اعترافات مصاب بالمرض لـ«الراي» كشفت المستور عن وقائع غريبة تشهدها الكويت بعيداً عن الأضواء
كفى «جنس»... و«إيدز» !
| حاوره عمر العلاس |
1 يناير 1970
07:13 م
«أبو محمد» يفتح لـ «الراي» دفتر معاناته:
- الأسعار تتفاوت بين 50 و100 دينار للأوروبية و5 إلى 15 ديناراً للآسيوية
- قصور في مواجهة حاملات المرض القادمات من دول أوروبية بكروت زيارة
- 120 ديناراً رسم استقدام «اللعوب» و20 ديناراً فقط للفندق يومياً ... واشتغل يا سمسار
- «الجنوس» وباء حقيقي لنقل المرض وهم يتركّزون في محلات المساج
- «شوتايم» بائعة الهوى الأوروبية بين 50 و100 دينار.. والآسيوية من 5 إلى 15
- القصور الرسمي في محاربة المرض يتمثل في إخلاء مضبوطي شبكات الدعارة من دون فحص إيدز
- الظاهرة غير خافية على مباحث الآداب ولسماسرة الدعارة مصادر في «الداخلية» يبلغونهم بموعد الحملات
- أغلب بائعات الهوى من «المتغيبات»... ويظللن يمارسنها سنوات بعيداً عن الرقابة
- عناصر في «الداخلية» سنراهم زملاء المرض لعلاقاتهم المشبوهة بمصابة عدوانية
- في رابطة أصدقاء مرضى الإيدز شخصيات غير كفوءة وأبعدنا عنها بشكل متعمد
- نلجأ إلى المستوصف عند ألم الأسنان ولا نخبر الطبيب بوضعنا إلا بعد انتهاء العلاج
- عدد المصابات في الكويت يتزايد... ورغم «التعمية» نحن نعرفهن
ما بين القادمات بكروت زيارة لا تكلف المستقدمين أكثر من 100 دينار، و20 أخرى لكل ليلة مبيت في «غرف العمليات» داخل أحد الفنادق، وبين الهاربات من كفلائهن اللاجئات إلى الشقق المشبوهة، يتغلغل فيروس الإيدز في دم زبائن المتعة الحرام، الذين يدفعون «بعد حين» ثمناً غالياً لمتعة عاشوها لدقائق، وتركتهم يجترّون ألمها مدى الحياة.
ولأن ما خفي في مسألة المرض الخطير أكبر مما ظهر، فإن البحث خلف خفايا الإصابات التي تتزايد بالفيروس، قاد «الراي» إلى كنز معلومات، تمثل في أحد المصابين الذي فتح دفتر أحواله وأحوال المصابين من زملائه، كاشفا عن تغلغل ظاهرة الدعارة في المجتمع بشكل كبير، ومبرهناً بالدليل على وجودها.
المصاب بالفيروس، الذي فضل الكشف عن كنيته «أبومحمد» فقط، تحدث عن قصور أمني كبير في مواجهة حاملات المرض اللاتي يأتين بكروت زيارة ولاسيما الأوروبيات اللاتي يجدن تسهيلات لممارسة البغاء في الكويت، وحجز مواعيد معهن عبر الإنترنت، عدا بائعات المتعة الحرام المختبئات في الشقق المشبوهة في أكثر من منطقة، هذا عدا القصور المتمثل بإطلاق من يتم القبض عليهم في الشقق المشبوهة دون أن يخضعوا للفحص عن الفيروس.
ورأى أبو محمد أن الثغرة الأكبر تتمثل في دخول القادم بكرت الزيارة دون الخضوع للفحص، وبذلك تعبر الفتاة القادمة من أوروبا بفيزا سياحية لا تكلف أكثر من 100 دينار للفيزا و20 دينارا يومية للفندق، «واشتغل يا سمسار الدعارة وأحضر بنات من جنسيات مختلفة لممارسة الرذيلة»، مبينا «أنهن موجودات في المقاهي، وشقق الدعارة، وأنا رصدت عشرات الشقق منها، وهذه بؤر فساد لم تعمل الداخلية للقضاء عليها».
وعن مدى تأكده من المعلومات أكد أبو محمد أنه بحث وأجرى تحريات بطريقته الخاصة وتوصل الى أماكن وجود بائعات الهوى عن طريق أكثر من خمسة رجال آسيويين يعرفون تلك الشقق والشو تايم دعارة مع بعض الجنسيات الاجنبية قد يصل من 50 الى 100 دينار «وهي غير خافية على مباحث الآداب. فالدعارة أكبر كارثة ولسماسرتها أناس في الداخلية يتحصلون رشاوى ويبلغونهم بموعد حملات التفتيش».
