تربط مشغلي الهاتف بشبكة واحدة... وتقدم أكثر من 30 خدمة

«ONEm»... اتصالاتك الدولية بتكلفة «المحلية»

1 يناير 1970 03:06 م
عبدالله الوزان: • عدم ارتباط 3 مليارات مشترك محمول بالإنترنت أسهم في ولادة فكرة «ONEm»

قتيبة العسكر: • توفير القدرة لتواصل 5 مليارات شخص بالعالم من دون الحاجة إلى إنترنت
هل من الممكن في القرن الحادي والعشرين، ربط العالم ببعضه من دون الاعتماد على شبكة الإنترنت؟ تبدو الفكرة خيالية في ظل التطور التكنولوجي الهائل. إلا أن شركة «ONEm» رأت أنه من الممكن تحويل المستحيل إلى ممكن عبر ربط مشغلي الاتصالات في العالم عبر شبكة واحدة، ومنها ينطلقون إلى ربط العالم وجعل العملاء على اتصال دائم دون الحاجة إلى إنترنت وتغطية واسعة للشبكة، بكبسة زر واحدة، ومن خلال ربط الشركات المقدّمة للخدمات الهاتفية ببعضها البعض، والأكثر من ذلك إجراء اتصالاتهم المحلية والدولية كما لو أنها محلية.

قبل أكثر من 3 سنوات خطرت للرئيس التنفيذي لـ «ONEm» كريستوفر ريتشاردسون وشريكه حاتم إبراهيم، فكرة «ONEm» والتي كانت من الصعوبة تطبيقها بسبب نقص القدرات والمهارات الفنية اللازمة لإنشاء شبكة اتصالات عالمية، تستطيع ان تستوعب جميع شركات الاتصالات المحمولة ومشتركيها، واليوم أصبحت الفكرة واقعاً ملموساً. و منذ تأسيس «ONEm» انضم بعض المستثمرين بعد اهتمامهم بالفكرة إليها، وبدأ عددهم بالازدياد بعد تطور الفكرة واقترابها من أرض الواقع، ليصل اليوم إلى أكثر من 50 مستثمراً من الخليج وأوروبا باِلإضافة إلى 3 مؤسسين.

ومن الكويت، انضم مستثمران هما المهندس قتيبة بدر العسكر وعبدالله عبدالقادر الوزان، بعدما درسا نموذج عمل «ONEm» وقدرتها على تقديم خدماتها في الاتصالات بشكل لم يكن متوافراً من قبل.

تأسيس الشركة

فكرة تأسيس الشركة بدأت في 2012، بعد انتباه المسؤولين فيها، إلى أنه من أصل 4.5 مليار مشترك بالخدمات الهاتفية في العالم، هناك نحو 3 مليارات يعادلون 70 في المئة ليسوا مرتبطين بشبكة الإنترنت عن طريق الهواتف، إذ لا توافر لهم الشركات العاملة في بلدانهم خدمة الإنترنت عبر هواتفهم.

الإحصاءات أظهرت أن 50 في المئة من مستخدمي الهواتف النقالة حول العالم أي ما يعادل نصف العملاء لن تتوافر لهم خدمات الإنترنت في هواتفهم في الفترة المقبلة، فكانت الفكرة «فلنعمل على تأسيس شركة توافر الاتصال بين الأفراد في كل مكان وفي أي وقت من دون الإنترنت، ومن دون تكاليف مرتفعة على الشركات والعملاء».

وبرزت الفكرة أكثر بعدما تبين أنه ومع زيادة استخدام الإنترنت لإجراء الاتصالات، فإنها لن تكون بالجودة نفسها في كل مكان نظراً لاختلاف طبيعة استثمارات المشغّلين في كل دولة، ما يؤثر على جودة الخدمات المقدّمة من مشغّلي الهواتف ويمنع العملاء من تحقيق تطلعاتهم لقاء الأموال التي يدفعونها، فكانت «ONEm» الرابط الحيوي بين مشغلي الهواتف في جميع أنحاء العالم.

