«التخطيط والتنمية» احتفلت باليوم العالمي للإحصاء: المؤشرات تشكّل حجر الزاوية في صنع القرار في الدولة
| كتب حمد العازمي |
1 يناير 1970
12:14 ص
• منى الدعاس: صنع القرار يتأثر باتساع وشمولية وانتظام البيانات الإحصائية
• لواحظ القطان: توفير الإحصاءات الرسمية وفقاً لمعايير الجودة الحديثة
شددت وزير الشؤون الاجتماعية والعمل وزير الدولة لشؤون التخطيط والتنمية هند الصبيح على ضرورة جمع البيانات وإنتاج التحليلات الإحصائية المنتظمة لرصد أهداف التنمية لما بعد العام 2015، وتوفير المؤشرات الرئيسية والفرعية لجوانب التنمية الثلاثة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية وذلك على ضوء الخطة الإنمائية للدولة، وخطة التنمية المستدامة 2030، والرؤية الاستراتيجية للدولة 2035.
وقالت الصبيح، في كلمة ألقتها نيابة عنها الوكيل المساعد لقطاع العمل الاحصائي بالادارة المركزية للاحصاء منى الدعاس، بمناسبة تنظيم الادارة المركزية للاحصاء احتفال اليوم العالمي للاحصاء صباح الامس، قالت إن للبيانات والمؤشرات الرسمية أهمية كبيرة في ظل انها باتت تشكل حجر الزاوية في عملية التخطيط وصناعة القرار في الدولة، مشيرة انه كلما اتسعت شموليتها وتحسنت جودتها وانتظمت دورية نشرها، ازداد تأثيرها في صنع القرار.
وأضافت ان ما يتطلبه تنفيذ الرؤية المتقدمة للقائد الإنساني سمو الأمير الشيخ صباح الاحمد للتنمية المستدامة والتي جاءت في كلمة سموه أمام القمة العالمية لاعتماد جدول أعمال التنمية لما بعد العام 2015 بمقر الأمم المتحدة والتي نصت على «أن أهداف التنمية المستدامة تحتم علينا العمل وفق أساليب مبتكرة يمكن التنبؤ بها لمواكبة المتطلبات والاحتياجات الإنمائية في تنفيذ جدول أعمال التنمية لما بعد 2015 بهدف اجتثاث الفقر بحلول عام 2030 وذلك من خلال العمل الجماعي الدولي والشراكة العالمية الفعالة»، ما يتطلبه ذلك كله جمع البيانات وإنتاج التحليلات الإحصائية المنتظمة لرصد أهداف التنمية لما بعد العام 2015 وتوفير المؤشرات الرئيسية والفرعية لجوانب التنمية الثلاثة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية وذلك على ضوء الخطة الإنمائية للدولة، وخطة التنمية المستدامة 2030، والرؤية الاستراتيجية للدولة 2035، وذلك من خلال قاعدة معلوماتية موحدة ومتكاملة تعتمد منهجية المؤشرات وتوسيع قدرات الدولة على متابعة التنمية المستدامة، وما يرافقها من تحولات في سلوك المواطن والمجتمع.
واكدت ان تنظيم الكويت الاحتفال باليوم العالمي للاحصاء والموافق يوم العشرين من اكتوبر الجاري، تَماشياً مع قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، باعتماد 20 أكتوبر يوما عالميا للإحصاء، وتعزيزا للدور الريادي لدولة الكويت على مستوى العمل الإحصائي وجهود دعم التنمية إقليميا ودوليا، واعتبرت ان الاحتفال بهذه المناسبة، بالإضافة الى اعترافه بأهمية الإحصاءات كأداة حيوية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية يهدف أيضا إلى تعميق وتعزيز الوعي العام بأهمية العمل الذي يقوم به الإحصائيون والإحصائيات كل يوم في الإدارة المركزية للإحصاء من خلال جمع البيانات الدقيقة والموضوعية والقابلة للمقارنة.
