نسمات

السطو على المجتمع

1 يناير 1970 06:45 ص
أعجبتني هذه القصة............

خلال عملية سطو في كوانغتشو، الصين:

صرخ لص البنك موجهاً كلامه إلى الأشخاص الموجودين داخل البنك:

«لا تتحركوا المال ملك للدولة وحياتكم ملك لكم».

استلقى الجميع على الأرض بكل هدوء. وهذا ما يسمى «مفهوم تغيير التفكير» تغيير الطريقة التقليدية في التفكير.

وعندما استلقت سيدة على طاولة بشكل استفزازي، صرخ اللص في وجهها:

«رجاء كوني متحضرة... هذه سرقة وليست اغتصابا!» وهذا ما يسمى «أن تكون محترفاً» التركيز فقط على ما تدربت على القيام به.

عندما عاد اللصوص إلى مقرهم... قال اللص الأصغر عمراً «والذي يحمل شهادة ماستر في إدارة الأعمال» لزعيم اللصوص وكان أكبرهم سناً «وكان قد أنهى 6 سنوات تعليم في المدرسة الابتدائية» يا زعيم دعنا نحصي كم من الأموال سرقنا.

قام الزعيم بنهره وقال له «انت غبي جداً! هذه كمية كبيرة من الأموال، وستأخذ منا وقتا طويلا لعدّها... الليلة سوف نعرف من نشرات الأخبار كم سرقنا من الأموال!».

... وهذا ما يسمى «الخبرة».

في هذه الأيام، الخبرة أكثر أهمية من المؤهلات الورقية!

بعد أن غادر اللصوص البنك، قال مدير البنك لمدير الفرع! اتصل بالشرطة بسرعة.

ولكن مدير الفرع قال له: «انتظر دعنا نأخذ 10 ملايين دولار ونحتفظ بها لأنفسنا ونضيفها إلى الـ 70 مليون دولار التي قمنا باختلاسها سابقاً!

وهذا ما يسمى «السباحة مع التيار».

تحويل وضع غير موات لصالحك !

قال مدير الفرع: «سيكون الأمر رائعاً إذا كان هناك سرقة كل شهر».

وهذا ما يسمى «قتل الملل».

السعادة الشخصية أكثر أهمية من وظيفتك.

في اليوم التالي، ذكرت وكالات الاخبار ان 100 مليون دولار تمت سرقتها من البنك.

قام اللصوص بعدّ النقود المرة تلو المرة، وفي كل مرة كانوا يجدون ان المبلغ هو 20 مليون دولار فقط، غضب اللصوص كثيراً وقالوا نحن خاطرنا بحياتنا من أجل 20 مليون دولار، ومدير البنك حصل على 80 مليون دولار من دون أن تتسخ ملابسه حتى.

يبدو أن من الأفضل أن تكون متعلماً بدلاً من أن تكون لصاً!

وهذا ما يسمى «المعرفة تساوي قيمتها ذهباً».

كان مدير البنك يبتسم سعيداً لأن خسائره في سوق الأسهم تمت تغطيتها بهذه السرقة.

وهذا ما يسمى «اقتناص الفرصة».

الجرأة على القيام بالمخاطرة!

عزيزي القارئ... قد لا تعجبك هذه القصة لأنها تصور الناس جميعهم بالحرامية، ولكن الواقع يدل على أن هناك أعداداً كبيرة من الناس هم من فئة مقتنصي الفرص، وتجدهم لا تكاد تقع أيديهم على شيء في هذه الدنيا إلا واقتنصوه، من حلال كان أو من حرام!

بالطبع فإن الدنيا فيها خير كثير، والغالبية العظمى من الناس يحرصون على سلوك الطريق الصحيح للوصول إلى أهدافهم الكبيرة، فتراهم يجتهدون للحصول على الشهادات التي تؤهلهم لتحقيق أحلامهم، لكن المشكلة تكمن في مشاهدتهم لمثل هؤلاء «القافزين على الواقع» يحصلون على ما لا يستطيعون الحصول عليه، بينما المجتمع يكرمهم ويقدمهم على غيرهم ويبرزهم على من سواهم وبالتالي يصل المصلحون إلى مرحلة اليأس، ويتحول فريق منهم إلى فريق «منتهزي الفرص» ولا يعني انتهاز الفرص أن يكونوا حرامية، ولكن قد يسعون للحصول على شهادات وهمية أو يتغيبون عن أداء مهامهم الوظيفية أو يشاكسون الآخرين وهكذا!

د. وائل الحساوي