سلام لن يسكت وسيكشف المستور
مأزق النفايات يستنزف الحوار الوطني في لبنان
| بيروت - «الراي» |
1 يناير 1970
09:03 م
... «اللعب في زمن الكوليرا». استعارة قد تصحّ في واقع لبنان هذه الأيام الذي صار فيه ملف النفايات بمثابة «صاعقٍ» ينذر بتفجير واقعه السياسي الموضوع أساساً على «خط الزلازل» في المنطقة الملتهبة، وأيضاً بكارثة بيئية صحية جاء «اول الغيث» فيها مع «شتوة» أول من أمس التي حوّلت مناطق عدة في بيروت الكبرى وجبل لبنان أسيرة «أنهر قمامة» غرقت فيها الشوارع.
وحيال المشهد «المفجع» الذي أصاب لبنان بـ «الصدمة» وسط مخاوف متعاظمة من ان تكون البلاد على مشارف «تسونامي» أوبئة مثل الكوليرا والتيفوئيد والطاعون وغيرها من الأمراض المتأتية من فضيحة «مستوطنات النفايات» التي انتشرت «كالفطر»، بدت الطبقة السياسية امام امتحان قدرتها على اجتراح مخارج لهذه الأزمة التي بدأت مع قفل مطمر الناعمة (جنوب بيروت) منتصف يوليو الماضي، وعلقت عند عدم القدرة حتى الساعة على تأمين مطامر بديلة وفق توزيعٍ يقوم على «توازن» طائفي ومناطقي، علماً ان آخر التعقيدات في هذا الملف تتصل بعدم إعطاء «حزب الله» بعد الموافقة على إقامة مطمر في إحدى مناطق نفوذه في البقاع الشمالي، بما يسمح ببدء تنفيذ خطة وزير الزراعة أكرم شهيب التي تقضي ايضاً بمعاودة فتح مطمر الناعمة لسبعة ايام.
وفرض هذا الملف نفسه على طاولة الحوار الوطني التي دعا اليها رئيس البرلمان نبيه بري والتي عقدت امس جلستها السادسة. حتى ان هذا العنوان بدا «القفل والمفتاح» في الواقع السياسي، وتحديداً في ما خصّ مصير حكومة الرئيس تمام سلام، او حتى مستقبل التشريع في البرلمان، باعتبار ان «العنوان الأم» للطاولة اي الانتخابات الرئاسية ليس إلا محور «حوار طرشان» حول المواصفات، في ظلّ الاقتناع الكامل بأن الإفراج عن رئاسية لبنان لن يحصل بمعزل عن ترتيب ملفيْ سورية واليمن.
واتّجهت الأنظار الى جولة الحوار في البرلمان في محاولة لرصْد المسار الذي سيسلكه الرئيس سلام بعدما كان أنذر المجتمعين سابقاً بأنه لا يمكن ان يبقى متفرجاً امام تعطيل الحلول لقضية النفايات وتحويل الحكومة عاطلة عن العمل، ليلوّح قبل ايام بـ «كشف المستور» ما لم تتحمّل القوى السياسية مسؤولياتها على هذا الصعيد وذلك بحلول الخميس، وهو الموعد الذي حدّده الوزير شهيّب لحسم خياراته فإما تُفرج، او ينفض يده من هذا الملف، الذي لن يقبل لا هو ولا الزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط بأن ترمى «كرة ناره» في ملعبهما فـ «تحرقهما» لوحدهما.
