حوار / مخرجة «شي يوم رح فلّ» لا تحب الدراما التلفزيونية

ليال راجحة لـ «الراي»: واثقة من فيلمي... وعادل كرم أقوى من «جيمس بوند»

1 يناير 1970 03:34 م
• «حبة لولو» نال حقه و«أخذ عزّه»... وأتمنى أن يحقق «شي يوم رح فل» نجاحاً أكبر

• أفضّل لقب مخرجة سينمائية... لأنه يمثل حلماً بالنسبة إلى أيّ مخرج وليس لي وحدي
تحدٍّ فني جديد تخوضه المخرجة اللبنانية ليال راجحة، من خلال جديدها السينمائي فيلم «شي يوم رح فل»، الذي قدّمت من خلاله عادل كرم بشخصية بعيدة عن الكوميديا تماماً، ولورين قديح بشخصية بعيدة عن الإغراء تماماً.

ليال راجحة التي حقّق فيلمها الأخير «حبة لولو» نجاحاً كبيراً على مستوى المشاهدة والإيرادات، تتوقع خلال حوارها مع «الراي» أن يلاقي جديدها «شي يوم رح فل» نجاحاً مماثلاً بل أكبر، خصوصاً أن افتتاحه حظي بدعم سياسي وفني كبير، ولكنها ترفض في الوقت نفسه المنافسة مع أيّ فيلم آخر يُعرض في الفترة نفسها، لأنها مقتنعة بأن «لكل فيلم جمهوره، وبإمكان الناس أن يشاهدوا عشرة أفلام في أسبوع واحد».

ثقة ليال راجحة بالممثل عادل كرم، جعلتها تقول إنها تتحدى حتى فيلم للعميل السري «007» (جيمس بوند)، هي التي تثق بأن الناس سيحبون عادل في دوره الجديد تماماً كما أحبوه في أدواره الكوميدية.

? يبدو أن المنافسة في الدراما اللبنانية انتقلت إلى السينما، بحيث أصبحنا نشاهد ونسمع عن فيلم جديد كل شهرين؟

- هذا أمر جيد ومطلوب، وهو دليل صحة.

? هل هذا يعني أنه توجد منافسة حقيقية في السينما؟

- هي ليست منافسة. وفي النهاية، كل شخص ينال ما يستحقه. الناس يحبون ما يُقدم لهم، وكل فيلم له جمهور يحبه.

? إلى أي حد يمكن القول إن هناك أفلاماً تُقدم لمجرد القول إن هناك سينما في لبنان؟

- لا أعتقد أن هذا الكلام صحيح، ولا أظنّ أن هناك منتجاً مستعداً لرمي ماله ودفع مبالغ ضخمة، من أجل أن يُقال فقط إنه توجد سينما في لبنان. مَن يقدم سينما في لبنان، يفعل ذلك لأنه يحبها.

? لا أتحدث عن رمي المال لأن الكل يربح، ولكن ما يُقدم من أفلام لا يتميز بالمضمون الجيد والعالي الذي يمكن أن يجعلنا أمام أفلام خالدة وللتاريخ؟

- الأمور نسبية، وما أراه أنا خالداً قد لا يراه الآخرون كذلك.

? في فيلمك الجديد «شي يوم رح فلّ»، تعاملتِ مع ممثلين يتميّزون بالكفاءة وحرصتِ على تقديمهم بأدوار جديدة. على ماذا تراهنين من وراء هذه الخطوة، وهل كنتِ تبحثين عن التحدي، عبر تقديم عادل كرم ولورين قديح بصورة مختلفة عن تلك التي اعتاد الناس على مشاهدتهما من خلالها؟

- الممثل هو ممثل ويجب أن يلعب كل الأدوار، خصوصاً عادل كرم الذي قال له البعض بعد مشاهدة العرض الافتتاحي للفيلم «أنت ممثل كوميدي فكيف تمكنتَ من تأدية هذا الدور؟». مَن يقدمون الكوميديا هم أهمّ الممثلين، ويمكنهم أن يلعبوا كل الأدوار. أما بالنسبة إلى لورين قديح، فصحيح أنها قدّمت دوراً كوميديا في فيلم «حبة لولو»، ولكنها ممثلة في النهاية. يجب أن نعطي كل ممثل حقه، وأن يراه الناس في وجوه جديدة، وأنا أراهن على أن الناس سيحبون عادل ولورين في وجهيْهما الجديديْن.

? ما كان موقف عادل كرم ولورين قديح من هذه الخطوة؟

- هما سعيدان جداً، لأنني قدّمتهما بدورين جديدين عليهما، وأتمنى أن يحب الناس ما قمنا به، بقدر ما أحببنا أنا وعادل ولورين ذلك.