وأمام هذا الواقع قرع أبو محمد ناقوس خطر تجاه لهاث بعض الشباب لممارسة الرذيلة وما يتبعها من منغصات اجتماعية ووبائية، لا تفلح المسكنات فى تضميد جروحها النازفة حسرة، التي تحتاج لزراعة الأمل.
شخصيا يعيش أبو محمد مأساة حقيقية في البحث عن شريكة حياة له، في ظل الأبواب الموصدة، فالخطابة تقف عاجزة أمام الأسلاك الشائكة لحواجز الرفض، لا حيلة أو مجال لاختراقها، عند سماع دوي قنبلة «الايدز» الصوتية، التي تشكلت عبر عقود واقترانها ببعض المفاهيم الخاطئة عن المرض، وهنا فكر باللجوء للخارج بعدما تبددت آمال الداخل، غير ان الامواج العاتية تفشل كل محاولة أمل في الوصول لبر مصابات من خارج الكويت في ظل حجر عثرة من رفض حكومي لطلبات الزواج من مصابات من الخارج، ما دفع البعض للعودة وتلصص الجدران، وارتداء قناع المخادع والدخول من الابواب الخلفية وفرض سياسية الامرالواقع.
أبو محمد فتح الملف الشائك وباح بكل ما لديه، ووضع الأمر أمام المعنيين للتحرك بعدما رصد شخصيا تزايد أعداد المصابين بالفيروس من الكويتيين، الذين أعلنت وزارة الصحة أن عددهم 300 مصاب، بينما الحقيقة ــ وفق كلامه ــ تتجاوز هذا الرقم بثلاثة أضعاف لتصل إلى 1000 مصاب، ومع التفاصيل:
• بداية كيف التقطت فيروس المرض وانتقلت إليك العدوى؟ ومتى كانت.
- انتقال العدوى كان عبر التواصل الجنسي، حيث كنا نحن الشباب نسافر الى بعض الدول للسياحة، وقد استانسنا بالطريقة الخطأ، ووقعنا فيه. والاصابة كانت في 2011، وتم اكتشافها في 2013 عن طريق فحص ما قبل الزواج.
• ألم تجرِ أي تحاليل سابقة قبل موعد الاكتشاف خاصة وأن الاصابة كانت قبله بسنتين؟
- أجريت 2012 فحصا وطلبوا فحصا ثانيا، غير أني لم اذهب لاني تخوفت منه، وايضا لم يحدث توافق في الزواج، وعندما قررت الزواج مرة ثانية ذهبت للفحص واكتشفت انني مصاب، فتوقف مشروع الزواج. غير ان نسبة الفيروس لم تكن كبيرة حيث كانت 6 آلاف فيروس، وخلال 3 شهور نزلت النسبة الى صفر بعد العلاج.
• هل تتواصل مع المصابين من مثلك حالتك ؟
- نعم وكنت قد طرحت فكرة تأسيس جمعية لمرضى الايدز، واستطعت التواصل مع 10مصابين وأكثر من 100 شخص سليم لأجل هذا الغرض، لكن هناك من سبقنا وتم تأسيس رابطة أصدقاء مرضى الايدز.
• وماذا جرى بعد ذلك فيما يخص تكوين الرابطة؟
- ما حدث ان غيبنا نهائيا عن رابطة أصدقاء مرضى الايدز، وتم تكوين مجلس إدارتها دون علم المصابين، مع العلم أن هناك من غير ذوي الكفاءة دخلوا الادارة، وتم إبعادنا عنها، حتى إذا ما حدثت انتخابات مع مرور الايام لا ندخل فيها، ولا يؤخذ بأي شكوى نتقدم بها، ناهيك أيضا عن التبرعات التي تصل للرابطة بمبالغ لن أتكلم فيها!
• هل تتواصلون في الوقت الحالي مع رابطة اصدقاء مرضى الايدز؟
-الرابطة لا يوجد لها مكان أو مبنى، ولا يوجد مرضى تتواصل معهم، لأنها وضعت بينها وبينهم بابا مسدودا، فعندما تخاطب على سبيل المثال مجلس ادارة الرابطة فانك تحتاج أسبوعا كاملا، وردهم دوما «انتظروا وإلا لن أرد عليكم»، فلدينا بعض المشاكل ونود ان يسمعونا، فليس هناك مجال للحوار معهم، ولذا لجأت الى عمل حساب خاص بي في تويتر والانستغرام للاستماع الى مشاكل المصابين وتبادل النقاش حولها.
