وقت الدوام والكادر وعطلة الصيف والزواج السريع والعادات
كل الطرق تؤدي بالإناث إلى كلية التربية
| كتب إبراهيم موسى |
1 يناير 1970
11:11 م
• محمد الحربي: الشاب يتذكر ما كان يحدث مع المدرسين فيرفض أن يكرر التجربة
• وليد الحربي: كادر المدرسات سبب رئيسي لإقبال الطالبات على «التربية»
• راشد الحريجي: للمرأة طبيعة خاصة تتطلب وظائف معينة وأكثر المهن ملاءمة لها هي التدريس
• حمد المطيري: المجتمع ينظر لمهنة التدريس على أنها عمل دون المستوى للرجل
• تركي المطيري: من تعمل في التدريس يكون مهر زواجها أضعاف مثيلتها في أي مهنة أخرى
• عواد خليفة: الأهل يضغطون على الطالبات لاختيار كلية التربية
• مرشد الشمري: مهنة التدريس ذات عائد مرتفع ودوام خفيف وإجازة طويلة
• أمل خورشيد: العمل في التدريس فرصة لزواج البنت سريعاً
كل الطرق تؤدي بالإناث الى كلية التربية، وقت الدوام في المدرسة بعد التخرج، وكادر المعلمين، وعطلة الصيف الممتدة الى أكثر من 3 أشهر، والزواج السريع والمهر العالي، والعادات التي تدفع عائلات البنات الى تفضيل إلحاقهن بكلية التربية في جامعة الكويت، تمهيدا لتخرجهن... معلمات، والعمل في بيئة نسائية بعيداً عن الرجال.
وتمثل نسبة الطالبات الى الطلاب في كلية التربية 10 من الطالبات الى طالب واحد من الذكور، وهي نسبة لم تتغير منذ تأسيس الكلية، وحتى الوقت الراهن.
في المقابل تعتبر مهنة التدريس طاردة للمعلم الذكر، ولذا لايرغب الكثير من أبناء الجنس الخشن في الالتحاق بكلية التربية، وان كان «الكادر» قد لعب دورا أخيراً في جذب عدد من الطلاب الى الكلية، كما أن الطالب حينما ينهي مرحلة التعليم الالزامي ويستعد للتعليم الجامعي يبتعد عن رغبات الالتحاق في كلية التربية كرهاً ورفضاً في العودة الى المدرسة مرة اخرى... فهو قد تركها تلميذاً فكيف يعود اليها مدرساً ؟... والى المزيد من التفاصيل في سياق السطور التالية:
قال طالب كلية التربية في الفرقة الثالثة محمد عبدالله الحربي، إن «السبب الرئيسي وراء ان اغلب الطلبة في كلية التربية بنات، هو ان الكويت مجتمع شرقي محافظ وعادات المجتمع هي التي توجه البنات للاقبال على الدراسة في كلية التربية، اعداداً لعملها في مجال التدريس ذي البيئة النسائية».
واضاف الحربي، «في بعض الاحيان يمنع الاهل بناتهم من تكملة التعليم او تأخير الالتحاق بالجامعة ان لم تحصل الطالبة على فرصة الدراسة في كلية التربية»، موضحاً ان «العائد المادي للمدرسة واجازات العمل في مهنة التدريس حافز للبنات للالتحاق بالكلية».
وعن قلة عدد الطلاب بالنسبة للطالبات في كلية التربية، بين الحربي ان «الطالب حينما ينهي مرحلة التعليم الالزامي ويستعد للتعليم الجامعي يبتعد عن رغبات الالتحاق في كلية التربية كرهاً ورفضاً في العودة الى المدرسة مرة اخرى... فهو قد تركها تلميذاً فكيف يعود اليها مدرساً؟».
وتابع الحربي، «الشاب يتذكر دائماً ما كان يحدث مع المدرسين من قبل الطلاب فيرفض ان يكرر التجربة من خلال التحاقه بكلية التربية ثم العمل في التدريس، كما ان الدراسة في التربية ليست لها بدائل في العمل سوى خيار واحد فقط وهو التدريس».
إلى ذلك، افاد طالب كلية التربية وليد الحربي، بان «رغبة الطالبات هي الاساس في زيادة اعدادهن في الكلية، ورغبتهن تلك تعود الى طبيعة المجتمع»، مضيفاً ان «كادر المدرسات سبب رئيسي من اسباب اقبال الطالبات على الدراسة في كلية التربية».
وتابع الحربي، ان «للمرأة طبيعة خاصة تتطلب وظائف معينة واكثر المهن ملاءمة لطبيعة المرأة هي التدريس، وذلك السبب الرئيسي في توجه الطالبات للدراسة في كلية التربية».
من جانبه، قال راشد الحريجي، «اقبال الطالبات على الدراسة في كلية التربية وزيادة عددهن فيها هو توجه مجتمعي كون التربية تصب في مهنة التدريس وهي اكثر بيئة مناسبة لعمل المرأة»، مضيفاً ان «العائد المادي لمهنة التدريس والامتيازات المالية والاجازات وقصر وقت الدوام تجعل الطالبات تتوجّهن للدراسة في التربية للالتحاق بالتدريس مستقبلاً».