? بدا لافتاً الحضور الكثيف لعدد من الشخصيات السياسية والفنية لحفل افتتاح «شي يوم رح فل»، هل ترين في ذلك دعماً لك ولفيلمك أم دعماً للسينما اللبنانية؟

- أعتبره دعماً لي ولفيلمي ولكل شخص شارك في «شي يوم رح فلّ» وللسينما اللبنانية في آن معاً. المعروف عن الوزير (روني) عريجي أنه من أبرز المشجعين للسينما، وهو أعلن أنه أَحب الفيلم وعبّر عن موقفه منه في الإعلام. كما أن الشيخ نديم الجميل هو صديق لعادل كرم وحضوره افتتاح الفيلم شكل دعماً لنا.

? وهل حضور كل تلك الشخصيات الفنية والسياسية يشكل دافعاً عند الناس للحضور إلى السينما ولمشاهدة الفيلم؟

- إن شاء الله خيراً. الحُكم النهائي هو للجمهور «والجمهور بيجيب بعضه».

? هل تتوقعين أن ينافس فيلم «شي يوم رح فلّ» فيلمك السابق «حبة لولو»؟

- لا أريد أن تحصل مثل هذه المنافسة، لأن كلا الفيلمين يحمل توقيعي وهما عملان مختلفان تماماً، ولا يمكن مقارنتهما ببعضهما البعض. لا شك أن إحساسي الفني كمخرجة هو واحد في العملين، ولكن موضوع الفيلمين مختلف تماماً ولا يمكن المقارنة بينهما أو التحدث عن منافسة بينهما. فيلم «حبة لولو» نال حقه و«أخذ عزّه» وأتمنى أن يحقق فيلم «شي يوم رح فلّ» نجاحاً مماثلاً، بل أكبر.

? نتحدث عن منافسة على مسقتوى الإيرادات، خصوصاً أن فيلم «حبة لولو» حقق إيرادات كبيرة عند عرضه؟

- أتمنى أن يحقق فيلم «شي يوم رح فلّ» إيرادات عالية، وأن يُقبِل الجمهور على مشاهدته بكثافة. يجب أن ننتظر لأن الناس هم الذين يحكمون على نجاح العمل.

? في أفلامك تحاولين تقديم وجوه جديدة. فبعد زينة مكي في فيلم «حبة لولو»، تقدّمين إلهام أبي راشد في فيلم «شي يوم رح فل». لا شك أنها خطوة إيجابية، لكن البعض يفضّل التعامل مع وجوه معروفة ومضمونة؟

- أنا أضمن أي وجه جديد أقدّمه في أعمالي. عندما أطرح أي وجه جديد في السينما، فإنني أكون مؤمنة به وأعرف ما الذي يمكن أن يقدّمه للعمل، وهذا يعني أنني أراهن على شخص أؤمن به. أنا أؤمن بإلهام أبي راشد، ولذلك راهنتُ عليها في فيلم «شي يوم رح فل»، وقد أكدت الأصداء عند افتتاح الفيلم أن الكل سعيد بمشاركتها في العمل. ومن المهم جداً أن نعطي فرصاً للوجوه الجديدة.

? قدّمتِ زينة مكي في دور البطولة في فيلم «حبة لولو»، لماذا لم تفعلي الشيء نفسه مع إلهام أبي راشد؟

- زينة مكي لم تكن البطلة الوحيدة في فيلم «حبة لولو». دورها لم يكن بطولة مطلقة، بل كان هناك أيضاً الممثلة العظيمة تقلا شمعون والممثلة لورين قديح، وكانت مساحة الأدوار موزّعة بينهنّ بالتساوي. وفي فيلم «شي يوم رح فلّ» هناك لورين قديح وجوي كرم وإلهام أبي راشد، والثلاث يشاركن بمساحة أدوار كبيرة.

? هل يمكن القول إنه لا يمكن الاعتماد على وجه جديد لوحده في أي عمل فني، ولذلك تتم الاستعانة بوجوه معروفة تتقاسم معه البطولة؟

- هذا الكلام غير صحيح، بدليل أن عادل كرم وجه معروف ومشهور، ولكنه يطلّ في الفيلم بدور جديد وبشخصية مختلفة.

? هل يمكن القول إنك أعدتِ اكتشاف عادل كرم في فيلم «شي يوم رح فلّ»؟

- لا يمكننا أن نقول هذا الكلام، وأنا لم أعاود اكتشاف عادل كرم، ولكن بالنسبة إلى الجمهور ستكون جديدة عليهم الطريقة التي قدّمتُه بها في الفيلم.

