مَنْ المسؤول ؟
| * جاسم الراشد العبود |
1 يناير 1970
07:58 ص
قال لي أحد المدمنين و هو على يقين بما يقوله إن الحكومة هي المسؤول الأول عن تعاطيه
المخدرات، و يعلل ذلك أنه لولا وجود المخدرات في البلد و سهولة الحصول عليها لما تعاطى الكثيرون المخدرات، فالمسؤولية الرئيسة عن تفشي ظاهرة المخدرات تقع على الحكومة،
كما أن هناك مَنْ يقول إن الأسرة لها الدور الكبير في تعاطي المخدرات، و ذلك من خلال التربية، و هناك أيضا مَنْ يقول إن الإعلام الفاسد له دور في نشر الفساد ومنه المخدرات بطريقة ماكرة للمشاهد و خاصة المراهقين.
و الكل يبرئ نفسه من المسؤولية و أولهم المتعاطي للمخدرات.
و لإحقاق الحق يجب
أن نبيّن دور كل مَنْ له مسؤولية تجاه هذه المشكلة التي نرى أن الدور الأبرز في المسؤولية فيها يقع على الأسرة لأنها القاعدة و الأرض الصلبة التي يقف عليها الأبناء،
و كما قيل تزرع تحصد، فإن تربية الأبناء يجب أن تكون على أسس إيمانية و قيم و مبادئ و أخلاق يحكمها الشرع منبعثة من الوسطية
من غير غلو، و المنطقية في التعامل و إعطاء الحرية المعقولة و ليست الرقابة أعني التجسس مع الالتزام بالعادات و القيم و الأصول و جعل المنهج الإيماني هو الذي يحدد المسار للأبناء و سلوكهم القويم وحتى اختيار الصاحب
ومن يكون هذا هو منهجه في الحياة فإنه بلا شك يكون على أرض خصبة و زرعها مثمر، فالأسرة لها الدور الأساسي لتربية الأبناء، و كما قال الرسول - صلى الله عليه و سلم -: «كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه»،
فالقدوة تؤخذ من الأسرة سلبا أو إيجابا و كأن المدمن يقول:
إنه ليس له دخل في تعاطيه و ليس المسؤول عن إدمانه،
لكنني أقول له لا تهرب من الحقيقة لأنك انت المسؤول عما أنت فيه ولا تلق باللوم و الأسباب على الآخرين و إن كان للأسرة دور،
لكن بعدما يدرك المدمن الحق من الباطل و يكلف شرعا و يميز الخير من الشر يصبح هو المسؤول أمام الله عز وجل عن كل تصرفاته و سلوكه،
وكما قال الله تعالى: «كل نفس بما كسبت رهينة»، و قال تعالى: «يأيها الذين كفروا لا تعتذروا اليوم إنما تجزون ما كنتم تعملون» ( التحريم7).
و الحقيقة إن حب المدمن للمخدرات و عدم الرغبة في تركه يجعلانه يلقي باللوم على كل من حوله،
لأنه لا يجد مبررا ولا بديلا له مهما كانت العواقب و الخسائر، فالمهم الاستمرار على ماهو عليه،
قال الله تعالى:«بل الإنسان على نفسه بصيرة» ( القيامة 14 ).
أسال الله العلي القدير أن يهدي كل ضال و يرده رداً جميلاً.
* ناشط في مجال التوعية بأضرار المخدرات