حروف باسمة
القنديل...
| سلطان حمود المتروك |
1 يناير 1970
11:20 ص
هو ذلك المصدر الذي يشع مسارات مختلفة من نور فيفضي على النفس راحة وعلى الفكر سبيلاً، وإن هذا القنديل الممتلئ بالخير كلما اقترب الإنسان منه ازداد شعاعاً ومعرفة وثقافة وهدى ذلك هو المعلم.
ومهما قيل فيه فإن الكلمات تعجز عن أن تفيه حقه.
احتفلت المنظمة الأممية في الخامس من أكتوبر الجاري باليوم العالمي للمعلم حيث تسلط الأضواء في ذلك اليوم على ما يقوم به المعلم من جهد وعطاء من أجل النهوض بالأجيال، والمعلم هو العامل الرئيسي في تكوين المواطن الصالح الذي يعتبر الحجر الأساس في بناء المجتمع، وبهذا يحقق أهم هدف من أهداف التربية في هذه الديرة الحبيبة فتحية لمربي الأجيال وسلام على الشموع التي تنصهر لتضيء الدروب أمام الناشئة وتعمل على التنمية الشاملة المتكاملة للإنسان.
عزيزي القارئ فإذا ما توفر المعلم الذي يعمل على التنقيب والبحث لإيجاد أيسر السبل في عملية التعليم والتعلم، وينتقي المستلزمات التي تعينه على آداء مهمته، ويعمل على تمحيص الفروق الفردية بين تلاميذه ويجعل مصلحة التلاميذ فوق كل مصلحة حينما يدخل الفصل عندئذ لا نقول له إلا كما قال إبراهيم طوقان:
اقعد فديتك هل يكون مبجلاً
من كان للنشء الصغار خليلاً
ويكاد يقلقني الأمير بقوله
كاد المعلم أن يكون رسولاً
لو جرب التعليم شوقي ساعة
لقضى الحياة شقاوة وخمولاً
مئة على مئة إذا هي صلحت
وجد العمى نحو العيون سبيلاً
لكن أصلح غلطة نحوية مثلاً
واتخذ الكتاب دليلاً
مستشهداً بالغر من آياته
أو بالحديث مفصلاً تفصيلاً
فأجد حبيباً بعد ذلك كله
رفع المضاف إليه والمفعولا
لا تعجبوا إن صحت يوماً صيحة
ووقعت ما بين البنوك قتيلاً
يا من يريد الانتحار وجدتهُ
إن المعلم لا يعيش طويلاً
إنما تقول له: كما قال أمير الشعراء
قم للمعلم وفه التبجيلاً
كاد المعلم أن يكون رسولاً
تحية لجميع المربين في اليوم العالمي للمعلم.