• بم تتمثل مشاكلكم؟
- أبسط شيء لو حدث لك ألم با?سنان أين تذهب؟! فعند حدوث مشاكل في ا?سنان نلجأ الى المستوصفات من غير أن نخبرهم، وبعد الانتهاء نخبر الطبيب وحينها سيأخذ اجراء روتينيا وهو زيادة التعقيم.
• أليس هناك عيادة اسنان مخصصة لكم؟
- هناك عيادة يوم الاثنين فقط وهي غير كافية. واذا لدي ألم في ا?سنان هل أنتظر للاثنين؟! هذا ناهيك عن مشاكل ولادة النساء المصابات.
• أين يلدن؟
- هؤلاء يلدن في أحد المستشفيات الخاصة، لكن المريضة هي من تدفع التكاليف ولا تقل حالة الولادة عن 3500 إلى 5000 دينار.
• لكن هل يمكن لمصابة الايدز ان تلد في المستشفى الحكومي؟
- نعم يمكن، لكن من خلال وسم أنها مصابة بمرض معدٍ ومن خلال عزل واحتياطيات، وعدم الاختلاط نهائيا بالمرضى الآخرين، وحينها الكل سيعرف حالتها في المستشفى، والجميع من ممرضين وغيرهم سيخافون ويخشون التعامل معها لما لديهم من مفاهيم خاطئة عن المرض، ولانه ليس لديهم بدل مخاطر ونقل عدوى وغيره من الحوافز كما موجود في مستشفى الامراض السارية، وهنا سيشمئزون من التعامل معها، وسبق ان وضعت نساء في المستشفى الحكومي لكن المعاملة كانت ليست على ما يرام.
• وكيف التعامل مع من تلد في المستشفى الخاص من خلال تواصكم مع المرضى؟
- ما يحدث في المستشفى الخاص زيادة تعقيم وتوفيرغرفة خاصة، علاوة على التعامل اللائق مع المرضى، وهذا لا يتم توفيره في المستشفى الحكومي حيث مانراه ان هناك عزلا اثناء الولادة.
• وماذا عن الاعداد الحاملة للفيروس في الكويت؟
- الإحصائيات المعلن عنها 300 حالة، لكن في الواقع هناك اكثر من 1000 مصاب.
• ومن أين يحصل هؤلاء على علاجهم اذا كانوا غير مسجلين؟
- هناك مرضى غير مدرجة اسماؤهم في مستشفى الأمراض السارية ويشترون الدواء من خارج البلاد، وسعره مكلف جدا، ناهيك عن المضربين عن العلاج، الذين لا يرغبون بمراجعة السارية، وتسجيل أسمائهم هناك، خوفا من الفضيحة فأرشيف المستشفى وإن كان محصنا، فالعامل الآسيوي الذي يوصل ملف المريض للطبيب غير مضمون، ويمكن ان يعطى رشوة ويصور الملف. فالنائب السابق حسين القويعان عندما تحدث عن المصابين بالايدز من أين حصل على المستندات والأسماء بالارقام؟
• هل تعرف من أين حصل عليها؟
- من طبيب غير مخلص للقسم الذي أقسمه بالحفاظ على سرية المرضي، وعند سماعي ما ذكره النائب استأت جدا واتجهت الى رئيس قسم الأمراض المعدية، وكنت بصدد مقاضاة النائب القويعان لانه «وسم وميّز» غير انهم أخبروني ان الموضوع قد مضى عليه وقت طويل.
• ذكرت قبل بداية الحديث ان هناك قصورا من وزارتي الداخلية والصحة فيما يخص امكانية الحد من انتقال العدوى، فما أوجه هذا القصور؟
- على سبيل المثال عندما يتم القبض على مدمن هيرويين ومعروف بتعاطي الإبر، فلماذا لا يحول لفحص الامراض المعدية، حيث اغلبهم يخرجون بكفالة مالية، فهذا أمر من الخطورة بمكان، فوقائيا يفترض فحصه فورا، والأهم من ذلك قضايا الدعارة، حيث المتهمون يخرجون دون فحص.
