موجز تاريخ الشك !

بينما كنت أقرأ كتاب «موجز تاريخ الزمن» لعالم الفيزياء النظرية ستيفن هوكينغ، لاحظت أنه ينكر قصة سقوط التفاحة على رأس نيوتن ويعتبرها قصة ملفقة، فلا نيوتن جلس تحت الشجرة ولا التفاحة سقطت على رأسه، ولكنه اكتشف قانون التثاقل من خلال «وضعية تفكر»، وليس من خلال وضعية جوع... بل إني أذكر أني قرأت في كتاب قصة الحضارة لـ «ويل ديورنت» أن مزرعة جد نيوتن التي كان فيها لم يكن فيها تفاح أصلاً!

لقد شجعني ذلك على أن أبحث عن بعض الأحداث التي نعتقد أنها حدثت ولكنها في الحقيقة لم تحدث، أو بعض المعلومات التي نعتقد أننا نعرفها جيداً وفي الحقيقة لا نعلم عنها شيئاً.

يقول الروائي إدواردو غليانو في روايته «أبناء الأيام» إن أحد أكثر الأحداث الدينية تداولاً هو قضم آدم وحواء للتفاحة، ولكن هذا غير موجود في الكتب السماوية الثلاثة.

وفي كتاب (أشهر 50 خرافة في علم النفس) يقول الكاتب إن «المعلومة التي تقول إن الناس لا يستخدمون إلا عشرة في المئة فقط من قدرة الدماغ هي خرافة علمية، وإن القراءة في الضوء الخافت قد تضر النظر بشدة هي أيضاً معلومة غير علمية، ولم تقدم الأبحاث أي تأييد لهذا الادعاء، وأن ادعاء أن الكثافة المنخفضة داخل الفصل الدراسي تؤدي دائماً إلى تحسين التحصيل الدراسي هو ادعاء بلا دليل علمي، وأن الشعر والأظافر يستمران في النمو بعد الموت، وأن تناول فيتامين (سي) يساعد على الوقاية من نوبات البرد، واننا يجب أن نتناول ثمانية أكواب من الماء يومياً لكي نبقى بصحة جيدة في الواقع كلها أشياء لم تثبت علميتها».

إن أكثر القصص التي نعتقد أننا نعرفها حق المعرفة هي عادة تلك القصص التي تكون خرافة، ولأننا نعتقد أننا نعرفها حق المعرفة فنحن لا نفحصها أو نتحرى صدقها.

ولذلك دعا الإمام الغزالي لإعمال ملكة الشك وقال «من لم يشك لم يبصر». وجاء من بعده ديكارت ليقول «أنا أشك إذاً أنا أفكر... إذاً أنا موجود».

والآن سيداتي آنساتي سادتي حان الوقت كي أكشف لكم الستار عن أكبر خرافة نتعرض لها يومياً، وهي أن المعارضة والحكومة... هما فعلاً معارضة وحكومة!

****

قصة قصيرة:

وضعوا له اثنتين وثلاثين شمعة في كعكة عيد ميلاده... غنوا له وصفقوا وبدا الجميع سعيداً...

أما هو فتذكر الاثنتين والثلاثين إخفاقاً في حياته.

كاتب كويتي

moh1alatwan@