وعن اسباب قلة عدد الطلاب الذكور في كلية التربية مقارنة بأعداد الطالبات، ارجع الحريجي الاسباب إلى عدم تقدير الدولة لمهنة التدريس، علماً بانها ارقى واسمى المهن على مر السنين والرسول محمد صلى الله عليه وسلم هو خير معلم.
وبين الحريجي، ان «الوجاهة الاجتماعية عامل رئيسي للرجل الكويتي في اختيار وظيفته وطالما ان العمل مرتبط بالدراسة فان الطالب يحدد كليته بناء على الوظيفة التي يطمح لها ويختار دراسة تؤهله لمهنة ذات مكانة اجتماعية مرموقة من وجهة نظر المجتمع».
وطالب الحريجي الحكومة والدولة بالاقتداء بالحكومات الغربية في تعاملها مع التدريس والمدرس، مبينا انه «اذا صلح حال المدرس والتعليم في الكويت فسينصلح حال البلد كله في كل مؤسساته».
وتابع الحريجي ان «ما فعله رئيس ماليزيا السابق مهاتير محمد يتلخص في اصلاح التعليم والارتقاء بالقائمين عليه ما جعل ماليزيا في ركاب العالم المتقدم».
من جهته، اوضح حمد المطيري، ان «عدم الاختلاط في العمل سبب اقبال الطالبات على الدراسة في كلية التربية»، متابعاً «نحن مجتمع ذو طابع اسلامي والدولة تدفع إلى منع الاختلاط حتى داخل الجامعة فمن الطبيعي ان يكون الاختلاط من عدمه عاملا في تحديد الرغبات... انا كرجل افضل دراسة البنت في كلية التربية كي تعمل بالتدريس والا تختلط بالرجل كوني اعلم نظرة الرجل للبنت وان كانت زميلة عمل، كما ان عمل النساء مع بعضهن افضل للحياة الاجتماعية وله تأثير ايجابي على الاسرة».
واضاف «توقيت العمل في مهنة التدريس مهم في التحاق البنات في كلية التربية والاجازات والعوائد المادية... اهل الكويت عاشقون للسفر والصيف دائماً خارج الديرة فمن يعمل في مهنة التدريس لا تقابله مشكلة الاجازات ولا يتعرض للخصم نتيجة الغياب او التحايل بالحصول على اجازات مرضية للاستمتاع بالعطلة الصيفية».
وزاد المطيري ان «الموضوع برمته يعود الى الدولة في نشر الوعي بين ابنائها بقيمة المعلم ومهنة التدريس ومنح القائمين عليها امتيازات وصلاحيات لتعزيز قيمة العمل في تلك المهنة الجليلة».
وكشف ان «امتيازات التربية عديدة ولكن توجه الطالب قائم على طبيعة المجتمع التي تنظر لمهنة التدريس بالنسبة للرجل كعمل دون المستوى المرجو له».
من جهته، كشف عواد خليفة ان «ضغط الاهل على الطالبات عند اختيارهن للكلية التي سيكملن فيها دراستهن سبب رئيسي في توجه الطالبات إلى كلية التربية».
وعن عزوف الطلبة، لفت خليفة الى ان «نسب تخرج غالبية الطلاب من الثانوية ضعيفة، وكلية التربية تحتاج إلى مجاميع عالية وبناء عليه فان الطالبات في كلية التربية اضعاف اضعاف الطلاب».
اما طالب كلية التربية مرشد الشمري، فقال ان «سبب زيادة اعداد الطالبات في كلية التربية مقارنة بالطلاب هو ان الكلية تؤهل للعمل في التدريس المهنة ذات العائد المرتفع والدوام الخفيف والاجازة الطويلة».
واضاف الشمري ان «العادات والتقاليد عامل حاسم حيث ان الاسر الكويتية قديماً كانت لا ترغب في عمل المرأة بل كانت اغلب القبائل تعتبر ان عملها عيب كبير وعندما تغيرت الظروف وقبلت بعملها فلا ترغب في ان تعمل بناتها في بيئة عمل بها اختلاط مع الرجل، وكون مهنة التدريس التي هي نتاج الدراسة في التربية لا يوجد بها اختلاط وبيئة نسائية فان العائلات تدفع بناتها للدراسة في كلية التربية».
وتابع، ان «كادر المعلمات حافز مهم للطالبات للالتحاق بالدراسة في كلية التربية»، مبيناً ان «تعدد فرص العمل للرجل كالعمل بالشرطة والجيش والحرس الوطني والمهن الشاقة ذات العائد الكبير تجعل الطلبة عازفين عن الدراسة في كلية التربية».
ولفت الطالب تركي المطيري الى سبب اقبال الطالبات وعزوف الطلاب عن الدراسة في كلية التربية، ويتمثل ذلك في ان دراسة التربية تؤهل للعمل في مهنة التدريس ذات الامتيازات العديدة ما يجعل فرص زواج البنت اكثر بكثير من نظيراتها خريجات الكليات الاخرى.