وكان واضحاً قبيل الحوار الذي أرجئ الى الثلاثاء المقبل ان ملامح سباق محموم ارتسمت بين مساعي توفير حلول «ربع الساعة الأخير» وبين التحري عن «الورقة» التي قد يلعبها سلام، في ظل اشارات عدة أطلقتها أوساط في 14 آذار الى ان ملف النفايات بات جزءاً من «عُدة الشغل» السياسي لقوى 8 آذار، ولا سيما «حزب الله»، الذي يستخدمه في إطار تضييق الخناق على الحكومة، وإبقائها على طريقة «لا معلّقة ولا مطلّقة»، او ربما دفْع الواقع اللبناني الى «أحضان» شلل مؤسساتي إضافي سيتحمّل مسؤوليته رئيس الحكومة فيما لو قرّر الاستقالة، فتبقى طاولة الحوار هي «الوعاء» الوحيد لالتقاء كل الأطراف السياسيين ولم لا تكون «الأرضية للمؤتمر التأسيسي».
ومن هنا، حاذرت أوساط سياسية امس الانجرار وراء المناخ الذي اشاع بأن رئيس الحكومة، الذي ضاق ذرعاً من تفلُّت القوى السياسية بالتزاماتها، قد يقدم على الاستقالة بحلول الخميس في سياق رفض ترْك حكومته ورقة ابتزاز في يد فريق 8 آذار، لافتة الى ان سلام يقيس خطواته جيداً وربما يكون من الأفضل ان لا يقيّد نفسه بمواعيد زمنية ولا سيما انه يدرك ان قراراً بحجم استقالة الحكومة، له بُعد اقليمي وان الموقف الدولي المؤيّد للحفاظ عليها لم يتغيّر بعد. ناهيك عن ان فرْط الحكومة في عزّ تفاقُم أزمة النفايات يمكن ان يضع البلاد امام مخاطر اضافية ولا سيما في ظل شبح الأمراض التي تخيّم عليها واستعادة الحِراك المدني زخمه على خلفية «طوفان القمامة»، الى جانب عودة هيئة التنسيق النقابية الى تحركاتها التي اتخذت امس شكل إضراب نفذته في الادارات والمؤسسات العامة والثانويات والمدارس الرسمية وبعض المدارس الخاصة والمعاهد للمطالبة للضغط من أجل إدراج سلسلة الرتب والرواتب على جدول أعمال أول جلسة تشريعية.
واعتُبرت جلسة الحوار في البرلمان التي غاب عنها النائب وليد جنبلاط لدواع صحية، والرئيس فؤاد السنيورة والنائب بطرس حرب بسبب السفر، اضافة الى رئيس حزب «الكتائب» سامي الجميّل الذي أعلن تعليق حضور الحوار «بانتظار حل قضايا الناس الملحّة والضرورية وفي مقدمها رفع النفايات من الشوارع»، بمثابة «بروفة» للمسار السياسي في البلاد في الايام المقبلة، وسط ترقُّب لمحطة مهمة اليوم اذ تجتمع هيئة مكتب البرلمان لوضع جدول أعمال جلسة تشريعية ما زال التباين حوله، في ظل إصرار أطراف مسيحية رئيسية على إدراج بنديْ قانون الانتخاب، واستعادة الجنسية ضمنه تحت سقف مبدأ «تشريع الضرورة»، مع محاولات لايجاد صيغة وسط توفّق بين اولوية هذين البندين ومقتضيات إقرار بنود مالية طارئة وملحّة.
مقتل 8 من «حزب الله» في إدلب
| بيروت - «الراي» |
نقلت صفحات على مواقع تواصل اجتماعي قريبة من «حزب الله» بيانات نعي ثمانية قتلى جدد من الحزب سقطوا في سورية أثناء العمليات النوعية في إدلب.
والقتلى الذين تم تداول اسمائهم هم: حسين غازي الرشعيني من بلدة الكويخ - مدينة بعلبك، حسن علي نايف حلاوي، عباس حسين حمود من بلدة كفركلا الجنوبية، علي عبدالله شعيتو من بلدة الطيري الجنوبية، علي السيد محمد خشفة من مدينة القطراني الجنوبية، سامي حسين شريفة من مدينة النبطية الجنوبية، حمد سعيد فواز من بلدة جباع الجنوبية وعلي فواز.