? الناس اعتادوا مشاهدة عادل كرم في أعمال كوميدية، ألا ترين أنه يمكن أن يخذلهم في إطلالته عليهم بدور جديد؟

- كلا، هو لن يخذلهم. عندما يلعب الممثل «كاراكتير» حقيقياً ويجيد صياغته، فهو لن يخذلهم أبداً. الناس يرغبون بمشاهدة شيء جديد، وعادل لن يخذل الناس لأنه «مفظّع» في الفيلم وأنا أؤمن بما قدّمه فيه وأتمنى أن يحبه الناس، بل أنا متأكدة من أنهم سيحبونه، لأنه لا يُعقل ألا يحصل ذلك.

? لورين قديح عملت على زيادة وزنها عدة كيلوغرامات من أجل تقديم شخصية المرأة البسيطة في الفيلم. كم يبلغ عدد الممثلات الموجودات على الساحة اللواتي يمكن أن يضحين بأشكالهن الجميلة من أجل دور في عمل تمثيلي؟

- لسن كثيرات، ولكننا نشتغل سينما وتمثيلا حقيقيا، والشخصيات يجب أن تكون ملائمة تماماً للأدوار. يجب أن تتجرد الممثلة من ذاتها، ولا يمكنها الاكتفاء بأن تكون «توب موديل» فقط. في فيلم «حبة لولو» كانت لورين «توب موديل»... شورتات قصيرة وسواها، بينما هي في فيلم «شي يوم رح فلّ» بسيطة وأكثر عفوية وطبيعية كي تقدم الكاراكتير في شكل حقيقي. نحن نلعب أدواراً حقيقية. الفيلم يرتكز على قصة حقيقية وشخصيات حقيقية، ولا يمكن لـ لورين قديح أن تطلّ فيه «توب موديل.. بكحل مظبوط»، بل هي أطلت في المَشاهد التي تبكي فيها «كحلتها مجلغمة وواصلة لركبها».

? البعض انتقد الصدفة التي جمعت كل بطلات الفيلم في لحظة واحدة وفي معاناة واحدة. بماذا تردّين على هذا الانتقاد؟

- سأوجه إليك سؤالاً واحداً: هل تؤمنين بالقدَر؟ أنا أؤمن به، وهذا الأمر تم طرحه في الفيلم. لا يمكن الهروب من القدَر وهذا ما حصل في الفيلم، حين اجتمعت مجموعة من الأشخاص على قدَر واحد، ولكن مصيرهم كان مختلفاً وكل منهم غادر على طريقته.

? هل تفكرين بالاتجاه نحو إخراج الدراما التلفزيونية وخصوصاً في ظل الازدهار الذي تمرّ به في هذه المرحلة؟

- كلا. بصراحة لا أحب الدراما التلفزيونية. لم أفكر في هذا الموضوع حتى اليوم ولا أعرف ماذا يمكن أن يستجدّ في المستقبل.

? هل نفهم أن الدراما اللبنانية التي تُقدّم لا تعجبك؟

- لم أقصد هذا، ولم أتابع هذه السنة أيّ عمل بسبب انشغالي بالفيلم. ولكنني سمعتُ أنه تم طرح الكثير من الأعمال الجيدة، إلا أن الدراما التلفزيونية لا تنتمي إلى خطي الفني وليس أكثر.

? وهل ستواظبين على تقديم فيلم جديد في كل عام؟

- في حال حقق فيلم «شي يوم رح فلّ» النجاح، وإن أراد الله هو سينجح. لن أتوقف عن التصوير، بل سأصوّر فيلماً خلال سنة وأعرضه في السنة التي تليها، لأن الناس يحبون ما نقدّمه لهم و«إن شاء الله خيراً».

? يبدو أنك تفضّلين لقب «المخرجة السينمائية»؟

- إن شاء الله... طبعاً أحب وأفضّل لقب مخرجة سينمائية، لأنه يمثل حلماً بالنسبة إلى كل مخرج وليس لي وحدي. كل مخرج يحب أن يتوّج أعماله بفيلم سينمائي وهذا ما أحبه وأفتخر به.

? هل تتوقعين منافسة بينه وبين فيلم «السيدة الثانية»؟

- لا توجد منافسة. أتمنى التوفيق للجميع، ولكن كل فيلم له جمهوره، كما يمكن للناس أن يشاهدوا فيلميْن خلال أسبوع واحد، بل حتى عشرة أفلام. أنا واثقة من فيلمي، لأن معي عادل كرم، ولو حتى طُرح مقابله فيلم للعميل السري «007»، فإن الناس سيشاهدون عادل كرم.