الجيش يحبط محاولة تهريب 53 شخصاً بطريقة غير شرعية

عائلة صفوان تعود إلى لبنان ... في «صناديق الموت»

1 يناير 1970 10:55 م
بعد 10 أيام على انطلاقهم من لبنان في رحلة هجرة الى «أرض الأحلام» ألمانيا التي كانوا يحاولون بلوغها بطريقة غير شرعية، عاد سبعة من أفراد عائلة صفوان الى بيروت في «صناديق الموت» الذي كمن لهم في البحر الذي ركبوه من تركيا في طريقهم الى إحدى الجزر اليونانية قبل بلوغ «دويتشلاند».

مازن صفوان، الذي غرق مع زوجته وعدد من أولاده وأحفاده (ما زال اثنان في عداد المفقودين)، استُقبل في مطار رفيق الحريري الدولي في نعش مثله مثل أفراد عائلته الستة الآخرين الذين كانوا غادروا جواً في 11 الجاري إلى اسطنبول حيث التقوا بقريب لهم وابنه لينطلقوا جميعاً الى ازمير على ان ينطلقوا بطريقة غير شرعية الى إحدى الجزر اليونانية التي لم يَبْلغوها بعدما باغتهم «الأزرق الكبير» و«كشّر عن أنيابه».

ومع وصول الجثامين السبعة، لم يكن من مكان للفرح بنجاة ثلاثة من أفراد العائلة الذين نجحوا في السباحة الى الشاطىء (عاد منهم اثنان مساء امس والثالث محتجز لسماع إفادته لدى السلطات التركية)، فالمأساة كبيرة، والكابوس المفجع جاء ليلقي الضوء على «ازدهار» حركة الهجرة اللبنانية غير الشرعية الى اوروبا هرباً من الواقع المزري في «بلاد الأرز» وسعياً الى حياة أفضل في القارة التي صارت وجهة رئيسية للاجئين السوريين.

واقيم في مطار بيروت استقبال حاشد للضحايا شارك فيه ممثلان لرئيسيْ مجلس النواب نبيه بري والحكومة تمام سلام وعدد من الشخصيات الرسمية.

في موازاة ذلك، اعلنت قيادة الجيش اللبناني - مديرية التوجيه انه «بنتيجة الرصد والمتابعة، أوقفت دورية تابعة للقوات البحرية عند الساعة الواحدة من فجر الاربعاء(أمس)، على مسافة 3 أميال من جزر النخيل قبالة طرابلس، مركباً لبنانيا قدرته التحميلية لا تتعدى 15 شخصاً، كان على متنه 53 شخصاً، بينهم 8 مواطنين لبنانيين و28 فلسطينياً و14 سورياً و3 اشخاص مكتومي القيد، اثناء محاولة تهريبهم الى خارج لبنان بطريقة غير شرعية. وتمت إعادة المركب وجميع الذين كانوا على متنه الى الشاطىء اللبناني، وبوشر التحقيق بالموضوع».