معالم في الطريق

واقع النقد السلبي بالحركة الإسلامية

1 يناير 1970 06:58 ص
نشارك في حياتنا اليومية عموماً وفي البيئات الدعوية للحركة الإسلامية أو غيرها خصوصاً بمجموعة من الحوارات والنقاشات عن تقييم الواقع الدعوي والحركي وسلبياته وإيجابياته، وهذه الظاهرة لا شك أنها مطلوبة وممدوحة فتقييم أي واقع بالعمل والحياة أمر مطلوب ويرتقي بالعمل وشأنه فيبين إيجابياته ويبين سلبياته، ومن الخطأ أن نمضي بأي عمل خاصة إذا كانت لغاية عظيمة وهدف كبير مثل العمل الحركي الإسلامي دون تقييم ومراجعة.

ولعل أجيال الحركة الإسلامية تربت على كتابات للشيخ الداعية فتحي يكن رحمه الله الأمين العام السابق للجماعة الإسلامية في لبنان «الإخوان المسلمون» وكتابات الشيخ محمد أحمد الراشد الداعية العراقي المعروف وصاحب أشهر التأصيلات للعمل الحركي الإسلامي، وأيضاً كتابات الشيخ عبدالحميد البلالي حفظه الله الداعية الكويتي المعروف وغيرهم من الكتابات والأعمال، ولا شك أن هذه الأعمال ساهمت في الارتقاء بالعمل الدعوي، ولكن هناك مجموعة ملاحظات على ظاهرة النقد الذاتي وتقييم العمل بالواقع الموجود الحالي وعلى الأقل في الكويت ومنها:

- أصبحت هذه الانتقادات والتقييم عند بعض الفئات مجرد «فضفضة» حول الواقع الدعوي وطريقة لتسيير المجالس والملتقيات ولا يترتب عليها أي أمر عملي وميداني.

- باتت ظاهرة النقد تتركز بشكل كبير حول أشخاص أو مجاميع وليست تقييم الأفكار والمشاريع «شخصانية» وهذا الأمر بسبب عداوات قديمة شخصية أو فكرية ترتب عليها التصيّد والبحث عن الأخطاء للمخالف وهنا نحتاج لدخول الجانب الإيماني في مراجعة النيات والفكرة.

- غياب «الذاتية» الحركية وإبراز المشاريع والأفكار والانتظار من الجسم الدعوي والقيادة الدعوية أن يوجه للمشاريع والأفكار وتجد بعضهم لديه مشاريع خاصة ومبادرات ناجحة ومتميزة خارج إطار الحركة الإسلامية مما يبين أن الجانب الدعوي والحركي ليس من اهتماماته الأولى..! وليس العجز عن المبادرة والعمل.

- عدم وضوح القيادة الدعوية في خططها وأهدافها العامة و«التشغيلية» وإشغال القواعد بالأعمال الواضحة التي تبرز فيها المعالم والأهداف المعلومة.

- كثرة الانتقاد لخصوم الدعوة من التيارات الإسلامية وغيرها لبعض مشاريعهم وتحركاتهم وبالمقابل العجز عن عمل مثل هذه المشاريع والتحركات وقلتها في الواقع الحركي الدعوي.

- تحول علاقات بعض أفراد الحركة الإسلامية إلى علاقات «مجاميع مغلقة» أو «علاقات صداقات بحته» يغلب عليها العاطفة والتقارب دون أن يترتب عليها أعمال ومشاريع مفيدة للدعوة.

- انتقاد أعمال دعوية وأفكار بسبب أن من قام بها أو يتولاها فلان ثم التوقف عن النقد وربما الثناء إذا قام بها أشخاص أو مجاميع مختلفة.

- عدم البحث عن البدائل والظن أن العمل متوقف على جهة دعوية معينة أو شخصيات معينة فمن يتعثر ولا ينجح مع جهة دعوية داخل الحركة الإسلامية لا يفكر في الصبر عليها وتقويم الأخطاء وإيجاد البدائل النافعة وربما ينتقل إلى ترك كل شيء والتوقف بحجة «ماعطوني فرصة»....!

- الوهم عند الإنسان أنه لا يستطيع العمل والبذل لانشغالاته الوظيفية والحياتية وتجده يكثر من النقد لمن يعمل في الواقع الدعوي وإن كانت عنده أخطاء....!

- كثرة التنظير و«التفلسف» جعلت أوساطنا مليئة بكثرة الكلام والأحاديث التي تجرنا إلى الانتقاد والتقييم دون أي أثر واقعي ينبني عليه أعمال نقلية.

- الظن أن الداعية لا يعمل الا بمشاريع كبيرة أو لا يعمل دون التفكير أن الداعية يعمل أي أمر يتقدم بدعوته وواقعه الحركي ولو كان بسيطاً حسب طاقته.

يجب أن نمزج بين القيادة الواعية ذات المشاريع والخطط التشغيلية وأيضاً الذاتية الحركية فلا ينفك أحدهما عن الآخر فلا تتعطل قيادة بمشاريعها على أشخاص بعينهم فشلوا في تطبيق الخطة ولا يتعطل داعية على واقع دون خطة وأعمال فتموت ذاتيته ويصبح يتقن فن الكلام والشكوى فقط...

لا تلعن الظلام ولكن أوقد شمعة...

«هأ نذا» قالها حسن البنا حَسَن البناء فلِمَ لا تقولها...وتعيد الأمجاد....

[email protected]