سليمان عبدالغفور ... براءة من «محكمة الجماهير»

1 يناير 1970 12:16 م
سليمان عبدالغفور هو أجمل ما خرج به منتخب الكويت لكرة القدم بعد الجولة السادسة من التصفيات المزدوجة المؤهلة الى نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا وكأس آسيا 2019 في الإمارات.

عبدالغفور خرج «براءة» من محكمة جماهير «الأزرق» بعد الإخفاق المؤلم في الجولتين الأخيرتين من التصفيات على أرضه، حيث خسر امام كوريا الجنوبية بهدف وحقق تعادلاً سلبياً بطعم الهزيمة اما لبنان، ولولا هذا الحارس الشاب لخرج المنتخب بهزيمة «بشعة» أمام «محاربي التايغوك» وسقوط «قاتل» أمام أبناء «الأرز».

جاء سليمان من بعيد، من لا مكان، إلا أنه احتل قلوب المشجعين قبل أن يقف على قمة حراس«الأزرق»عن جدارة واستحقاق.

قبل التصفيات، لم يكن في حسبان أحد. كان احتياطياً لحميد القلاف في العربي، إلا أنه اختير تحسباً لإصابة الاساسيين، ونعني بهم نواف الخالدي (القادسية) والقلاف نفسه ومصعب الكندري (الكويت).

فجأة، صحا «المارد» النائم في هذه الحارس«الفدائي»، ومن دون مقدمات، فرض نفسه لاعباً مؤهَّلاً للتجربة الفعلية.

جاءته الفرصة، فاستغلها خير استغلال. لم يخيب الظن به، ونجح في الاختبار الاول ضمن التصفيات أمام لبنان في جولة الافتتاح في صيدا عندما فاز«الأزرق»بهدف يوسف ناصر.

في تلك المباراة، تألق عبدالغفور وحرم اللبنانيين من هز الشباك مرات ومرات.

استمر مسلسل النجاح في المباريات التالية، واستثمر عبد الغفور كل ثانية في زي«الأزرق»ليزيد من رصيده، وعندما جاء الامتحان الأصعب أمام كوريا الجنوبية ولبنان، خرج معظم زملائه يجرون ذيول الخيبة الا هو، فقد كان بحق النجم الأكثر سطوعاً بعد أن أنقذ مرماه من أهداف محققة.

صحيح أن سليمان حزن للخسارة والتعادل، إلا أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يلوم نفسه على أي شيء، فقد أدى واجبه على خير ما يرام.

عبدالغفور يشبه الى حد كبير الحارس الإسباني المخضرم ايكر كاسياس الملقب بـ«القدّيس»، ليس لناحية حضوره الحاسم بين الخشبات بل حتى في تفاصيل بداية تألقه.

قبيل مونديال 2002 الذي اقيم في كوريا الجنوبية واليابان، أعلن الاتحاد الاسباني عن غياب حارس مرمى فالنسيا سانتياغو كانيزاريس عن منتخب بلاده بسبب إصابة خطرة تعرض لها في القدم.

واللافت أن زجاجة عطر سقطت على قدم كانيزاريس وأصابته بجرح خطير في وتر قدمه ونقل على وجه السرعة إلى مستشفى خيريز وخضع لعملية جراحية.

وهكذا أصبح كاسياس، وبالصدفة، الحارس الأساسي لمنتخب إسبانيا في المونديال، ومنذ ذلك الحين لم يترك المركز الا في ما ندر.

ظروف عدة لعبت لصالح عبدالغفور، لعل أبرزها إصابة القلاف، الأمر الذي فتح أمامه المجال للتألق مع العربي وبالتالي الوصول الى المنتخب، الا ان ذلك لا يقلل من قيمته، فكل ما توصل إليه اليوم يعود الفضل فيه الى جديته في العمل وإصراره، وهو مؤهل، ليس فقط لفرض نفسه أفضل حارس في الكويت فقط، بل خارج الحدود أيضاً.

عبدالغفور نفسه لم يخفِ مشاعره بعد المديح والاطراء الذي وصله من الجماهير اثر تألقه مع المنتخب فقال:«بذلت مجهودا كبيرا في التدريبات خلال السنتين الماضيتين. وعلى الرغم من عدم استدعائي الى المنتخب وعدم مشاركتي كأساسي مع العربي في ظل تألق زميلي حميد القلاف، لم أشعر باليأس أو الاحباط، لا بل زاد إصراري على إثبات وجودي. كنت كمن ينتظر الفرصة التي يستحقها، وجاء المدرب التونسي نبيل معلول ومنحني إيّاها، لذا أنا أدين له بالفضل في ما وصلت اليه من مكانة في عيون الجماهير».

وأكد عبدالغفور أنه لن يشعر بالغضب في حال عودته الى دكة الاحتياط في«الأخضر»في ظل وجود زميله القلاف، وقال:«نحن يكمل بعضنا البعض في خدمة العربي»، وتمنى من الجهاز الفني بقيادة البرتغالي لويس فيليبي أن يتيح الفرصة له وللقلاف في المباريات،«لكي نحافظ على مستوانا، كما هو الحال في برشلونة (الاسباني) الذي يعتمد المداورة بين الحارسين الالماني اندريه تير-شتيغن والتشيلي كلاوديو برافو».

وأشار الى أن العربي مهيأ للفوز بلقب الدوري المحلي (فيفا ليغ) هذا الموسم وتعويض خسارته اللقب في الاسابيع الأخيرة من الموسم الماضي،«فهو يملك عناصر تتميز بالروح العالية والمهارة وحب القميص، وتسعى الى رد جميل جماهيرها الوفية».

وتابع:المحترفان الجديدان الجزائري اكرم جحنيط والبرازيلي تياغو (كويروزبيزيرا) لم يتأقلما حتى الآن مع الأخضر، وهما بحاجة الى مزيد من المباريات لاظهار مستواهما الفني العالي، متمنياً ان ينضم سيف الحشان، المنتقل حديثاً من القادسية الى الشباب السعودي، الى صفوف العربي مستقبلاً.

كما تمنى تطبيق الاحتراف الكلي على اللاعبين كافة.

وختم عبد الغفور حديثه بالتشديد على ضرورة استمرار معلول مع «الأزرق»، «فالمنتخب بحاجة الى الاستقرار في المرحلة المقبلة، والخسارة يتحملها الجميع ولا يجوز إلقاء اللوم كله على المدرب بمفرده».