واثنت الدعاس على ما يقدمه الاحصائيون من دعم لمجموعة واسعة من الأنشطة الوطنية والدولية بما في ذلك جهود التخطيط والتنمية والجهود الرامية إلى تحقيق الأهداف الإنمائية التي تم إقرارها في «القمة العالمية لاعتماد جدول أعمال التنمية لما بعد العام 2015»، والتأكيد ايضا على أهمية تعزيز الشراكة المجتمعية في إنجاز مهام ومسؤوليات التنمية المستدامة والمتكاملة التي تغطي احتياجات الحاضر مع الأخذ بعين الاعتبار متطلبات وتطلعات جيل المستقبل ودعت جهات الدولة إلى المزيد من التعاون مع الإدارة المركزية للإحصاء في إنجاح العمليات الإحصائية المختلفة، من خلال تسريع عمليات الربط الآلي وتوفير البيانات اللازمة، كما دعت إلى تفعيل وحدات وأقسام الإحصاء العاملة لديهم ورفع مستوى التنسيق والتكامل مع الإدارة المركزية للإحصاء.
من جانبها، قالت مدير الادارة المركزية للاحصاء بالانابة لواحظ القطان ان البيانات والمؤشرات الإحصائية التي تُوفرها الإحصاءات الرسمية في الوقت المناسب، ووفقاً لمعايير الجَودة المطلوبة بالاعتماد على مصادر البيانات المُحَسنة، والمنهجيات والطرق الإحصائية المعتمدة دولياً، المستندة إلى منظومة تكنولوجيا المعلومات والنظم الإحصائية الحديثة هي الأساس في عمليات التخطيط للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وداعمة لاتخاذ القرارات الإنمائية المناسبة ورسم السياسات المطلوبة التي تساعد في تحقيق أهداف التنمية، مضيفة ان عام 2015 يمثل ركناً مهماً للإحصاءات الرسمية، وذلك على ضوء الانتهاء من تقييم الأهداف الإنمائية للألفية، وإقرار جدول أعمال قمة 2015 للتنمية المستدامة.
ولفتت أن شعار «بيانات أفضل من أجل حياة أفضل» الذي اختارته منظمة الأمم المتحدة كشعار لليوم العالمي للإحصاء لهذا العام، نظراً لإن إنتاج الإحصاءات الموثوق بها في الوقت المناسب إلى جانب مؤشرات التنمية يعد أمراً لا غنى عنه لاتخاذ القرارات والسياسات في شأن رصد وتنفيذ الأهداف الإنمائية للألفية.
واضافت ان الإدارة المركزية للإحصاء راكمت وخلال الخمس سنوات الماضية بجهود بناتها وأبنائها المخلصين سجلاً طويلاً وحافلاً من الإنجازات التي نفتخر بها، وتطرقت الى بعض المراحل التي تمت خلال الفترة الماضية والتي وصفتها بالمهمة، منها تنفيذ على صعيد التعداد العام و المسوحات الأسرية التعداد العام للسكان والمباني والمساكن والمنشآت في ابريل عام 2011، كما نفذت مسح الدخل والإنفاق الأسري لعام 2013 على عينة بلغ حجمها نحو 4000 أسرة خاصة كويتية وغير كويتية، ممثلة للمجتمع الكويتي ومقسمة على أربع دورات كل دورة امتدت ثلاثة أشهر، بالاضافة الى مسح القوى العاملة لعام 2014 على عينة بلغت 4960 أسرة خاصة و188 أسرة جماعية، والذي تم باستخدام منظومة متكاملة من تكنولوجيا المعلومات المساندة لأجهزة التابلت في الميدان، أسهمت متفرقة ومجتمعة في تحديث بيانات الدولة بشكل متوال حول تعداد السكان والمساكن والدخل والإنفاق وسوق العمل، كما أسهمت في تحديث قواعد المؤشرات الاقتصادية والتنموية للدولة وشكلت مرجعية موثوقٌ بها لعملية التخطيط لكل جهات الدولة ولمراكز الأبحاث المهتمة والمنظمات الدولية والقطاع الخاص وطلاب الجامعات وكافة أفراد المجتمع.
