«الداخلية» ترفع درجات الجهوزية والحذر وتزيد انتشار دوريات المباحث وأمن الدولة
مضاعفة الإجراءات الأمنية لتأمين الحسينيات ... وتعليمات بالاشتباك الفوري مع أي خطر محدق
| كتب منصور الشمري وعلي العلاس |
1 يناير 1970
08:12 م
انعكست الحوادث الأمنية التي شهدها عدد من البلدان المجاورة وشهد إطلاق نار على حسينيات في كل من المملكة العربية السعودية وإيران على الساحة الأمنية في الكويت والتي بدورها رفعت من درجة استعدادها في بعض القطاعات الامنية الى «الدرجة أ».
وفيما اعتبر عدد من أصحاب الحسينيات ان حادثي إطلاق النار على إحدى الحسينيات في السعودية وأخرى في إيران، لن يؤثر على توافد الحضور على المجالس الحسينية، خصوصا ان قوات الداخلية تحكم قبضتها جيدا على مداخل ومخارج الطرق المؤدية للحسينيات فضلا عن الإجراءات الاحترازية الأخرى التي وفرتها الحسينيات لزيادة تأمينها، دعت وزارة الداخلية قطاعاتها كافة إلى «رفع درجة الجهوزية واليقظة والحذر خلال العمليات الامنية لتأمين الحسينيات خلال شهر محرم وضرورة تكثيف الرقابة».
وطلبت وزارة الداخلية «زيادة درجة اليقظة والحذر والابلاغ الفوري عن اي حالات اشتباه وضرورة التعامل الفوري واستعمال اجراءات الاشتباك الفوري مع اي خطر محدق».
وعلمت «الراي» ان وزارة الداخلية «ضاعفت من انتشار عناصرها الأمنية من رجال أمن الدولة والمباحث الجنائية عند نقاط السخونة التي تشهد اجراءات امنية لا سيما الاماكن والحسينيات التي تقع على مسار الطرق الرئيسية والفرعية، وضرورة ان يواكب التفتيش الداخلي للاشخاص مراقبة ومتابعة حثيثة للطرق المؤدية من والى الحسينيات».
وقالت مصادر امنية لـ «الراي» ان «الاستنفار الأمني الشامل سيتواصل طوال الايام المقبلة بإجراءات مضاعفة عما كانت عليه»، مشيرة إلى «زيادة اعداد العناصر الامنية من رجال الأمن والمباحث وتفعيل خطوط المراقبة المتصلة بغرفة العمليات لا سيما كاميرات الرصد الامني في الطرق السريعة والجانبية اضافة الى التسليح خلال المهام والاستعداد لقواعد الاشتباك خلال مراحل الخطر والتعامل الفوري معه وفق ضابط الدورية الراجلة او الثابتة».
وواصلت الحسينيات إحياء ذكرى عاشوراء، حيث شدد خطباء المنابر الحسينية على أهمية اقتباس واستلهام الدروس المستفادة من الثورة الحسينية.
وشدد الخطباء على أهمية الوحدة الوطنية في ظل الظروف الحرجة التي تعيشها المنطقة، وضرورة التكاتف من أجل انتصار الحق على الباطل، عملاً بالدرس الأهم المستلهم من السيرة الحسينية.
وفي حسينية دار الزهراء، تحدث الشيخ علي حسن غلوم عن اللحظات التي سبقت الموقعة ومواقف الإمام الحسين عليه السلام، قائلا «ان الإمام وقف في اليوم العاشر وحاول أن يغيّر موقف العدو بأكثر من أسلوب، وأن يُحرّك فيهم الإحساس بضرورة العدل من موقع القادة الذين يُحكَّمون في خصومات الناس».
وقال غلوم: «لو تغير موقف هؤلاء لتغيرت معادلة المواجهة».
وفي حسينية أمير المؤمنين في سلوى تحدث الشيخ علي العيسى عن ولاية أهل البيت والاقتداء بهم، مشدداً على ان الدين معاملة، ولابد للشيعة أن يكونوا قدوة في التعامل في ما بينهم وفي ممارسات حياتهم اليومية، وعدم الاكتفاء بالشعارات.
وأشار إلى ان المسلمين تجمعهم الأخلاق وحسن التعامل مع الآخر والثقة المتبادلة، وهذا ما نحن أحوج ما نكون إليه في وقتنا الحالي.
وتحدث خطيب الحسينية الكربلائية الشيخ محمد الجمعة عن السيرة الحسينية، وضرورة أن يستفاد منها في مواجهة المسيئين، والحملة الشرسة التي تستهدف تشويه صورة الإسلام.