• هل من يمارسون الدعارة يخرجون ولا يفحصون؟ ألا يدخلون السجن؟
- نعم لا يفحصون، ولا يدخلون السجن، فقط يقضون يوما أو يومين أو ثلاثة في المباحث الجنائية، وبعدها يخرجون بكفالة دون فحص دون أن يجرى لهم فحص، وبعد ثلاثة أيام تقريبا يخرجون ويمارسون الدعارة مرة ثانية، والمصيبة الأكبر، كروت الزيارة.
• كيف كروت الزيارة مصيبة؟
- لان حامل كرت الزيارة لا يفحص خلال مدته، وهذه بؤرة الفساد، فاليوم لدينا فنادق وليس هناك مشكلة في استخراج الفيز السياحية؟
100 دينار للفيزا و20 دينارا يومية للفندق، «واشتغل يا سمسار الدعارة وأحضر بنات من جنسيات مختلفة لممارسة الرذيلة»، وهن موجودات في المقاهي، وشقق الدعارة، وأنا رصدت عشرات الشقق منها.
• كيف رصدتها ؟
- بحثت وتحريات بطريقتي الخاصة وتوصلت الى أماكنهم عن طريق أكثر من خمسة رجال آسيويين يعرفون تلك الشقق والـ«شو تايم دعارة» لبعض بائعات الهوى من الجنسيات الاجنبية قد يصل الى ما بين 50 و100 دينار، وهي غير خافية على مباحث الاداب. فالدعارة أكبر كارثة ولسماسرتها أناس في الداخلية يتحصلون رشاوى ويبلغونهم بموعد حملات التفتيش.
• هل حاملو الفيروس يترددون على هذه الشقق؟
- لا، لأن حامل الفيروس يخاف أن يتردد على شقة دعارة واحدة، ولا يفكر ولو لمرة واحدة بالذهاب اليها. لأن المريض العاقل جرب المر وليس في حاجة للأمر منه، فمصاب الايدز ليس مستعدا لان يصاب بأمراض أخرى معدية، فالايدز عدواه تنتقل عبرالتواصل الجنسي ونقل الدم، بينما بعض الامراض المعدية الاخرى تنتقل حتى عبر اللعاب.
• أنشأت منذ فترة حساب على تويتر والانستغرام ما الهدف منه؟
- حسابي في تويتر والانستغرام هدفه كان توعية أبناء المجتمع بكيفية انتقال العدوى، لكن ما فائدة التوعية، وأجد الفيز السياحية مفتوحة والدعارة شغالة !مع العلم هناك جهاز لفحص الايدز نتيجته خلال عشر دقائق تخرج، فلماذا لا يتم توفيره في المطار.
• من خلال حديثك يتضح ان هناك انتشارا بشكل كبير لشقق الدعارة؟
-أبسط مثال هؤلاء الاسيويون، إذا أعطوك سريعا وشفويا ثلاث وأربع شقق، فهل عرفت سهولة الدعارة؟! فهذه أكبر كارثة، فيفترض أن يكون هناك تعاون مشترك مع وزارة الصحة وفحص إجباري لمن يقبض عليهم جميعا رجلا كان أو امرأة.
• لكن من يقبض عليهم من الوافدين في تلك القضايا هل يتم ابعادهم؟
- يتم ابعادهم أو يخرجون بالواسطة. لكن لابد من فحصهم حتى يكون هناك إحصائية لمعرفة كم شخص انتقلت اليه العدوى اذا كان من بين المقبوض عليها مصابات أو مصابون، وللعلم أكثر من يعملن في الدعارة مخالفات الإقامة من الجنسيات الآسيوية وقد يخالفن لمدة تتجاوز 6 سنوات، يمارسن خلالها الرذيلة، ولا تظهر عليهن أعراض الفيروس، ويظللن هكذا ألا ان يقبض عليهن، لكن بعد ان تكون الواحدة منهن قد نقلت بلاءها إلى كم شخص؟ لك ان تتخيل، عشرات الاشخاص وبما أكثر!
• لكن هل هناك من بين المصابين من يحمل النفس العدائي؟
- العدوانية موجودة في طبيعة بعض البشر، وهناك حالة شاذة تنشر بلاءها هنا وهناك في الداخل والخارج، حتى انها على علاقات مشبوهة مع بعض موظفي الداخلية وربما سنراهم مع الايام زملاءنا في المرض.
• وماذا عن مصادر انتقال العدوى الاخرى ؟
- هناك خطر الجنوس فهولاء أكبر وباء لنقل الفيروسات المعدية.
