الحسينيات بدأت إحياء الذكرى وسط إجراءات «غير عادية»... والتعاون مع «الداخلية» سيد الموقف

13 ملاحظة أمنية في أولى ليالي عاشوراء ورفع حالة الاستعدادات في المنافذ إلى الدرجة «أ»

1 يناير 1970 08:06 م
• انتشار أمني مكثف على مداخل ومخارج الطرق المؤدية للحسينيات وتفتيش ذاتي بتعاون «الداخلية» واللجان التطوعية

• تدقيق مشدد وتفعيل البصمة الإلكترونية وتعبئة الاستمارات للزوار الجدد للكويت
وسط إجراءات أمنية غير عادية، بدأت حسينيات الكويت إحياء ذكرى عاشورء الإمام الحسين. وواكب بدء المجالس العاشورائية انتشار أمني مكثف على مداخل ومخارج الطرق المؤدية للحسينيات، فضلاً عن الحواجز الحديدية، التي تم وضعها خارج محيط الحسينيات، لمنع دخول أي شخص إلا بعد تفتيشه، سواء من قبل أفراد وزارة الداخلية أو من قبل أفراد اللجان التطوعية.

وأبدت مصادر أمنية لـ«الراي» عن رضاها عن سير الاجراءات الامنية المصاحبة لعمليات تأمين الحسينيات خلال اليوم الاول من شهر محرم من خلال التطبيق الكامل للخطة الامنية من انتشار واسع ومراقبة حثيثة وتقارير امنية متواترة لغرفة العمليات الميدانية المشتركة التي تم انشاؤها لهذا الامر.

وقالت المصادر «خلال اليوم الاول تم تطبيق الخطة الامنية المتمثلة بالانتشار والمتابعة والرصد بالتعاون مع أصحاب الحسينيات والقائمين على عمليات تنظيم الدخول للحسينيات من قبل الشباب المتطوع حيث تم التجاوب على مستوى البلاد مع اكثر من 13 ملاحظة امنية تمثلت في عمليات تكدس بشري او اغلاق طرق او ملاحظات خاصة بالتعاون الامني وملاحظات مرتبطة بوقف المركبات وتسهيل الحركة، وهذه الملاحظات تم تجاوزها بفضل تعاون اصحاب الحسينيات والقائمين عليها».

وفي موازاة الاجراءات الامنية الداخلية لتأمين الحسينيات علمت «الراي» ان «تعليمات صدرت لقطاع امن المنافذ بزيادة الاجراءات الامنية للدرجة (أ) والتي تعتبر الأعلى، على ان تشمل المنافذ البرية والبحرية والمطار لا سيما التدقيق الامني المشدد على الزائرين للبلاد وعلى الامتعة والبضائع».

وقالت المصادر انه «تم تفعيل البصمة الالكترونية وتعبئة الاستمارات للزوار الجدد للبلاد وكذلك تفعيل الاجهزة السينية للكشف عن الامتعة والعمل بكامل الطاقة نهاراً وليلاً وبأعداد مضاعفة من العناصر».

وذكرت المصادر ان «غرفة العمليات المشتركة للقطاعات الأمنية التي تشارك بها امن الدولة والمباحث الجنائية والامن العام والامن الخاص والدوريات المرورية والنجدة تتابع تقارير امنية تصل تباعا من انحاء البلاد والمحافظات كافة والتعامل معها».

في الحسينيات، شدد خطباء المنابر الحسينية في مجالسهم الحسينية عن أهمية الدروس والعظات التي يجب ان يستفاد منها في الثورة الحسينية وإسقاطها على الواقع المعاصر، مشددين على أبرز مراميها المتمثلة في تقويم المجتمع وإصلاحه.

ودعا خطيب الحسينية الكربلائية الشيخ محمد الجمعة إلى الاستفادة من دروس السيرة الحسينية، مثمناً للحضور إقدامهم وحضورهم رغم التخوفات الأمنية.

وفي حسينية معرفي تحدث خطيب المنبر الحسيني سيد داخل حسن، عن الطرق الأخلاقية التي من خلالها يمكن توعية وتهذيب المجتمعات، خصوصا المجتمعات التي يوجد فيها فساد واختلال اجتماعي، مبيناً أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب «كان يدعو دائماً من على منبره إلى تقويم الانحراف وإصلاح الفساد بالطرق التربوية، التي كان ينتهجها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم».

وقال داخل ان «الدعوة إلى إصلاح المجتمعات وتقويمها هي في الأصل رسالة الأنبياء»، لافتاً إلى ان «الإمام الحسين كان يهدف من وراء ثورته إلى تقويم المجتمع، وخير دليل على ذلك، تلك الخطب التي كان يوجهها لأتباعه خلال ثورته».

وتطرق إلى مسألة خلق الإنسان ورعاية المولى له، بدءاً من مرحلة ظلمات الأرحام إلى مراحل الطفولة والشباب والكهولة، وتحدث عن مسألة الضوابط التي وضعها المولى عز وجل لخلقه، لكي يسيروا عليها، حتى لا يعيشوا الفوضى والقلق، مشيراً إلى ان هناك فئة متخصصة هي المكلفة بالتصدي لأحكام هذه الضوابط، ليوضحوا للمجتمع الحكم الشرعي في بعض المسائل الخاصة بهذه الضوابط والأحكام بشكل جلي مستمد من أحكام التشريع (القرآن والسنة النبوية).