حب الوطن والمحافظة على الوحدة الوطنية
بقلم السيد أبو القاسم الديباجي *
إن ذكرى عاشوراء ليست مجرد ذكر لبعض الخواطر والذكريات والاحداث فقط، وانما هي تبيان لحادثة في غاية الاهمية، فهي مدرسة الإسلام الخالدة التي يستقي منها جميع البشر أجمل الدروس والعبر... فالحسين (ع) ثار من أجل إرساء العدل ومحاربة الظلم والدفاع عن الانسانية والانسان بغض النظر عن دينه ومذهبه وطائفته وعرقه... فإحياء ذكرى الحسين (ع) إحياء لتلك المبادئ السامية التي من أجلها استشهد وقدم كل ما يملك، فهذه الأهداف لا تزال مستمرة وكل العالم يحتاجها في مشارق الأرض ومغاربها.
وقد خاطب الزعيم الهندي غاندي الشعب الهندي بالقول المأثور: (لقد طالعت بدقة حياة الإمام الحسين، شهيد الإسلام الكبير، ودققت النظر في صفحات كربلاء واتضح لي أن الهند إذا أرادت إحراز النصر، فلا بد لها من اقتفاء سيرة الحسين).
وهكذا تأثر محرر الهند بشخصية الإمام الحسين ثائراً حقيقياً وعرف أن الإمام الحسين مدرسة الحياة الكريمة ورمز المسلم القرآني وقدوة الأخلاق الإنسانية وقيمها ومقياس الحق.
لقد مضى على قتل الحسين (ع) 14 قرنا تقريبا وفي هذه الفترة ألّف الكثير من المؤلفين والمحققين كتبا كثيرة حول الامام الحسين(ع) وثورته ومعطياتها وجعلوا الامام الحسين (ع) شاهدا لهم في مؤلفاتهم وبطلا في الحرية بغض النظر عن ديانته، فتجد المؤلف الفيلسوف الحكيم المسيحي واليهودي والمنكر لوجود رب العالمين والباحث عن الحرية والمدافع عنها عنده آثار واقوال في الامام الحسين (ع) ولا يذكر أي امام آخر في التاريخ كما يذكر الحسين (ع).
ما الخصوصية والخصلة التي وجدها الباحث عن الحرية في الامام (ع)؟ نعم وجد المؤلفون آراءهم وافكارهم في شخصية الحسين (ع)، أي اصبح الحسين (ع) مرآة لعقائدهم وعلومهم فهو اكبر فيلسوف في العالم، وجدوا الشخص الداعي للتسامح والعفو وللسلام والامن الدائم للبشر جميعا من قبل ان يولدوا بآلاف السنين وضحى في سبيله بكل ما يملك حتى بنفسه.
نعم، ان الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) بن فاطمة بنت محمد (ص) ابن الرسالة المحمدية ليس الا اكبر فيلسوف في العالم كما يشهد بذلك الفلاسفة وهو اكبر حكيم في العالم كما يشهد بذلك الحكماء وهو اكبر عارف ومنقطع عما سوى الله سبحانه وتعالى في العالم وهو المصداق الحقيقي لمن كان عنده رأي في الحرية الانسانية وفي الشرف والوجدان وفي كل شيء.
ومن الدروس التي نستفيدها من مدرسة الحسين (ع) هي حب الوطن والوحدة الوطنية، اذ قال (ع): «وأسير بسيرة جدي»، فمن سيرة جده رسول الله (ص) أنه بالاضافة الى اهتمامه بالدين كان يهتم بمسألة حب الوطن ايضا حيث عندما اراد رسول الله (ص) الخروج من مكة والهجرة الى المدينة ودعها وتأثر لفراقها فامتلأت عيناه بالدموع وقال لها انه سيعود وسيرجع اليها. وهذا يبين مدى اهتمام الرسول (ص) بحب الوطن. والحسين (ع) بقيامه وثورته يدعو الناس الى حب الوطن والدفاع عنه والمحافظة على الوحدة الوطنية ونبذ الطائفية والفرقة والاختلاف بين المواطنين والخروج عن القانون وأن كل من يثير الفتن والاختلاف والتفرقة يعتبر خائنا لوطنه ويريد دماره وخرابه.
لذا، يجب علينا حب الوطن والدفاع عنه وعدم الانجراف وراء الفتن والمؤامرات التي تحاك لتمزيق الوحدة الوطنية وتشتيتها وان نحافظ على وحدتنا وعدم التفرقة وننضم جميعا تحت راية رسول الله (ص) الذي كان هدفه تكوين مجتمع اسلامي متوحد كجسد واحد، اذا تألم عضو منه تألم سائر الأعضاء له.
* الأمين العام للهيئة العالمية للفقه الإسلامي