• وأين يتركز هؤلاء الجنوس ؟
- اليوم على سبيل المثال محلات المساج، تجد شباب من أعمار 16 سنة يجلسون بالدور، وعندما تساءلت عن السبب وجدت أن هؤلاء يريدون مدلك مساج «جنس» ليمارسوا معه الرذيلة، وللعلم فمدلك المساج العادي أجره يختلف عن نظيره الجنس، فإذا كان المدلك العادي بـ10 دنانير، فنظيره بـ15 دينارا.
• أنتم المصابون بمرض الايدز ما أبرز مشاكلكم؟
- على وجه العموم تم تسليط الضوء على مرض الايدز، وهومرض قد يكون رحمة مقارنة بأمراض معدية أخرى، لكن اليوم عندما تتصل على «الخطابة» للزواج ردها دوما «ما فيه، ما أحد يقبل» مع ان مرضنا وصل لمرحلة ان الانسان العادي اذا نسبة الفيروس في الدم صفر، حيث يعاشر ولا ينقل المرض.
• إذاً تجدون صعوبة في العثور على زوجة؟
- نعم نواجه شروطا كثيرة. وعلى سبيل المثال ذات مرة اتصلت على وافدة من اجل الزواج وطلبت مهر 10 الاف دينار.
• لكن هل يمكن لكم الزواج من سليمة؟
-الوزارة تقول لنا تزوجوا من سليمة، لأن من فيروسه صفر لا ينقل العدوى، لكن أين هي؟ فأنا فيروسي صفر، وهات لي سليمة! لن تجد واحدة تقبل بي الا حال وجود مصلحة وهذا ما ارفضه حيث لا يجوز شرعاً.
• لكن طالما وصلت نسبة الفيروس صفر في الدم ألم تعد سليما ومعافى؟
- سليم طالما تأخذ العلاج ومستمر ومواظب عليه.
• اذا هناك شبه استحالة في مسألة الزواج ؟
- إلا في حالة واحدة تلجأ للخداع، بمعنى إنك تكلم فتاة وتجعلها تحبك، وتصدمها وتضعها أمام الامر الواقع، ولكن هنا أصبح الحب مزيفا، والزواج زواج مصلحة، فأنت خدعتها وعليه لن تستمر الحياة.
• هل فكرت في مثل هذا الامر ؟
- فكرت، ولنفترض أنني خدعت فتاة و تزوجتها وقدر الله وأصيبت،فحينها هل تضمن أنها لا تفكر بالانتقام وتحاول نقل العدوى الى أهلى وتعاقبك بمثل ما عاقبتها فما بني على باطل فهو باطل
• لكن هل جميع من يحملون الفيروس بنفس طريقة تفكيرك العقلانية؟
- هناك من حاول الدخول عن طريق الخداع وتم قبوله لكن بالنهاية اعتبره زواج مصلحة حيث تم قبوله بعد رفع سعر المهر.
• طالما هناك معاناة في العثور على زوجة فاعتقد ان نسبة الذكورالذين يحملون الفيروس قد تكون اكبر من الاناث؟
- نعم الذكور اكبر من الاناث، مع العلم ان الاناث بازدياد، وللعلم المصابات بالكويت يغطى عليهن.
• ماذا تعني بالمغطى عليهن؟
- بمعنى أن الطبيب فلان تعز أنت عليه، فيتصل عليك ليخبرك ان هناك مصابة جديدة، لكن عندما يسأله المريض عن مصابات جديدات ينكر، مع العلم أننا كمرضى نتحاور صباحا ومساء، ومتأكدون من صحة المعلومة التي وصلتنا.
• كيف تكونون متأكدين؟
- بأنفسنا نخاطب المصابات.
• في النهاية ما مطالبك؟
- من أهم المطالب التى أرى انها ضرورة بالنسبة لنا كمصابين هي ضرورة وجود استثناءات لنا في حالات الزواج من الخارج ورفع بعض الصعوبات والعراقيل التي تواجهنا لنمارس حياتنا الطبيعية ولرفع جزء من المعاناة التي نعيشها يوميا.