واشارت الى ان الإدارة المركزية للإحصاء نفذت بنجاح وبالتعاون مع البنك الدولي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي مشروع نظام معلومات سوق العمل، حيث تم تطوير قاعدة بيانات متكاملة للسجلات الإدارية في الدولة تجاوزت 2.5 مليون سجل خاص بمعلومات بسوق العمل، ما جعل إحصاءات العمل في دولة الكويت في موقع متقدم إقليميا ودولياً. بالإضافة لإحداث نقلات نوعية على صعيد إحصاءات التجارة الخارجية والحسابات القومية، والأرقام القياسية للأسعار التي أصبحت تصدر بشكل منتظم بما يتسق مع أحدث التوجهات و المعايير الدولية.
ولفتت انه تم إنشاء قسم لنظم المعلومات الجغرافية للارتقاء بجودة البيانات الإحصائية توج أعماله بإصدار الأطلس الجغرافي لدولة الكويت، بالإضافة الى إحداث نقلات نوعية في تحسين البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات وتطوير النظم الإحصائية والموقع الالكتروني التي باتت تشكل العمود الفقري للعمل الإحصائي في جمع البيانات وتحليلها ونشرها، وعاملا حاسماً في سرعة ودقة الانجاز.
واكدت ان الإدارة المركزية للإحصاء اولت اهتماما خاصاً بالارتقاء بمعايير، ومفاهيم، ومنهجيات وآليات العمل الإحصائي وفق أحدث المنهجيات الدولية وصولاً إلى قواعد النشر والتواصل الاجتماعي، حيث نفذت العشرات من دورات بناء القدرات ونقل المعرفة للكادر الوطني داخل الإدارة المركزية للإحصاء وخارجها وفي دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية والأجنبية بهدف تعميم الاستفادة من الكفاءات الوطنية في إنجاز المهام، بما يسمح بتحقيق الاستدامة وتطبيق أفضل للممارسات الفضلى في العمل الإحصائي.
ولفتت الإدارة الى انها شاركت في العديد من ورش العمل والمؤتمرات الإحصائية، بدءاً من المركز الإحصائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، المعهد العربي للتدريب والبحوث الإحصائية، مركز الأبحاث الإحصائية والاقتصادية والاجتماعية والتدريب للدول الإسلامية، واللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا، واللجنة الإحصائية للأمم المتحدة.
واشارت الى انه تم تطوير شبكة واسعة من الشراكات مع المنظمات الإحصائية سالفة الذكر بالإضافة للمنظمات الدولية من بينها البنك الدولي ومنظمة العمل الدولية وصندوق النقد الدولي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ووقعنا مع جهات الدولة أكثر من عشر مذكرات تفاهم، مضيفة أنه صاحب كل هذا الانجاز تطوير مؤسسي على صعيد إستراتيجية الإدارة المركزية ومن جهتها كشفت نائب الممثل المقيم لبرنامج الامم المتحدة الانمائي ديما الخطاب ان الأمم المتحدة تعمل حاليا على صياغة مؤشرات جديدة وجيدة لأهداف التنمية المستدامة السبعة عشر والتي تم تبنيها من قبل جميع دول العالم الأعضاء بما في ذلك دولة الكويت، كما جاء في مؤتمر قمة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة الذي عقد في شهر سبتمبر الماضي، وذلك بهدف التركيز على القضاء على الفقر المدقع، مكافحة عدم المساواة والظلم، إصلاح التغير المناخي، معتبرة في الوقت نفسه سنة 2015 ركنا مهما للاحصاءات الرسمية، خصوصا انها تمثل مرحلة انتقالية جديدة لمتابعة عملية التنمية في البلدان، انتقالا من الأهداف الألفية لأهداف التنمية المستدامة والتحضير لبرنامج التعداد العالمي للسكان لعام 2020.
وقالت ان الاحتفال باليوم العالمي للاحصاء،على المستوى العالمي وبإيعاز من هيئة الأمم المتحدة يؤكد أهمية الدور الريادي للإحصاء في بناء المجتمعات وتنميتها على أسس سليمة وعلمية، ان الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتمدت في شهر اكتوبر الماضي يوماً عالميا للإحصاء في دورتها العادية التاسعة والستين، التي انعقدت في الثالث من شهر يونيو عام 2014 بمدينة نيويورك،، تحت شعار «بيانات أفضل من أجل حياة أفضل».