ولي رأي

الشام... ميادين رماية

1 يناير 1970 09:49 ص
بعد أن فشل جيش الأسد وحليفه «حزب الله» اللبناني والميليشيات الشبيهة في هزم الثورة السورية، ابتدع بشار الأسد ونوري المالكي رئيس وزراء العراق السابق تنظيم «داعش» الإرهابي لخلط الأوراق على الساحتين العربية والسورية، لتصوير الثورة الشعبية ضد نظاميهما على أنها إرهاب إسلامي سنيّ، ليتدخل الغرب بقيادة أميركا في حرب شعواء بحجة محاربة الإرهاب يروح ضحيتها في كل مرة تسعة من المدنيين السوريين والعراقيين مقابل واحد من «الدواعش»، ومع ذلك استمرت الثورة السورية تحارب على ثلاث جبهات، النظام السوري، والدواعش، وأخطاء التحالف الدولي وكاد أن يتحقق النصر لهم ليندفع قيصر «الكي بي جي» الروسي لتجربة قواته ومعداته آملاً العودة للمياه الدافئة، وإنشاء قواعد عسكرية له على البحر الأبيض المتوسط، فقامت طائراته وصواريخه بقصف المدن السورية الآمنة دون هوادة أو تمييز بين مدني أو معارضة معترف بها، أو «دواعش»، وعلى الأرض ولتكتمل المجزرة انتشرت قوات النظام ومعاونوها، ولكن استطاعت قوات المعارضة السورية تكليفها المئات من القتلى بين الأفراد والعديد من الجنرالات والقادة الميدانيين، والمئات من الدبابات والآليات وإن طالت طوابير الشهداء وتأخرت ساعة النصر، لكن النصر حتمي كحتمية زوال نظام الأسد.

والمؤلم أن من يسمون أنفسهم بفيلق القدس وقوات المقاومة وجيش الممانعة يقتلون العرب المسلمين في ديارهم، والفلسطينيون يواجهون الجيش الإسرائيلي بالحجارة وصدورهم العارية، دفاعاً عن عروبة القدس والمسجد الأقصى، ومع هذه الحرب الدولية في سماء سورية أرسلت إسرائيل لطهران رسالة واضحة مفادها: «لقد أسقطنا فوق أراضيكم الصواريخ الروسية باستعمال قواتنا الإلكترونية، وصواريخكم تعد كرتونية بالنسبة لها، فانتبهوا وإياكم واللعب بالنار».

وأظنها بثت نفس البيانات بنقاط ضعف الصواريخ لروسيا لتصليح الأخطاء فيها وأرسلتها أيضاً إلى الـ «سي آي إيه» الأميركية، لأن هذا الثالوث هو من يحاول تدمير العرب والمسلمين، وللأسف أصبحت سماء وأراضي سورية ساحة لتجريب الأسلحة الغربية والشرقية بالإيجار، وأهلها أهداف متحركة، والثمن بقاء نظام الأسد.