يقول ريتشاردسون إن تأسيس الشركة كان في بريطانيا منذ 3 سنوات، وإن الفكرة أتت لإنشاء وتطوير منصة عالمية لربط جميع مشغلي الهاتف المحمول والذين يفوق عددها الألف من خلال شبكة فائقة تستوعب جميع مشتركيها.

ويبين ريتشاردسون أن مشغلي الهواتف استجابوا بشكل كبير لفكرة الشركة، التي تساعدهم على الحفاظ على إيرادات الخدمات الهاتفية المقدمة، وتوفير أخرى جديدة للعملاء بطريقة تفاجئ العالم، وبتكلفة بسيطة جداً.

ضعف تغطية الإنترنت

أشار ريتشاردسون إلى أن عدد مشتركي الهواتف المتنقلة في العالم يبلغ حالياً أكثر من 4.5 مليار مشترك، وهناك أكثر من 70 في المئة منهم أو ما يصل إلى 3 مليارات عميل من دون خدمات الاتصال بالانترنت عن طريق هواتفهم، إذ لا توافر لهم شركات الاتصالات خدمة الإنترنت المحمول بأسعار في متناولهم، مبيناً أنه في حين تسعى العديد من شركات الاتصالات إلى تطوير شبكاتهم ورفعها إلى مستوى «4G» في السنوات الخمس المقبلة، فإن التغطية لن تتوافر إلا لنحو 50 في المئة من مستخدمي الهاتف المحمول فقط، أي أنه هناك أكثر من 2.5 مليار مشترك لن تتوافر لهم الخدمات في هواتفهم.

ونوه ريتشاردسون إلى أنه في الوقت الحالي تعاني شركات الاتصالات في العالم من منافسة كبيرة من تطبيقات الاتصالات مثل «سكايب» و«فايبر» و«واتسآب» ما يؤدي إلى انخفاض إيراداتها، معتبراً أن هذه الاتصالات التي تتم عن طريق الإنترنت، وإن كانت مجانية فتعاني من ضعف في الكفاءة، إذ يتطلب توفيرها الحصول على إنترنت فائق السرعة للحصول على أفضل أداء وهذا غير متوافر لغالبية مشتركي النقال في العالم.

وأكد أن معضلة أخرى تواجه العالم اليوم، وهي أن أسعار الاتصالات الدولية التي تتم بين مشغلي دول العالم مرتفعة نسبياً، وتعتمد على المحاسبة بالدقيقة وهي غير قابلة للانخفاض بشكل كبير في المستقبل القريب بسبب صعوبة إقامة وتوقيع اتفاقيات بين جميع مشغلي الهاتف المحمول، نظراً لتضارب المصالح والاهتمامات في ما بينهم، كما أن جودة الاتصالات الدولية ليست جيدة في بعض الأحيان لأسباب تتعلق بالبنية التحتية بين المشغلين، وهي في أغلب الأحيان خارجة عن سيطرتهم، وتعود لطبيعة البلدان والتضاريس التي تعمل بها.

خدمات متنوّعة

أفاد ريتشاردسون أن نموذج «ONEm» لا يشتمل على المكالمات فقط، بل يشمل العديد من الخدمات الأخرى المهمة، فهناك خدمات الرسائل القصيرة والصوتية (SMS) و(MMS)، وخدمات الإيميل وخدمات تراسل بيانات بين الأجهزة والمعروفة بـ (M2M)، وخدمات الاتصالات والرقم الموحد للشركات والهيئات الحكومية وغير الحكومية، وهي جميعها تتم عن طريق شبكات الاتصالات القائمة ومن دون استخدام الإنترنت، وتعد كما لو أنها خدمات محلية وبأسعار في متناول الجميع، يعود للمشغلين تحديد قيمتها وتحصيلها من المشتركين، ومن ثم مع حصول «ONEm» على تعرفة متفق عليها مع المشغل.

