«داعش» في دائرة الشبهة... ورئيس البلدية يخشى عبر «الراي» من فتح باب الفتنة
10 قتلى بانفجار استهدف «هيئة علماء القلمون» في عرسال
| بيروت - «الراي» |
1 يناير 1970
10:54 م
ضرب انفجار ملتبس بلدة عرسال اللبنانية البقاعية المتاخمة لمنطقة القلمون السورية، مستهدفا مقرّ «هيئة علماء القلمون» (السورية) وأدى الى مقتل نحو 10 أشخاص بينهم مشايخ وجرْح نحو 15 آخرين.
وما جعل التفجير الذي وقع بعيد الظهر وتحديداً في محلّة «السبيل» وخلال تواجد رئيس هيئة علماء القلمون الشيخ عثمان منصور وعدد من أعضاء الهيئة في المكتب الذي جرى استئجاره لعقد اجتماعاتها قرب مبنى البلدية الجديد في عرسال، يكتسب أبعاداً بالغة الخطورة انها المرة الأولى يتم ربْط توتيرٍ أمني في هذه البلدة ذات الغالبية السنية والتي تحتضن نحو مئة ألف نازح بـ «تصفية حسابات» ترتبط بالنزاع السوري. ذلك ان الأحداث الأمنية فيها كانت انطبعت خصوصاً بالمواجهات الدموية التي وقعت في 2 اغسطس 2014 بين الجيش اللبناني ومجموعات
من «جبهة النصرة» و«داعش» المنتشرة في جرود البلدة والتي أدت الى سقوط عشرات العسكريين اللبنانيين بين قتيل وجريح اضافة الى أسْر 36 عسكرياً ( 19 من الجيش و17 من قوى الأمن الداخلي) ما زال 25 منهم قيْد الأسر حتى اليوم فيما جرى إعدام أربعة آخرين تباعاً.
وتضاربتْ المعلومات حول ملابسات الانفجار امام مقر «هيئة علماء القلمون» التي تعنى بموضوع المخيّمات والمساعدات للنازحين السوريين إضافة الى شؤون الزواج والطلاق وغيرها من القضايا التي تحتاج الى تسجيل في دوائر النفوس. علماً ان اسمها ارتبط مرات عدة بوساطات مع «جبهة النصرة» لإطلاق العسكريين اللبنانيين المحتجزين لديها.
وفي حين ربطت تقارير هذه الهيئة بـ «النصرة» متحدّثة عن ان بين أعضائها عدداً ممّن يسمون بالشرعيين التابعين للجبهة، لفتت معلومات أخرى الى ان هذه الهيئة «مستقلّة». الا ان مصادر عدة رجّحت ان تكون العملية هي من صنيع «داعش» نتيجة خلافات أكيدة مع الهيئة التي كانت تلقت العام الماضي تهديداً من التنظيم.
واعتبرت بعض المصادر أن التفجير جاء بعدما اتخذت هيئة علماء القلمون قراراً تم الاتفاق عليه مع الجميع، باستثناء «داعش» على إبقاء عرسال خارج أي صراع أو معركة مع «حزب الله» او الجيش اللبناني.
ولم تُسقِط مصادر أخرى إمكان أن يكون التفجير ناجماً عن خلاف بين مجموعات مسلحة في جرود عرسال وبين أحد علماء الهيئة، فيما أشارت مصادر في «الجيش السوري الحر» الى أن التفجير يهدف الى توسيع الهوة بين فصائل المعارضة «لضربها ببعضها» نتيجة رمي الاتهامات في ما بينها، لافتة الى «أن مَن له المصلحة في ذلك هو النظام السوري وحلفاؤه»، ومعتبرة أن الانفجار بمثابة «جس نبض» لوضع الفصائل في الجرود «ما يجعلنا نتأكد أن معركة عرسال على الابواب بعد وقف معركة الزبداني».
وفيما لم تستبعد بعض المصادر فرضية الانتحاري نُقل عن مصدر أمني ان التفجير ليس ناتجاً عن سيارة مفخخة انما عبوة ناسفة وُضعت على مدخل المبنى. علماً ان تقارير تحدثت عن ان العبوة كانت موضوعة على دراجة نارية رُكنت امام المبنى.
وفي هذا السياق أوردت وسائل إعلام لبنانية انه خلال اجتماع الهيئة جاء شخص وطرق الباب وطلب بالاسم التحدث مع الشيخ عمر الحلبي، وانه عند خروج الحلبي وقع الانفجار، الذي ادى الى مقتل عدد من المشايخ عُرف منهم (الى الحلبي) علاء بكور، علي رشق، وفواز عراب. وفيما أصيب رئيس هيئة علماء القلمون الشيخ عثمان منصور الملقب بـ «عبد الله يبرودي» بجروح خطرة، عُرف من الجرحى الآخرين الذين نُقلوا الى مستشفيات ميدانية الشيخ علي منقارة، في حين علمت «الراي» ان ليس بين الضحايا او الجرحى لبنانيون.
اما الرواية الثانية، فتحدثت عن عقد قران كان يحصل في مكتب هيئة علماء القلمون حين انفجرت العبوة الموضوعة في دراجة نارية مركونة امام المبنى، ما ادى الى سقوط القتلى وبينهم العروسان وافراد من عائلتيهما.
واستبعد رئيس بلدية عرسال علي الحجيري في اتصال أجرته به «الراي» ان يكون الانفجار الذي وقع في البلدة ناجماً عن هجوم انتحاري، مرجحاً ان يكون نتيجة عبوة وُضعت في دراجة نارية، ولافتاً الى ان الحصيلة النهائية للضحايا هي عشرة قتلى وعدد من الجرحى جميعهم من السوريين.
واشار الحجيري الى «ان الانفجار هو فتْح لباب الفتنة ولم يكن ينبغي ان يقع فهو يسيء الى السوريين الموجودين في عرسال وسيضيق الخناق عليهم أكثر ن الجيش اللبناني وقوى الامن»، متحدثاً عن تكهنات حول تصفيات بينهم (السوريين).
من جهته قال نائب رئيس بلدية عرسال أحمد فليطي رداً على سؤال لـ«الراي»عمّا إذا كانت هذه الهيئة تضطلع بدور في ملف العسكريين المخطوفين:«لا أعلم إن كانت هذه الهيئة لعبت دوراً في هذا الملف أم لا، لكن أعتقد أن ما حصل بعيد عن هذا الموضوع، فهذا المجلس يعمل في مجال الإغاثة، ويشرف على توزيع قسم من المساعدات على النازحين من أهالي منطقتهم الموجودين في عرسال، ويحل المشاكل البسيطة التي قد تنشأ بين أهالي المنطقة من النازحين»، لافتاً إلى أن أعضاء هذه الهيئة«هم من النازحين السوريين أيضاً، فبعد أن انتُدب كل واحد منهم من مجلس وجهاء قريته، تَشكل هذا المجلس الذي يقوم بمتابعة مسألة أهل القلمون».