«الصليبي» ... «ربط» بين الزنكي ونجله!

1 يناير 1970 06:53 ص
قبل انطلاق مباراة القادسية ومضيفه الشباب في افتتاح منافسات «فيفا ليغ» أول من أمس، جمع حوار عابر بين مدير عام كرة القدم في نادي الشباب جابر الزنكي ومساعد مدير اللعبة في «الملكي» محمد بنيان ... وكاتب هذه السطور.

كان الزنكي وبنيان يستعدان للظهور معاً في لقاء تلفزيوني سريع قبل ركلة البداية، وقبل العودة إلى مقعدي، أردت وبنيان مداعبة الزنكي فغمزنا من قناة وجود نجله «أحمد» في صفوف «الأصفر» وهو يواجه نادياً ترعرع فيه والده لاعباً وهو اليوم المسؤول الاول عن كرة القدم فيه.

سألنا جابر: «كيف ستكون مشاعرك اذا ما سجل أحمد هدفاً في مرمى فريقك؟ هل ستتعامل مع الأمر كإداري تلقى فريقه هدفاً أم ان مشاعر الأبوة ستطغى عليك وتعبر عن فرحتك بهدف نجلك؟».

لم نكن نحن الثلاثة - ولا أحد آخر في ملعب الشباب - يتوقع السيناريو الدرامي الذي تلى هذا الحوار السريع، سيناريو امتزجت فيه حالة انسانية في قالب رياضي، وشهد تسلسلاً غريباً قلما يتكرر.

الصدفة تلعب دورها، يصاب نجم القادسية بدر المطوع أثناء عملية الإحماء قبل المباراة، فيقوم مدرب الفريق راشد بديح باستدعاء الواعد أحمد الزنكي من قائمة الاحتياطيين ليحل مكانه.

مسؤولية كبيرة حملها الشاب أحمد، فهو يشارك بدلاً من أفضل لاعب في الكويت في العقد الأخير، وسعى الى وضع بصمته على المباراة.

وفي إحدى محاولاته أمام المرمى، سقط على الأرض وسط مطالبات من لاعبي الشباب بدخول الطاقم الطبي الذي قرر فوراً نقله الى المستشفى، فالإصابة في الركبة والتشخيص المبدئي لا يدعوان الى التفاؤل.

ربما تكون هذه اللحظة من أقسى ما مر به جابر الزنكي في الملاعب، ورغم أنه واجه الكثير من المواقف الصعبة في مسيرته لاعباً وإدارياً، الا أن الوضع هذه المرة كان مختلفاً، اللاعب المصاب هو أحد لاعبي الفريق المنافس وهو في الوقت نفسه ... ابنه.

لم يكتب للزنكي الصغير أن يواصل مسيرة التألق القصيرة التي بدأها هذا الموسم وكرّسها في مباريات «الأصفر» ضمن كأس الاتحاد الاسيوي وكأس الاتحاد التنشيطية.

وبعد تشخيص اصابته بالرباط الصليبي للركبة، بات غيابه عن الملاعب لفترة لا تقل عن 6 أشهر أمراً لا مناص منه.

«هل سيواجه مصير والده؟»

بهذه الكلمات حدّث الزنكي نفسه وهو ينتظر نتيجة الأشعة التي أجريت لابنه في المستشفى، مستذكراً الإصابة التي تعرض لها في العام 1991 وتسببت في إنهاء مسيرة أحد أفضل من قدمهم نادي الشباب للكرة الكويتية.

كان جابر الزنكي من أخطر مهاجمي الكويت في النصف الثاني من عقد الثمانينات، واختير للمنتخب الوطني الذي توج بلقب «خليجي 8» في البحرين من دون أن يشارك في أي مباراة والسبب وجود نخبة من عناصر الخبرة في تلك الفترة من أمثال فيصل الدخيل وعبدالعزيز العنبري ويوسف سويد ومؤيد الحداد وصلاح الحساوي، لكنه حصل على فرصته بعد اشهر قليلة في دورة الألعاب الآسيوية في سيول 1986 حيث أشركه المدرب صالح زكريا أساسياً وكان عند حسن الظن به.

في العام 1991، وبعد مفاوضات طويلة، انتقل الى العربي ليحقق حلمه باللعب لناد جماهيري بيد أن القدر لم يمهله ليقدم ما كان منتظراً منه فتعرض - وهو في ذروة عطائه - لإصابة في الرباط الصليبي للركبة في وقت لم يكن فيه الطب الرياضي بلغ مبلغه اليوم من التطور الذي يجعل من إجراء العملية وتأهيل اللاعب المصاب بهذا النوع من الإصابات أمراً اعتيادياً.

وعلى خطى نجم «الأزرق» والقادسية السابق عبدالعزيز حسن، سار الزنكي الذي لم يعد كما كان قبل الإصابة والجراحة فأمضى في الملاعب مواسم قليلة بعدها قبل أن يقرر الاعتزال مجبراً.

كأب ... يخشى جابر الزنكي من أن يلقى نجله و»موهبة القادسية الجديدة» المصير نفسه الذي واجهه، لكنه في المقابل يرى - كرياضي - أن التعرض للإصابات أمر معتاد في عالم كرة القدم وأن الطب الرياضي الحديث قادر على أن يسهم بإعادة «أحمد» الى الملاعب مجدداً، يملأها حيوية ونشاطاً ... وتألقاً.