وقال «من تعمل في التدريس يكون مهر زواجها اضعاف مثيلتها، ضارباً مثالا انه من تعمل في اي مؤسسة في الدولة مهرها ما بين 5000 إلى 6000 دينار، اما من تعمل في التدريس فمهرها لا يقل عن 10000 دينار وان كان العريس من ابناء العم فمن المحتمل ان يكون مهر المدرسة 9000 دينار».
وبين المطيري، ان «كادر المعلمات وتخصص رياض الاطفال سبب مهم لاقبال الطالبات على الدراسة في كلية التربية».
وعن اسباب عزوف الطلاب عن الدراسة في كلية التربية، قال المطيري إن «ارتفاع معدل قبول الكلية سبب قلة الطلاب في التربية وذلك لان معدلاتهم غالبا ما تكون منخفضة بالنسبة للطالبات».
وبين المطيري ان «كره مهنة التدريس بالنسبة للطلاب يظل معه من وقت ان كان تلميذا وهو سبب رئيسي في عزوف الطلاب عن الدراسة في كلية التربية»، موضحاً انه «يدرس في كلية التربية بسبب مدرس جغرافيا مصري يدعى سويلم كان بالنسبة له مثلا اعلى وقدوة وقليلا ما يجد الطلبة في المدرسة مدرسا يقتدى به ما يجعلهم عازفين عن الالتحاق بالعمل في التدريس».
ورأت الطالبة امل خورشيد ان «سبب زيادة الطالبات في التربية عائد لطبيعة البنت التي تتماشى مع مهنة التدريس اكثر من اي مهنة اخرى»، مبينة ان «الطالبات اكثر التزاماً من الطلبة والدراسة في كلية التربية تحتاج للالتزام ما يجعل الطالبات اكثر من الطلاب».
واوضحت خورشيد ان «الدراسة في التربية تؤدي للعمل في التدريس والعمل بالتدريس فرصة لزواج البنت لذلك تتجه الطالبات للتعليم في كلية التربية».
وذكرت ان «الاجازة والراتب عامل مهم لدراسة الطالبات في كلية التربية».
واتفقت كل من امل المطيري وانوار يوسف المبارك واسماء الزعابي وعزيزة الشطي مع زميلتهن امل خورشيد في الرأي.
نجاة المطوع: الطالب في الكلية تقابله 10 طالبات
ذكرت عميدة كلية التربية الدكتورة نجاة عبدالعزيز المطوع، ان «نسبة الطلاب للطالبات في كلية التربية هي 1 إلى 10 وذلك لان الدراسة في الكلية تناسب البنات اكثر من الأولاد»، موضحة ان «الرجل الكويتي بطبعه تاجر ومهنة التدريس بالنسبة له طاردة».
واضافت المطوع، «في السنوات الاخيرة شهدت اقبالا متزايدا من الطلاب للدراسة في كلية التربية بعد تحديد كادر المعلم... حيث ان الكادر مغرٍ جداً».
وارجعت المطوع زيادة الطالبات عن الطلاب في الكلية إلى مجموعة من العوامل مجتمعة وهي «العادات والتقاليد، طبيعة المجتمع، طبيعة المرأة، المنفعة، الاجازات، عدد ساعات العمل في التدريس، الضغوط الاسرية، والزواج بالنسبة للبنات».
من جهتها قالت مديرة مركز تطوير التعليم في كلية التربية الدكتورة كوثر الحبيب، ان «كلية التربية منذ نشأتها حتى الان وعدد الطالبات بها اضعاف اضعاف عدد الطلاب بما لا يجعل وجه مقارنة بين الطرفين»، موضحة ان «طبيعة المجتمع هي العامل الاساسي في ذلك».
من جهة اخرى قالت مساعد العميد للشؤون الطلابية الدكتورة مريم أحمد المذكور، ان «الكلية تقدمت بمقترح لادارة الجامعة وجارٍ دراسته في ما يخص عدد الطلاب الذكور وطلبت استثناءهم من المعدلات في القبول ليتوافق عددهم مع احتياجات سوق العمل وسد العجز».
استراحة الطلاب... ديوانية شبابية
التقت «الراي» في جولتها بالطلاب داخل مكان مخصص لهم مكتوب عليه من الخارج استراحة الطلاب.
والاستراحة عبارة عن ديوانية شبابية بكل معنى الكلمة، فيها تلفزيون وعامل هندي مدفوع الاجر يقدم للطلاب الشاي والقهوة، وتدخين السجائر في الديوانية سمة عامة.
يذكر أن كافتيريا الطلاب في كلية التربية مغلقة لانتهاء العقد مع الشركة المؤجرة.
شكرا... خالد المطيري
«الراي» تشكر مسؤول العلاقات العامة في كلية التربية خالد المطيري، لما قدمه من تسهيلات في إجراء اللقاءات مع عمادة الكلية وكبار المسؤولين فيها والاساتذة والطلبة.