، سعت من خلال إرسال موفدين من عندها إلى واشنطن ودول الإتحاد الأوروبي لتوقيف إعطاء رخص بث فضائي للمحطة، وقام أحد الموفدين من هذه الدولة إقناع مجلس الكونغرس الأميركي بإن هذه القناة التي ستنشأ ستكون ضد السامية وداعمة للإرهاب كونها إيرانية التمويل».