الدولار ارتفع 8.1 في المئة مقابل العملة الوطنية خلال 18 شهراً

خزينة الكويت تكسب 3 ملايين يومياً من انخفاض سعر صرف الدينار

1 يناير 1970 12:36 م
منح انخفاض سعر صرف الدينار الكويتي خزينة الدولة ديناراً إضافياً عن كل برميل نفط تبيعه الكويت بالسعر الحالي (42.5 دولار للبرميل)، أي ما يزيد على 2.9 مليون دينار يومياً، أو 9.5 مليون دولار.

فسعر برميل الخام الكويتي يبلغ وفق سعر الصرف الحالي 12.9 دينار تقريباً، في حين أنه كان سيعادل 11.9 دينار لو كان سعر صرف الدينار اليوم كما كان قبل 18 شهراً. ووفق لهذا المعدّل يمكن أن توفّر الخزينة ما يقارب 90 مليون دينار شهرياً، وأكثر من مليار دينار في السنة.

ولامس سعر صرف الدينار الكويتي أمس أدنى مستوياته أمام الدولار منذ أواخر التسعينات، واقترب من أدنى مستوياته على الإطلاق، عند 303.25 فلس للدولار الواحد. وبالمقارنة، كان سعر الصرف 280.5 فلس للدولار في 7 مايو 2014، أي أن سعر صرف الدينار مقابل الدولار انخفض 7.5 في المئة، وفي المقابل ارتفع صرف الدولار مقابل الدينار بنسبة 8.1 في المئة خلال 18 شهراً (منذ مايو 2014)، ما يعني أن تكلفة الاستيراد من الولايات المتحدة والدول التي تربط عملتها بالدولار أو الدراسة أو السياحة ارتفعت بالنسبة نفسها.

وكان الدينار قد سجّل أدنى سعر له منذ التسعينات في 12 يوليو الماضي عند 303.3 فلس للدولار، لكنه عاد إلى التحسن نسبياً بعد ذلك إثر تراجع العملة الاميركية في أسواق الصرف العالمية. إلا أن الأسابيع الماضية شهدت ارتفاعاً للدولار مقابل معظم العملات الرئيسة مع ترقّب الأسواق لاحتمال اتخاذ مجلس الاحتياط الفيديرالي الأميركي قراراً برفع أسعار الفائدة في ديسمبر.

وبغض النظر عن التقلبات الآنية لأسعار الصرف العالمية، يعتقد بعض المراقبين أن تخفيض سعر الدينار نهج مدروس ينسجم مع حاجات السياستين المالية والنقدية وواقع تدفقات العملات الصعبة، في ظل انخفاض إيرادات الكويت من مبيعات النفط إلى أكثر من النصف منذ الصيف قبل الماضي، بفعل التراجع الحاد لأسعار النفط.

وتشير البيانات التاريخية إلى ترابط واضح بين النفط وسعر صرف الدينار. ففي أواخر التسعينات، حين تراجعت أسعار النفط إلى قرابة العشر دولارات، سجل سعر صرف الدينار أدنى مستوياته التاريخية فوق 306 فلوس للدولار الواحد، وحين حدثت الطفرة النفطية الكبيرة بعد حرب تحرير العراق، وتجاوزت الأسعار 150 دولاراً للبرميل، ارتفع سعر الصرف إلى أعلى مستوياته على الإطلاق قرب 266 فلساً للدولار الواحد.

وشهدت أسعار العملات الرئيسية الخمس أمس تباينا (كونا) إذ انخفض اليورو ليسجل 0.329 دينار مقارنة بأسعار صرف أو لمن أمس. وانخفض سعر صرف الجنيه الإسترليني انخفض ليسجل 0.466 دينار في حين استقر الفرنك السويسري عند 0.305 دينار بينما بقي سعر صرف الين الياباني دون تغيير عند مستوى 0.002 دينار.

وواصل الدولار الأميركي مكاسبه مقابل العملات الرئيسية الأخرى حيث عزز صدور البيانات الأميركية القوية التفاؤل بشأن قوة الاقتصاد إلى جانب تصريحات وزارة التجارة الأميركية بأن العجز التجاري تقلص بمقدار 40.81 مليار دولار في سبتمبر الماضي.

واستمرت العملة الموحدة تتعرض إلى ضغوط البيع بعد أن أشار رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي إلى أن خيار إجراء المزيد من التيسير النقدي لا يزال قيد البحث ولابد من العمل على تعزيز نمو الأسعار في منطقة اليورو.

للمرة الأولى منذ سبتمبر 2003، اخترق سعر صرف الدولار الأميركي 300 فلس كويتي، ليسجّل الدينار الكويتي أدنى مستوى له مقابل العملة الأميركية منذ نحو 12 عاماً.

وبذلك تكون قيمة الدينار الواحد قد انخفضت إلى 3.33 دولار، بعد أن تجاوزت في ذروتها 3.7 دولار في الربع الثاني من العام 2008 إثر فك ارتباط الدينار بالدولار الأميركي (بلغ سعر صرف الدولار حينها 264 فلساً)، أي أن الدينار خسر أكثر من 12 في المئة منذ ذلك الحين.