الأمطار أفرغت «التربية» من أهلها !

مع توقعات إدارة الأرصاد الجوية استمرار فرص هطول الأمطار على البلاد إلى منتصف الأسبوع المقبل، ظهرت إلى السطح تساؤلات عما إذا كانت عطلة المدارس ستمتد مواكبة للطقس، وعن مصير اختبارات الفترة الدارسية الأولى والمناهج في ظل ما شهدته الفترة الماضية من عطلات رسمية وطارئة، وسط استغراب من قرارات التعطيل التي اعتبرها مراقبون غير مبررة ولاسيما أن الأجواء خلال نهاري أمس وقبله لم تكن بالسوء الذي يوجب تعطيل الطلبة.

ولأن العطلة عدوى معدية، فقد تضامن موظفو وزارة التربية مع الميدان، فخلت مكاتب الوزارة من اهلها أمس وتجاوزت نسبة الغياب في صفوف الموظفين الـ 50 في المئة تقريباً، فيما بدت القطاعات خاملة باستثناء التعليم العام الذي كان مسرح الأحداث وغرفة العمليات لاستقبال الشكاوى ومتابعة أثر المطر في مختلف مدارس الكويت.

من إدارة نظم المعلومات إلى مبنى التواجيه العموم والقطاعين المالي والإداري، رصدت «الراي» ملامح الهجرة الجماعية للموظفات باستثناء عدد ضئيل منهن وخيم السكون على قطاعات بأكملها فيما سجلت صالة استقبال المراجعين في قطاع الشؤون الإدارية عدد محدود من المعاملات أمس وشهدت حالة من الركود التام التي لم تألفها طوال الأيام الفائتة ربما وفق قول بعض المسؤولين «بسبب خرير الاسقف في غرف الوزارة وقطاعاتها خاصة وان مبنى الوزارة قديم ومتهالك».

وتحدثت بعض الموظفات لـ «الراي» عن سبب هذه الظاهرة المنتشرة في جميع وزارات الدولة وفي المدارس والجامعات وطغت على طبيعة المجتمع الكويتي الذي أصبح ميالاً لـ «الكسل» مؤكدات أن السبب الأول البطالة المقنعة والتكدس الوظيفي الكبير لا سيما في صفوف الموظفات إضافة إلى ترف بعض الموظفين وعدم إحساسهم بالمسؤولية ومحاولاتهم الدائمة لاقتناص فرص الغياب في المناسبات والعطل والأعياد تحت بند التمارض والأعذار الطبية.

وإلى قطاع التعليم العام الصاخب بالحركة مثلت مكاتبه وموظفيه أمس نقطة الضوء الخافتة في ظلام وزارة التربية «الدامس» واستقبل العاملون في القطاع من مراقبين ورؤساء أقسام وسكرتارية عشرات المعاملات المقدمة إلى الوكيلة من المواطنين والوافدين فيما انشغلت الوكيلة المساعدة للتعليم العام فاطمة الكندري باستعراض التقارير التي تردها من المناطق التعليمية وإدارات الشؤون الهندسية في شأن الأضرار التي لحقت بالمدارس والإجراءات المتخذة في كل مدرسة.