وقامت إدارة «ONEm» بتطوير الشبكة وجعلها شبكة ذكية تفاعلية تقوم بالعديد من الخدمات ذات قيمة مضافة لمستخدمي النقال، إذ انه باستطاعة الشبكة الترجمة الفورية للرسائل النصية (SMS) والمكالمات الصوتية، وتقديم خدمات متعددة كالمراسلات والمحادثات الجماعية وخدمات تعليمية وترفيهية واجتماعية بشكل مباشر لمشتركي النقال عن طريق شبكات الاتصالات.

إبراهيم

من ناحيته، يقول المدير التفيذي للعمليات في «ONEm» حاتم إبراهيم، إن النشاط الأساسي للشركة يقوم على تقديم ما هو أفضل في مجالي الهاتف المحمول والإنترنت وخلق مجتمع جديد على غرار مجتمع الإنترنت باستخدام نموذج قائم على العضوية مماثل لما يحدث بالفعل على الإنترنت.

وأضاف «يتعلق نموذج العضوية الذي يحظى من خلاله المستخدمون بالوصول غير المحدود إلى الخدمات نظير رسوم شهرية معقولة، وسيتم الحصول على خدمة(ONEm) حصرياً عن طريق المشغلين المرخصين في كل دولة».

تحديات التأسيس

وأوضح أن التحدي الأبرز لمؤسسي الشركة، كان العمل على تطوير برمجيات وبناء الأنظمة، واختيار مراكز بيانات في العالم ذات كفاءة عالية لوضع البنى التحتية اللازمة للشبكة، بالإضافة إلى بناء السعة المطلوبة لاستيعاب عدد المشتركين والمقدر حاليا بأكثر من 4.5 مليار مشترك.

وأشار إبراهيم إلى أنه في الوقت الحالي تم بناء وتطوير أنظمة«ONEm» في مركز البيانات بلندن بسعة لخدمة أكثر من مليار مشترك، ويجري العمل على بناء مراكز أخرى في الولايات المتحدة وهونغ كونغ، ورفع القدرة الاستيعابية لخدمة أعداد أكبر من المشتركين، بالإضافة إلى اكثر من 20 نقطة للربط مع شركات الهواتف النقالة في العديد من الدول.

وتابع أن من أهم ما تتميز به«ONEm» هو قدرتها على الربط المباشر مع جميع شركات المحمول في العالم، بغض النظر عن نوع الشبكة (سواء كانت 4G او 3G او 2G او غير ذلك) ومن دون أي تكاليف رأسمالية مطلوبة من قبل المشغلين لتكييف شبكاتهم مع شبكة«ONEm»، إذ انها جميعها قادرة على الربط المباشر مع شبكة الشركة، والبدء بأستخدام الخدمات، كما أنه ليس هناك تكلفة للمشغلين لتنفيذ الربط بحيث تتكفل«ONEm»بجميع التكاليف.

وأكد أنه من جهة مستخدم المحمول فهو يستطيع الاستفادة من الخدمة بغض النظر عن نوعية الهاتف النقال (هاتف ذكي او هاتف عادي)، ولا يحتاج إلى تطبيقات خاصة لاستخدام الخدمة، لافتاً إلى أنه سيتم طرح الخدمة فقط من خلال المشغلين المرخصين في كل دولة، وإلى أنه لكل شركة الحرية في تسعير الخدمة لمشتركيها بما يتناسب مع خطتها التسويقية، كما من الممكن ربط شبكات الهاتف الأرضي مع«ONEm».

التعاقد مع مشغّلي الهاتف

من ناحيتها، أشارت الرئيسة التنفيذية للأعمال التجارية ميهوا تيين، إلى نشاط الشركة الحالي وتواصلها مع شركات الاتصالات في العالم، عبر مشاركتها في المنتدى العالمي لقطاع الاتصالات والمقام في برشلونة كل عام، إذ قامت الإدارة التنفيذية في

«ONEm»خلال مارس الماضي، بتقديم عرض إلى العديد من المديرين التنفيذيين في شركات الهواتف المحمولة في العالم، وسط حضور كبير لها في فعاليات هذا العام.