تعنت المعنيين يصنع من المريض وحشاً
عرّج أبو محمد إلى محاولات الزواج من مصابات من خارج الكويت، فقال: فكرنا ان نتزوج من دول خليجية وعربية ولكن تقف امامنا لجنة الزواج بالخارج وهي من وزارات الصحة والداخلية والعدل ومكتب مكافحة الايدز، حيث يرفضون أمر دخول مصابة للزواج، وقد يكون علاوة على الرفض هناك فضح لاسرار المصابين عبر مرور الملف على أكثر من مسؤول وموظف، فهناك صعوبات وعقبات واجراءات روتينية كثيرة من العدل والصحة والشؤون والداخلية وقدمت طلبا للموافقة على الزواج ثلاث مرات وحاولت الزواج من مصابة في دولة عربية لكن تم الرفض.
المشاكل الأسرية والإيدز
يرى أبو محمد أن المشاكل الاسرية لها دور في زيادة نسبة المصابين بالايدز، ويقول: بعد حدوث الطلاق نلجأ للسفر للخارج كما حدث معي، حيث قد يكون من الصعب الزواج مرة ثانية بسبب ضعف الراتب وما نجم عن الطلاق من تكاليف، وعليه اضطررت في «الويك اند» الى الذهاب الى دول سياحية لأتواصل جنسيا والعودة للكويت.
ويضيف أنه تزوج وأنجب طفلا قبل إصابته، وقد حدث الطلاق لاسباب مادية وأسرية، فالمعاش في بداية الزواج قد يكون مناسبا لكن بعد الانجاب تبدأ المشاكل وتزيد الاعباء وتبدأ
المشاكل الاسرية نتيجة تزايد الاعباء المادية، وهذا يؤدي الى الانفصال.
تبادل مرضى للزواج مع دول عربية
بسؤاله عن صعوبة العثور على زوجة ومحاولة التواصل مع لجان للايدز أو روابط عربية من خارج الكويت، قال أبو محمد: تواصلت مع لجان لمرضى الايدز في مصر والمغرب ورحبوا بالفكرة، وعرضت على المعنيين هنا الفكرة، غير انهم رفضوها من المستشفى السارية ومكتب الاحصاء الايدز، مع اننا كنا نستطيع الاستفادة من مصر والمغرب في اشياء كثيرة لا تتخيلها. فعندهم مرضى ويمكن ان يحدث تبادل.
وبالاستفسار عن مقصده بالتبادل، قال: تبادل مصابين ومصابات للزواج، وتبادل زيارات لحضوربعض الفعاليات مثل اليوم العالمي لمرضى الايدز أولحضور مؤتمرات توعوية ليتقابل المرضى معا.
شقق الدعارة ... والحجز هاتفياً
لبيان مدى انتشار شقق الدعارة أجرى «أبو محمد» اتصالين مع اثنين من الآسيويين، أحدهما يدعي «ل» والاخر «م».
- أبو محمد: الو... يبي شقة مال وناسة كم شقة انت يعرف؟
- الاسيوى «أ»: ثلاثة، أربعة.
- في أي منطقة؟
- فحيحيل، جليب الشيوخ، خيطان، مرقاب.
- كم فلوس شو تايم؟
- 5 دنانير.
- 5 دينار يقدر يسوى اتفاق؟
- اليوم.
- مو اليوم انا يشوف وقت، يعطيك خبر، وأسوي تليفون بعدين.
ينهي أبو محمد الحوار مع الاسيوي «أ» لينتقل حوار مع آسيوى آخر.
- بو محمد: ألو اشلونك؟
-الاسيوي «م»: الحمد لله.
- يبي يعرف شقق مال وناسة، كم شقة انت يعرف؟
- ههههههه فيه واجد واجد.
- كم انت عارف أكيد؟
- فيه واجد انا ممكن بكره يعطيك خبر.
- في أي منطقة؟
- منطقة مهبولة، واذا يبي مكان ثاني يدور.
- داخل مهبولة كم شقة ممكن؟
- يمكن ثلاثة أربعة.
- حرمة واحدة شو تايم كم؟
- ممكن 15 أو 16 دينار.
- شنو جنسية؟
- أي جنسية. فيه فيليبيني، نيبالي، بنغالي اي شي.
- أنت شوف كم شقة وناسة فيه وقول حق انا بكره.
المصاب أبو محمد:
- «كرت الزيارة» مصيبة وبؤرة فساد ... فمن يدخل به لا يخضع للفحص
- سهل أن تتسرب ملفات المرضى من المستشفى برشوة بسيطة للعامل الآسيوي
- الحامل المصابة تلجأ لمستشفى خاص كي تلد بـ5000 دينار هرباً من المعاملة غير اللائقة في «الحكومي»
- إحصائيات الكويت توثّق 300 حالة إيدز بينما المصابون في الواقع يتجاوزون 1000