تحيي ذكرى إطفاء أخر بئر نفطي وتحتفل باليوم البيئي
«مؤسسة البترول»: حرق الآبار النفطية خلال الغزو أكبر كارثة بيئية شهدها التاريخ
1 يناير 1970
11:49 م
أكد الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية نزار العدساني حرص الكويت ومؤسسة البترول الكويتية وشركاتها على ترسيخ مفاهيم الأمن والسلامة والصحة والبيئة وأن تصبح هذه المفاهيم ثقافة وقيمة أخلاقية وليست شعارا فقط.
وأوضح العدساني في بيان صادر عن المؤسسة اليوم بمناسبة إحيائها ذكرى إطفاء آخر بئر نفطي والاحتفال باليوم البيئي اليوم الذي أقيم في واحة الصبيحية بحقل برقان أن تلك الذكرى سجلت مرحلة جديدة في تاريخ الكويت الحديث.
ولفت إلى أنها سجلت مرحلة جديدة بعدما استطاعت الكويت بجهود أبنائها المخلصين وتضحياتهم وبمساعدة الدول الصديقة السيطرة على أكبر كارثة بيئية شهدها التاريخ والتي تمثلت في قيام القوات الصدامية الغاشمة بحرق ما يفوق عن 700 بئر نفطي.
وأشار الى أن كارثة حرق آبار النفط الكويتية تعد دليلا واضحا على آثار الحروب المدمرة على البيئة والكائنات الحية معربا عن سعادته للمشاركة في الاحتفال باليوم البيئي وذكرى إطفاء آخر بئر نفطي.
وأوضح العدساني أن حرق آبار النفط أوقع أثارا جسيمة على صحة الإنسان الذي يعيش على أرض الكويت وذلك من خلال ما أحدثته من تلوث للهواء والماء لافتا إلى أن خطر حرق الآبار امتد ليشمل المياه الجوفية التي تعاني الكويت في الأساس من ندرتها.
وذكر أن إطفاء الآبار المشتعلة استغرق 8 شهور وأن تلك الفترة الزمنية حطمت التوقعات التي كانت تشير إلى فترات زمنية متباعدة وبتكاليف مالية وبشرية كبيرة متذكرا مآثر سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد طيب الله ثراه الذي شارك في الاحتفال بإطفاء آخر بئر محترق في الكويت في السادس من نوفمبر 1991.
وبين أن تجربة إطفاء الآبار المحترقة في الكويت كانت دافعا قويا وباعثا حقيقيا لتطوير مبادرات وآليات مجابهة الأزمات فضلا عن الاستعداد للتعامل مع أي طارئ أو كارثة تهدد البيئة وفق مقاييس مهنية ومنظمة ومدروسة ضمن روح الفريق الواحد.
ووجه الشكر لكل الشرفاء الذين ضحوا من أجل الحفاظ على ثروة الكويت وللأصدقاء الذين ساهموا في إطفاء آبار النفط المشتعلة مؤكدا أن الكويت تعمل جاهدة لتعزيز دورها الدولي في أمن إمدادات الطاقة وفق خطة طويلة الأجل تستهدف رفع قدراتها الإنتاجية وإنتاج منتجات نظيفة.
ومن جهته استذكر الرئيس التنفيذي لشركة نفط الكويت هاشم هاشم الأوقات العصيبة التي عاشتها الكويت والقطاع النفطي جراء قيام القوات الغازية بتفجير وإشعال النيران في 727 بئرا نفطية كويتية الأمر الذي أدى إلى كارثة بيئية غير مسبوقة نتج عنها حرق ستة ملايين برميل من النفط يوميا.
وأشار هاشم إلى أن تلك الكارثة البيئية أدت إلى انخفاض ملموس في درجات الحرارة المحلية بلغ عشر درجات رافقته تغيرات مناخية بارزة وذلك بعدما تحول نهار الكويت إلى ليل وخيمت عليه غيوم سوداء ثقيلة محملة بغازات سامة إلى جانب انتشار الدخان الناتج عن الحرائق إلى مسافات بلغت ألفي كيلومتر حتى وصل إلى حدود الصين والهند أما الرماد الناتج عنها فبلغ حدود اليابان وجزر هاواي.
ولفت إلى أن الكويت بذلت جهودا كبيرة للتغلب على تلك الكارثة وأن نهاية شهر أغسطس 1991 شهد تواجد 11 شركة متخصصة في مكافحة حرائق النفط للعمل في المنطقة وهي فرق مثلت ثلاث قارات وجاءت من الكويت وكندا وفرنسا والمجر ورومانيا وروسيا والمملكة المتحدة والصين وإيران والأرجنتين والولايات المتحدة الأميركية.
واستعرض هاشم خطوات الكويت بشكل عام وشركة نفط الكويت بشكل خاص المتمثلة في تبني عدد المبادرات والمشاريع المستدامة لإعادة تأهيل البيئة المتضررة في الكويت إذ نفذت الشركة واحدا من أكبر المشاريع البيئية في المنطقة بالإضافة إلى عدد من المشاريع الاستراتيجية الهادفة لإعادة تأهيل وحماية البيئة.
ولفت هاشم إلى أن شركة نفط الكويت حريصة على تحقيق الأهداف الاستراتيجية المتعلقة بالشؤون البيئية وأنها أعدت مبادرات لحماية البيئة منها أطلقت برنامجا رائدا لإدارة نوعية الهواء يعمل على رصد ومراقبة جودة الهواء والانبعاثات وتنفيذ عدد من البرامج المتميزة التي ساهمت بمجملها في خفض انبعاثات حرق الغاز إلى أقل من واحد في المئة.
وبين أن ذلك ساهم في فوز الشركة بجائزة البيئة الأولى لمجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة وذلك لحرصها على حماية البيئة وتحسين مستوى الهواء وخفض معدل انبعاثات احتراق الغاز وغير ذلك من المشاريع المهمة التي تصب في مصلحة المحافظة على البيئة.
وكشف هاشم عن أن شركة نفط الكويت بات لديها فريق إطفاء مدرب على أعلى المستويات لمكافحة حرائق آبار النفط مزود بمعدات متطورة من مضخات ومجمعات للمياه وفوهات لدفع المياه ومعدات خاصة بمثل هذه الحرائق.
وأفاد هاشم بأنه تم نقل الدفعة الأولى من التربة الملوثة نتيجة آثار حرائق النفط إلى مكمن الردم الشمالي في خطوة هي الأولى من مخطط شامل يعد نموذجا عالميا يحتذى به في إعادة تأهيل البيئة.