وأضافت أن«ONEm»كانت محور حديث ومناقشات شركات الهواتف المحمولة في ما يتعلق بخدماتها بعد اطلاعهم على نموذج عملها، في وقت أبدى عدد كبير استعدادهم للانضمام للشبكة.

وتابعت تيين أن«ONEm»باشرت توقيع الاتفاقيات مع عدد من المشغلين ليتم من خلالهم إطلاق الخدمة، إذ تتوقع الإدارة بأن يكون هناك أكثر من 100 مشغل هاتف محمول قد انضم لها بحلول مارس 2016، وهو الشهر الذي سيتم خلاله إطلاق الخدمة رسمياً في منتدى الاتصالات في برشلونة، قائلة«ستحتوي خدمة (ONEm) على باقة تضم أكثر من 30 خدمة باشتراك واحد».

ولفتت إلى أن العديد من المساهمين كان لهم دور كبير في مساندة الشركة منذ نشأتها قبل 3 أعوام وحتى اليوم، وهم أفراد وشركات من الخليج وأوروبا، إذ تضم اليوم قائمة تتألف من أكثر من 50 مساهم، بالإضافة إلى مؤسسيها.

العسكر والوزان

بدوره، أكد الشريك المؤسس ممثل الشركة في الكويت المهندس قتيبة بدر العسكر، أنه كان من المتابعين مع المؤسسين للشركة منذ أكثر من عامين، وقام بدراسة مكثفة عن قطاع الاتصالات بعد زيارته للمنتدى العالمي لقطاع الاتصالات الذي تنظمه منظمة«GSMA»في برشلونة سنوياً، وهي منظمة عالمية تضم وتتبنى مصالح شركات الهاتف النقال في جميع دول العالم.

وقال العسكر إنه اطلع على عدد من الدراسات التي قامت«GSMA»بنشرها خلال السنوات الماضية بخصوص التأثير السالب لشركات الاتصالات عبر الإنترنت مثل«سكايب»و«فايبر»وغيرهما على أرباح مشغلي النقال في جميع الدول، لافتاً إلى أن المنظمة رحبت بشكل كبير بنموذج عمل«ONEm»باعتبارها أفضل خدمة مطروحة ستمكن شركات النقال من الرد على الاتصالات عبر الإنترنت بخدمات تتفوق عليها وبفارق كبير وتلبي حاجة المشتركين للمزيد من الخدمات الجديدة.

وأضاف في حديث مع«الراي»أن«ONEm»حصلت على عضوية«GSMA»التي تقوم بتقديم دعم استراتيجي وبتعريف مشغلي النقال في كل المعارض والمؤتمرات التي تقوم بتنظيمها بالفرصة الجديدة التي تمثلها«ONEm».

واعتبر أن الاستثمار في«ONEm»مجد للفترة المقبلة، متوقعاً أن تشهد أعمال الشركة نمواً مطرداً في الأشهر القليلة المقبلة، بسبب اهتمام شركات الاتصالات العالمية بخدمات الشركة، لافتاً إلى أن الشركات التي توقع الاتفاقيات مع«ONEm» في تزايد بشكل كبير.

من ناحيته، يشير الشريك والمؤسس وممثل الشركة في الكويت عبدالله عبدالقادر الوزان، إلى أن نموذج عمل الشركة يتميز بكونه يعيد صياغة مفهوم الاتصالات الهاتفية المتنقلة بشكل جديد كلياً سواء كانت اتصالات هاتفية أو نصية أو عبر إرسال البيانات، ويساهم بتكامل خدمات شركات الاتصالات وملء الفجوات بينها.

وأوضح الوزان أن قطاع الاتصالات يواجه في الوقت الحالي تحديات لا تخدم المستخدم، وأن شركات الاتصالات عاجزة عن تطوير خدماتها ونموذج أعمالها بشكل يتناسب مع تطلعات المستخدم بسبب العديد من العوامل، وأهمها الخدمات المجانية عن طريق الإنترنت، والمنافسة القوية بين شركات الاتصالات من جهة، والمنافسة مع شركات الإنترنت والتطبيقات المجانية من جهة أخرى.